مثل الفأر ، ظل "السيسي" في جحره مختبئا منذ قيامه بالانقلاب العسكري علي الرئيس الشرعي محمد مرسي ، مستترا بمسرحية 30 يونيه تارة لاصطناع شعبية وهمية ، وقائدا لعملية غسيل مخ المصريين التي برع فيها كرجل مخابرات عسكرية عبر الإعلام تارة أخري. حتي إذا ما تصور أن بطانة السوء أعدت المسرح له ، طلع من الجحر وأعلن ترشيح نفسه للرئاسة ممثلا لحزب المؤسسة العسكرية فأسقط ورقة التوت الأخيرة عن تحرك الجيش فى 3 يوليو وأظهره كانقلاب فاضح ، وظهر هو كمغتصب للسلطة ومقعد الرئاسة الذي حلم به ، بعدما كذب وقال انه لا رغبه له فيه . خرج الفأر من الجحر ، متصورا أن ساعة القفز علي مقعد السلطة قد حانت ، فرشح نفسه للرئاسة ، وهو لا يدري أن هذا المسرح الذي يقف عليه ما هو إلا "مصيدة" .. تشجع علي "الكلام" أمام الميكروفونات المرصوصة أمامه ، فظهرت سوءاته أكثر ، وكلما تكلم أكثر فضح نفسه أكثر ، فظهرت سطحيته وضحالته الفكرية ونهجه الاقصائي وتعطشه الدموي للسلطة ولو قتل ألاف المصريين ، ووسط فخره بنفسه لم يتنبه إلي أنه داخل "مصيدة" كبيرة !. الان ، زالت الحواجز المصطنعة ، وأضيئت كل الأضواء ليعلن عن فوز "قائد الانقلاب" بكرسي السلطة ، وعودة مصر لبيت الطاعة العسكري مرة أخري ، وبدأت تتضح أكثر فأكثر الصورة .. فالسيسي دخل المصيدة برجليه مثل الفار بعدما أصبح رئيسا وسوف يسعى الجميع لإسقاطه وتحميله مسئولية كل مشاكل مصر مستقبلا ما سيسقطه أسرع مما يتخيل الجميع . "الإمبراطور" العسكري الجديد تقمص دور "نابليون" ، فسعي لإقناع المصريين أنه حامي حمي الدين والمسئول الأوحد عن الأخلاق وعن كل شئ في الدولة ، وسوف يحل المشاكل كلها في ستة أشهر إلي 18 شهرا ، وغدا سيصدم فيه من خدعهم وصور لهم نفسه علي أنه "ناصر جديد" أو قائد جديد ، مع انهيار الاقتصاد ورفع الأسعار وزيادة القمع والاستبداد. غباء "نابليون" وغباء "هتلر" كعسكريين صور لهم أن لديهم شيك علي بياض لفعل ما يشاءون وإعدام من يشاءون ، وهو نفس غباء السيسي الذي سيعطي الفرصة للثوار لإسقاط السيسي في اقرب وقت بعدما جمع عداء كل القوي السياسية الليبرالية واليسارية والإسلامية بأساليبه الديكتاتورية وكشف تهافته . معركة "اللجان الخاوية" لم تكن مجرد مقاطعة لانتخابات العسكر الهزلية، ولكنها كانت تصويتا لصالح موجة ثورية جديدة حقيقة من ثورة الخامس والعشرين من يناير ، لن تبقي ولن تذر ، وستعصف هذه المرة بكل من خانوا الثورة ومن ركبوها من العسكر والحزب الوطني ، وستعلق الخونة علي المشانق بعدما اكتشف الجميع من صمد ومن ضحي ومن خان ومن شارك بصمته في قتل وذبح للمصريين . لا أحد في العالم توقع رد فعل الشعب المصري عندما خرج في 25 يناير ، بما فيهم ثوار يناير أنفسهم ، ولا أحد يتوقع رد فعل الشعب المصري عندما يغضب ، ولكن المؤكد أن المصريين لن يقفوا صامتين أمام ديكتاتور أخر ، ولا أمام فاسد ومصاص دماء أخر يمتص خيرات مصر ويحولها لصالح المفسدين من رموز الدولة العميقة . السيسي أصبح الان في المصيدة وعلي موعد مع بداية جديدة للحراك الثوري فى مواجهة مستبد جديد تتشكل في الأفق .. وشعارات المرحلة الجديدة بدأت : أرحل يا قاتل .. أرحل يا خائن .. ارحل يا فاشل .. أرحل يا "عرص" .