جدد كل من العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس التونسي منصف المرزوقي، حرصهما على تعزيز وتوطيد البناء المغاربي، مؤكدين تمسكهم باتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي، في ظل التحالفات الإقليمية بالمنطقة. وفي ختام الزيارة التي قام بها العاهل المغربي إلى تونس صدر بيان مشترك للتأكيد على فكرة الاتحاد المغاربي بالعمل مع بقية دول المغرب العربي الشقيقة من أجل عقد قمة مغاربية تستضيفها تونس، قبل نهاية 2014، وفقا لما تم إقراره في الدورة 32 لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد المنعقدة بالرباط في التاسع من مايو 2014. وشددا الجانيان على ضرورة الإعداد الجيد لهذه القمة حتى تكون محطة فارقة للدفع بمسيرة الاندماج المغاربي نحو مزيد من التكامل والتضامن بين دول المنطقة، وذلك من خلال إصلاح المنظومة الاتحادية، بما يتيح إقامة تكتل إقليمي متضامن، قوي وفاعل في محيطه العربي والإفريقي والمتوسطي والدولي ويحقق طموحات الشعوب المغاربية في الأمن والازدهار والعيش الكريم. كما أكد القائدان على الأهمية التي يوليانها لمواصلة تعزيز وتمتين أواصر الأخوة والتضامن بين الدول المغاربية وتكريس سنة التنسيق والتشاور البناء بينها، بما يرسخ أسس اتحاد المغرب العربي ويتيح له تجاوز العوائق التي تحول دون تفعيله. وشدد البيان على ضرورة التصرف من واقع المسئولية بجسامة التحديات الأمنية الراهنة ومختلف المخاطر التي تحدق بالمنطقة، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية، وذلك من خلال تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات بين الأجهزة المعنية بالبلدين ومواصلة الجهود المبذولة. وأولى البيان أهمية خاصة لدول الجوار ولاسيما منطقة الساحل والصحراء، التي تواجه تحديات أمنية جسيمة، واتفق الجانبان على أهمية المساهمة في إرساء مقومات التنمية المستدامة في منطقة الساحل والصحراء لتحقيق الأمن والاستقرار بها.