هؤلاء أباطرة الإنقلاب العسكرى الدموى، لقد خدعوا الكثير من المغيبيين وبالطبع بشراكة أقطاب حزب مبارك المستبد، حيث انطلقت خطتهم بعد أن استولوا على السلطة فى مصر مستغلين اشتعال بداية ثورة 25 يناير، والتى لم تكتمل حتى الآن، وبعد أن اضطروا لتسليم السلطة بشكل مؤقت فى 30 يونيو 2012 لأول رئيس منتخب فى مصرتحت ضغط المليونيات المتتابعة، لكن فى نفس الوقت تم التخطيط لإسترداد هذه السلطة المنقوصة بُعيد حل مجلس الشعب المنتخب وتعليق العمل بأول دستور مصرى كُتب بأيادى الشعب المصرى وتم الإستفتاء عليه بنزاهة غير مسبوقة. دبر السيسى مؤامرته وخيانته للرئيس الشرعى للبلاد بتعاون كل من أعضاء المجلس العسكرى، ووزير الداخلية والعديد من قيادات وضباط الشرطة، ورأس الكنيسة الأسقفية والعديد من القساوسة والرهبان، وشيخ الأزهر عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، ورؤوس حزب النور السلفى، وقيادات وشباب جبهة الإنقاذ، وخلايا تمرد التى شكلتها المخابرات المصرية، ومجموعات البلاك بلوك والتى هى غالباً أسست برعاية أمن الدولة من شباب الكنيسة الأسقفية، ولفيف من الفنانات والفنانين، وحكام بعض دول الخليج مثل "السعودية والإمارات والكويت"، والولايات المتحدة و الكيان الصهيونى، ثم القطب الأكبر رجال الأعمال المحسوبين على نظام مبارك ومحبييه وقيادات الحزب الوطنى المنحل وأصحاب الفضائيات الخاصة والقائمين على الإعلام الرسمى. وأتوقف هنا عند آخر ما ذكرت من أقطاب الخيانة العظمى، ألا وهم رجال الأعمال وأقطاب الحزب الوطنى المنحل، فهم من وجهة نظرى أهم عامل فى هذه المؤامرة منذ بدايتها، حيث أنهم منذ اللحظة الأولى بعد إعلان فوز الرئيس مرسى بالإنتخابات الرئاسية الحقيقية الأولى فى مصر، أعدوا العدة لتشويه سمعة الرئيس الإخوانى الفائز، ثم تشويه جماعة الإخوان المسلمون، ثم توالت حملة التشويهات حتى طالت كل الإسلاميين، وعملوا على إخفاء انجازات الرجل وحكومته، وتضخيم أى مشكلة فى البلاد وإلصاق تهمتها بالرئيس وحكومته وحثه على أن يترك "الشيلة" طالما هى ثقيلة عليه، يقصدون حكم البلاد. وبعد أن أنقلب الخائن على رئيسه، وبات الإنقلاب العسكرى واقعاً، ثم بدأت مرحلة ما قبل الوصول إلى كرسى الحكم ومعترك الانتخابات الرئاسية وقطف ثمار الخيانة، كان لا بد أن يدفع السيسى ثمن هذا التعاون والدعم ، ورغم أنه كرر فى خطاباته أنه لن ينسى من عاونه - قاصداً كل من تعاون معه فى إنجاح هذا الإنقلاب خارجياً وداخلياً - لكن هؤلاء لا يصبرون ويريدون سداد الفاتورة قبل أن ينتقل الخائن إلى المرحلة الجديدة، ولكن على ما يبدو أن الرجل خُدع من الهالة الإعلامية و"البروبجاندا" الكاذبة التى روج إليها إعلام رجالات مبارك، فصدق الرجل هذا الإعلام الواهى، وتخيل أنه أصبح بالفعل معبود الجماهير خاصة النساء منهم، فأراد أن "يطنش" على سداد بعض الفواتير ظناً أن الشعب لا يستطيع أن يستغنى عنه، وأنه هو المخلص لهذه البلاد من طغيان الإسلاميين خاصة الإخوان، فهو أصبح بطل مصر المنتظر ولا حاجة له لهؤلاء رجالات مبارك الذين ساندوه منذ البداية فى المرحلة القادمة، ولا داعى لسداد أى فواتير لهم. وهنا أقول أن الرجل شوه سمعة المخابرات المصرية طالما أن رئيسها على هذه الشاكلة، فما بالك بأعضاء مؤسسة المخابرات ذاتها، إن هذا الخائن كلما تكلم دل كلامه على أنه خاوى إلا من مكائد الخائنين، لا يفهم فى سياسة ولا اقتصاد ولا اجتماع ولا.....، لكنه يفهم بإمتياز فى التمثيل والخيانة وتنفيذ أوامر أعداء البلاد - قال الصهاينة أن السيسى هو البطل القومى لإسرائيل - ونادى حاخامت صهيون للصلاة من أجل السيسى، وبعد أن قرر الرجل أن لايسدد ما عليه من فواتير لرجالات مبارك وأقطاب الدولة العميقة، وهذا ظنى أنه قد حدث خلاف بين اللصوص على توزيع أنصبة الغنائم، فلابد أن يلقنوه درساً لا يُنسى، ظن الحالم أن الشعب المصرى ميت فى "دباديبه" وأنهم سوف يتقاتلون ويتسابقون على ترشيحه، لكنه فوجئ بأن لجان الإنتخابات خاوية على عروشها وكانت الصدمة الكبرى للخائن، رغم أن اللجنة العليا للإنتخابات قد قلصت عدد اللجان من 54 ألف لجنة إلى 14 ألف لجنة، حتى لا ينفضح أمرهم بقلة التزاحم على اللجان، فسارع المداهنون وعصبة السيسى وحكومته بمنح اليوم الثانى للإنتخابات إجازة للمواطنين، حتى يتمكنوا من الذهاب للتصويت فلم يذهبوا فأعطى محلب أوامره بغلق السينمات والمولات فلم يذهب الناس، فسيّر سيارات تحمل ميكروفنات تسب الناس وتحثهم على النزول، فلم ينزل أحد، فأمر النائب العام بعد نفخ أوداجه بأرهاب الناس بغرامة قدرها 500 جنيه لمن يقاطع، فلم يذهب أحد، فأصدر النائب العام قراراً بضبط وإحضار من يقاطع الإنتخابات، فلم ينزل أحد، فتفتق ذهن رئيس اللجنة العليا للإنتخابات بمد التصويت يوماً ثالث مخالفاً للدستور الذي طبخوه عبيد السيسى، ورغم كل ذلك مازال الإقبال ضعيفاً وفضائح الرجل أصبحت بجلاجل؛ حتى أن وصل الأمر بأم جميل - لميس الحديدى - أن تثير الأقباط وتذكرهم أن الإخوان قد أحرقوا 60 كنيسة، فلا بد أن تنزلوا يا أقباط مصر ودعوكم من المسلمين، ورغم ذلك بقى الإقبال ضعيفاً، بل نادراً إن شئت قوله، وظلت على مدار هذه الأيام الصحف القومية والخاصة تولول وتصرخ على اللجان الخاوية وتبحث عن الشعب الذى سبب للخائن إحباطاً وصدمة، على أى الإحوال مبدأ القضاه "بتوعنا" والدفاتر دفاترنا قائم، لكن القوم يخشون الفضائح، والخائن كان أمله كبيراً فى تشويه الصور كما فعلوا فى 30 يونيو، فبعضهم من أتى بصور لإنتخابات سابقة ودلسوا على الشعب أن هذه هى صور انتخابات السيسى، لكن هؤلاء قوم لا يستحون وتعودوا على إستحمار الشعب؛ وكانت الطامة الكبرى عند إعلان النتيجة بشكل مبدأى وهو إعلان فوز السيسى ب 92 % وحمدين حصل على 3 % والباقى أصوات باطلة التى تفوقت على أصوات حمدين، ثم الكذبة الكبرى أن نسبة الحضور كانت 46 % أى يعنى حوالى 25 مليون، إنهم قوماً لا يستحون. والآن دعونا نتحدث عن بعض الأرقام، ولنعد بالذاكرة إلى انتخابات 2012 وخاصة الجولة الأخيرة بين مرسى وشفيق المحسوب على نظام العسكر ومبارك، فقد حصل الرئيس مرسى على حوالى 13,50 مليون صوت وشفيق حوالى 12,50 مليون صوت، وأما إنتخابات 2014 فكانت النتيجة التى أعلنها المرصد المصرى هى أن الحضور كان فقط حوالى 11,7 % أى حوالى 6,5 مليون منهم حوالى 4 ملايين من النصارى، فأين ال 6 مليون الآخرين، ثم نتذكر سوياً الإنتخابات فى عصر مبارك، وكيف كان التكالب على اللجان والنقل الجماعى من المصانع ومؤسسات الدولة، ثم نقل الناخبيين بالحافلات والميكروبسات والتصويت الجماعى، لم نرى تلك المظاهر التى اعتدنا أن نراها فى زمن مبارك، وحتى أننا رأيناها فى إنتخابات 2012 فى حشد رجالات مبارك لصالح شفيق. لكن ظنى والله أعلم، أن الأمر هو نشوب خلاف فيما بين الخائن ورجالات مبارك المتمرسين فى مسألة الإنتخابات وتجييش النساء والرجال للتصويت، فأرادو أن يلقنوا الخائن درساً قبيل دخوله القصر - قرصة ودن - فامتنعوا عن إرسال حافلاتهم وعمالهم وأطقم نقل الناخبين وأمسكوا أيديهم عن رشوة الناخبيين كما تعودوا فكانت الحقيقة، وامتنع على الأقل هؤلاء ال 6 ملايين من النزول، وبالطبع من أيد مرسى فى انتخابات 2012، وأفراد الشعب العظماء الذين لبوا نداء التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب وغيرها من الحركات الرافضة للإنقلاب العسكرى بمقاطعة انتخابات الدم، فكانت خيبة الخائن وفضيحته التى ملأت الصحف العالمية، لجان انتخابات بلا ناخبين، لجان تبحث عن مصوتين، وكانت الأقوال؛ الصناديق تبحث عن ناخبين، الدولة تبحث عن صوت، وغيرها من الأقوال، لكن الخائن ومن حوله يعملون بالقول المأثور "إن لم تستح فافعل ما شئت". لقد عرى أقطاب مبارك الخائن، و لقنوه درساً عظيما، وهو أن السيسى بلا هؤلاء الأقطاب أصحاب المال والخبرة فاشل بجدارة، ترى هل سينتقم الخائن من شركاء المؤامرة الكبرى، أم سيعى الدرس ويستجيب لمطالبهم، ظنى أن هذا الرجل تعود على الخيانة، وبالطبع ليس له أى نوع من الخبرات، ولم يكن يوماً سياسياً، واستعمله الآخرون وأغروه بنفسه فظن بنفسه الظنون وظن أنه قادرٌ عليها، لكن الحقيقة أسقطته من عال، لكن تعودنا أن الغبى لا يعى الدروس ولا يفهما حتى لو تكرر الشرح، وأن "التكرار يعلم الشطار".. فهل هو من الشطار أم من الأغبياء الأشرار، الأيام حبلى بالكثير، ومصر ستصبح فى الأيام القادمة ملعباً للخونة و الأشرار، لكن هل ستقف أمريكا وإسرائيل فى موقف المتفرج أم ستنزل الملعب لإنقاذ الدمية من الفشل الذريع. { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }. محمد سودان - أمين العلاقات الخارجية - حزب الحرية و العدالة