كشفت وثائق أمريكية عبارة عن تسريبات الموظف الاستخباراتي السابق سنودن عن فضيحة التجسس الأمريكية علي مسلمي أمريكا ، وكيف أنه بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر بات جميع المسلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية موضع اشتباه . وكشف الصحفي (غرينوالد الآن) في مقالة طويلة نشرها في مجلة "ذا إنترسبيت" الإلكترونية، التي تنشر وثائق سنودن تحت عنوان (Meet the Muslim-American Leaders the FBI and NSA Have Been Spying On) أي (تعرف علي قادة مسلمي أمريكا الذين يخضعون للتجسس من قبل وكالة الامن القومي والمباحث الفيدرالية عن جداول مراقبة هؤلاء المسلمين التي أظهرت أن كلّ من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي تراقب عناوين بريد إلكتروني يبلغ مجموعها 7485 عنوانًا . حيث رصدت وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي سرًّا رسائل البريد الإلكتروني لبعض من أبرز المسلمين الأميركيين، بما في ذلك مرشحون سياسيون، وناشطون في مجال الحقوق المدنية، وأكاديميون، ومحامون. وجاءت عمليات التجسس هذه في إطار إجراءات سريّة لاستهداف الإرهابيين والجواسيس الأجانب . ومن الذين تم الكشف عن مراقبتهم المحامي فيصل جيل الذي ترشّح لمجلس نوَاب فيرجينيا ، فيصل جيل، والذي عملَ منذ فترة طويلة مع الحزب الجمهوري، وتمّ ترشيحه لمرّة واحدة لمنصب عام، وخدم في وزارة الأمن الداخلي في عهد الرئيس جورج دبليو بوش. وأيضا عاصم غفور، وهو محامٍ بارز، دافعَ عن بعض المتهمين في قضايا متعلقة بالإرهاب ، وهوشنك أمير أحمدي، وهو أستاذ إيراني- أمريكي للعلاقات الدولية في جامعة روتجرز ، وأغا سعيد، وهو أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة ولاية كاليفورنيا، الذي يؤيّد الحريّات المدنية للمسلمين والحقوق الفلسطينية ، ونهاد عوض، وهو المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وهو أكبر منظمة حقوق مدنية مسلمة في أمريكا . ويقول فيصل جيل: "لقد فعلت كلّ ما يجب على أي مواطن صالح فعله ، والآن تحطّمت الصورة المكوّنة لدى فيصل جيل عن العالم : ففي وثائق جهاز الاستخبارات الأمريكية المعروف باسم وكالة الأمن القومي، التي قام إدوارد سنودن بنسخها وتقديمها للصحفي غلين غرينوالد، يوجد حسابا بريد إلكتروني يخصان فيصل جيل، كانا مراقبين طيلة ثلاثة أعوام من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي الأمريكيين . وفي مقابلة مع مجلة "ذا إنترسبيت" يصف فيصل جيل بوضوح مدى إساءة هذا الإجراء بالنسبة إليه. ويقول مستنتجا: "إذا كانت تتم مراقبتي باعتباري محافظًا محبًا للرئيس ريغان، فلا أريد أن أعرف على الإطلاق مَنْ هو الذي سيتحقَّق من كلّ شيء"، وبالنسبة لهذا المحامي من المؤكَّد أنَّ أمريكا يجب أن تغيّر عملياتها الرقابية وأن تغيِّر كذلك الرقابة البرلمانية المفروضة على أجهزة استخباراتها. وبالإضافة إلى فيصل جيل تمت أيضًا مراقبة أربعة أشخاص مسلمين أمريكيين بارزين، لهم حضور كبير في الرأي العام الأمريكي وكثيرًا ما كانوا يظهرون مع كبار السياسيين من الديمقراطيين والجمهوريين ، ولم يثبت على أي منهم ارتكاب أية جريمة، ولم يتبيّن أنهم كانوا يدعون للجهاد أو أنَّهم كانوا متعاطفين مع تنظيم القاعدة. ولكن مع ذلك فقد كانوا يظهرون أحيانًا لبعض عملاء الاستخبارات الأمريكية من المشبه فيهم. ومن الذين تم التجسس عليهم نهاد عوض أردني فلسطيني المولد، يعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ أكثر من عقدين وشارك في تأسيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) وهو رئيسه التنفيذي؛ ويعدّ هذا المجلس واحدًا من أكبر المنظمات الإسلامية الحقوقية في الولايات المتّحدة الأمريكية . وكان نهاد عوض مستشارًا لنائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور، كما أنّه التقى بالرئيسين بوش وكلينتون وكذلك بالعديد من وزراء خارجية الولايات المتَّحدة الأمريكية وتمت مراقبة رسائله الإلكترونية في الفترة بين عامي 2006 و2008 ، وحول ذلك يقول عوض نهاد: "بوصفي مواطنًا أمريكيًا، فأنا غاضب من كون الحكومة تتجسس على الناشطين ، وعلى الرغم من أنَّنا قد فعلنا الكثير لصالح المجتمع في هذا البلد، إلاَّ أنَّنا لا نزال عرضة للاشتباه". ويعتقد نهاد عوض أنهم تجسسوا عليه، لأنه قد عبر عن رأيه في عام 1994 بصورة إيجابية حول حركة حماس - أي قبل ثلاثة أعوام من تطرّفها. وعززت التسريبات الجديدة لدى مسلمي أمريكا الشعور بأنهم يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية، وأنَّهم موضع اشتباه دائم ، ففي شهر نيسان/ أبريل فقط قامت شرطة نيويورك بإلغاء وحدتها الدموغرافية"، التي كانت طيلة أعوام عديدة تتجسّس بشكل منهجي على المسلمين وتُسجل كل شيء عنهم : أين يأكلون ويعملون ويُقيمون صلاتهم ، ولكن هناك وثيقة تدريب خاصة بمكتب التحقيقات الفيدرالي تم فيها وصف المسلمين بصفة مسيئة على اعتبارهم "محمد صاحب العمامة"، ما يؤكد النظرة العنصرية للمسلمين هناك . وفي عهد الرئيس بوش تجسس مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي على الناشطين والمحامين المسلمين الأمريكيين المرموقين وشاركهم حتى في قراءة رسائل بريدهم الإلكتروني ، لم تكن هناك أية أدلة على ممارسة نشاطات إرهابية أو ارتكاب جرائم، وكذلك تم وضع موظف أمريكي مسلم في وزارة الأمن الداخلي تحت المراقبة . وقد رفض الرئيس بيل كلينتون مراقبة المسلمين الأمريكيين، وساد أحيانًا لدى الأجهزة الأمنية الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر شعور بضرورة تعويض بعض الأمور. وظهر أنَّ البعض كانوا مهووسين بفكرة مفادها أنَّ المواطنين الأمريكيين المسلمين قد اخترقوا الدوائر الحكومية الأمريكية .