بلغ عدد المصابين الفلسطينيين الذين سمحت السلطات المصرية اليوم الخميس بعبورهم معبر رفح الي مصر للعلاج عشرة أفراد فقط ، وسمحت لكل مصاب بمرافق واحد فقط ، وسمحت بعبور 392 عالقا مصريًا يحملون جوازات سفر مصرية من غزة ، ثم أغلقت المعبر ، ما أثار غضب النشطاء السياسيين الذي قرر بعضهم رفع دعاوي قضائية لفتحه بشكل دائم . وقال اللواء عبد الفتاح حتحور، محافظ شمال سيناء، إن معبر رفح ليس مفتوح بصفة دائمة للفلسطينيين، ولكنه مفتوح بشكل استثنائي، لعبور المصابين والحالات المرضية جراء القصف الإسرائيلي على غزة ، وأن "المعبر تم فتحه اليوم لعبور مجموعة من المصريين، ويقصد هنا كل من يحمل جواز سفر مصري من الأخوة الفلسطينيين" . وأضاف "حتحور" في مداخلة هاتفية لبرنامج "اسمع مصر" على موجات إذاعة "نغم إف إم"، الخميس : "سمحنا بعبور حالتين الأولى لشاب مكسور، وأخرى لرجل مسن عجوز"، مؤكدا: "فيه منفذ طبي لمعالجة كل الحلات التي تأتى إلينا" . وتحججت مصادر أمنية مصرية، اليوم الخميس، بأن السلطات الفلسطينية أغلقت المعبر من جهتها بشكل مفاجئ نتيجة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لسيارات إسعاف كانت تحمل جرحى في طريقها للمعبر ، ما أثار سخرية نشطاء مواقع التواصل الذين تساءلوا عمن سمح لتل ابيب أن تقصف المعبر قرب الحدود المصرية وصمت علي هذا . وأثار الموقف المصري غضب بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة الذي حث الأمين الحكومة المصرية على فتح معبر رفح للحالات الإنسانية ، وقال إنه أجري اتصالات هاتفية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وحثه على فتح معبر رفح لتخفيف المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، فردت عليه القاهرة بعنف . حيث صدر تصريح من الخارجية يصف تصريحات "مون" بأنها تتسم "بعدم التوازن " ، بدعوي أنه "تناول فقط فتح معبر رفح في حين أنها لا تشير إلي مسئولية إسرائيل كقوة احتلال في تشغيل كافة المعابر التي تربطها بقطاع غزة، فضلاً عن تجاهل حقيقة أن السلطات المصرية قررت بالفعل فتح معبر رفح بشكل استثنائي لاعتبارات إنسانية والسماح باستقبال الجرحى والمصابين جراء الاعتداءات الإسرائيلية" . يذكر أن معبر رفح تم فتحه بعد اتصال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة بالرئيس بعد الفتاح السيسى ومطالبته بفتح المعبر لاستقبال المرضى ودخول الأجهزة الطبية . وصل منذ قليل أول حالتين من جرحى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وتجري السلطات المصرية استكمال إجراءاتها لنقلهم إلى مستشفى العريش العام، واستقبال المزيد من الحالات تبرير غلق المعبر وقال عسكريون سابقون إن تأخر فتح معبر رفح أمام الحالات الفلسطينية بعد القصف الإسرائيلي لقطاع غزة منذ ثلاثة أيام، يأتي بسبب التخوف الأمني لدى الجهات المصرية لتسلل بعض العناصر الإرهابية لسيناء . وزعم اللواء حسام سويلم الخبير العسكري، إن غلق معبر رفح منذ القصف الإسرائيلي لقطاع غزة يأتي من الناحية الأمنية، خوفاً من تسلل بعض العناصر الإرهابية إلى مصر عبر المعبر وسط الجرحى والمصابين . وأكد اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، أن السلطات المصرية يجب أولاً قبل فتح المعابر أن تتأكد من عدم دخول جماعات إرهابية متسللة وسط الجرحى والمصابين !!. وبرر فترة الرئيس محمد مرسي معبر رفح من قبل خلال القصف الاسرائيلي العام الماضي بقوله أن هذا "لارتباط جماعة الإخوان بحركة حماس، والتي ساعدت مرسي في هروبه من السجن أيام الثورة " !!. وزعم "مظلوم" إن هناك حالة من عدم التعاطف فيما يحدث مع غزة بسبب عناصر حماس وارتباطها بعناصر جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتسللها إلى سيناء . دعوي قضائية وأعلن السفير إبراهيم يسري، مؤسس جبهة الضمير، ومدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الأسبق بوزارة الخارجية، عن عزمه إقامة دعوى قضائية للمطالبة بإلغاء حصار غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم الأسبوع المقبل بمجلس الدولة. وقال يسري في تصريحات صحفية إنه سبق أن أقام دعوى مماثلة ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك ورئيس الوزراء، ضد قرارهما إغلاق معبر رفح والمشاركة في حصار غزة، لافتًا إلى أنه طالب بمحاكمة مبارك ووزير داخليته ووزير الدفاع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية استنادًا إلى تقرير الأممالمتحدة بخصوص حصار غزة، مشيرًا إلى أن حصار غزة قرار اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرئيل شارون، وظل سارياً حتى الآن. وتساءل يسري عن السر وراء تنفيذ الحكومة المصرية لقرار شارون، مؤكداً أنه لا حكمة في إغلاق معبر رفح طالما هناك سيطرة أمنية عليه، مضيفًا: "فتح معبر رفح بشكل جزئي غير كافٍ في ظل القصف العنيف على غزة، والإمدادات الطبية الضعيفة لها ووجود عالقين من المصابين" . ووصف الموقف المصري من حصار غزة بأنه "بارد وضعيف ومخجل"، فتدخل مصر بمطالبة مجلس الأمن بتحمل مسئوليته تجاه غزة "كلام فارغ"، بحسب وصفه، وقال أن قوة مصر انتقصت وتغيرت عقيدة الجيش المصري من محاربة اليهود للتغاضي عن قتل الفلسطينيين، وأن الرئيس محمد مرسي أكد أنه لن يسمح بضرب غزة، وأرسل وفدا رفيع المستوي لغزة على رأسه رئيس الوزراء ، بعكس ما فعله السيسي الذي طالبه باتخاذ إجراءات تظهر العزم والتصميم على رفض العدوان الإسرائيلي على غزة .