قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو ينوي الاخذ باقتراحات قدمت له من وزراءه المتطرفين بحظر "الحركة الإسلامية" في فلسطينالمحتلة 1948 (داخل اسرائيل) ، متأسيا بذلك بما فعله عبد الفتاح السيسي قائد انقلاب مصر من حظر للحركات الاسلامية وابرزها الاخوان المسلمون الذين تعتبر الحركة الإسلامية في إسرائيل امتدادا لهم . وقالت – نقلا عن ثلاثة مصادر رفيعة اشتركت في اجتماع مع نتنياهو - أن بنيامين نتنياهو يسعى لاعتبار الجناح الشمالي من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 برئاسة الشيخ رائد صلاح "منظمة إرهابية" علي غرار ما فعلته دول عربية مع الإخوان وعلي غرار منظمة كاخ المتطرفة التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية في عام 1994 بأنها حركة ارهابية. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو توجه خلال جلسة الحكومة أمس الاحد لسكرتير الحكومة الإسرائيلية "أفيحاي مندلبيت" وسأله عن السير في هذا المشروع، فرد عليه الأخير بأن الأمور عالقة حالياً بسبب رفض وزارة العدل الإسرائيلية حظر الحركة الإسلامية لأسباب قانونية . وحسب الصحيفة فإن نتنياهو رد غاضباً "لم تكن هنالك مشكلة في السابق في حظر حركة كاخ وهكذا يجب أن يكون الموقف من الحركة الإسلامية" ، وعقب كاتس على أقوال سكرتير الحكومة الإسرائيلية قائلاً "إن الحركة الإسلامية محظورة في غالبية دول المنطقة ومن غير المعقول أن تواصل الحركة العمل بحرية لدينا". وأكد رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو أنه أقام أخيراً طاقماً وزارياً خاصاً لدرس إمكان حظر نشاط الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي نستمد شرعيتنا من الإسلام الحنيف وقد ردت الحركة الإسلامية علي اقتراح نتنياهو ببيان مساء الأحد، قالت فيه إن الحركة الإسلامية تستمد شرعيتها من الإسلام الحنيف ، وقالت : "أننا لم نتفاجأ، في الحركة الإسلامية، مما دار من حديث مسموم في جلسة الحكومة الإسرائيلية الأحد ، وأنها ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها هذا الموضوع . وأكدت أن "الحركة الإسلامية تستمد شرعيتها من الإسلام الحنيف، وتستمد كينونتها وشعبيتها من أهلنا في الداخل الفلسطيني، ببيوتهم وأحيائهم، بقراهم ومدنهم، بمثلثهم ونقبهم وجليلهم ومدنهم الساحلية". وأضافت موجهه خطابها للصهاينة : "ملاحقتكم لنا ولقيادتنا تزيدنا ثباتا على مواقفنا، وتزيدنا إصرارا على المضي قدما بمشاريعنا التي تصب في حفظ الإنسان والأرض والبنيان والمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ". ماذا تعرف عن "الحركة الاسلامية" في اسرائيل ؟ وتعود الجذور الأولى لهذه الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة عام 48 إلى أوائل السبعينيات عندما بدا المد الإسلامي في العالم العربي وفلسطين ومنها إلى ارض 48 حيث كان أبناء فلسطين 48 يدرسون في المعاهد والمدارس الدينية في الضفة وغزة (إسرائيل كانت تحتل كل فلسطين) . كما ساعد علي انتشار هذا المد الإسلامي تراجع الفكر اليساري في العالم العربي لصالح الصحوة الإسلامية وتخوف أبناء فلسطين 48 من الذوبان في المجتمع الصهيوني أو ما سمي (الأسرلة). ويرجع الفضل في تأسيس الحركة الإسلامية في بدايتها الي الشيخ " عبد الله نمر درويش " الذي درس في المعهد الديني في نابلس وأقام أول نواة للحركة الإسلامية في كفر قاسم عام 1972 . وعندما ألقي القبض على الشيخ درويش عام 1981 ، وحُكم عليه بالسجن أربعة سنوات بتهمة العلاقة مع تنظيم أسرة الجهاد المسلح السري الإسلامي ، تسلم الراية شباب الحركة الذين تولوا الراية من بعد الشيخ درويش خصوصا أن هذا الأخير قبل بفكرة المشاركة في انتخابات الكنيست عام 1996 فيما رفض غالبية المنتمين للحركة المشاركة فيها . ونشأت الحركة الإسلامية وتبنت فكرا مشابها بل ومنبثقا من فكر الإخوان المسلمين، فاهتمت بإنشاء البنية التحتية المتمثلة في المعاهد الدينية والمؤسسات والنوادي والعيادات الطبية ورياض الأطفال.... وهذه المنشآت أصبحت مراكز دعوة إلى الدين وغرس تعاليمه في نفوس الشبيبة العربية منذ نعومة أظافرهم، فنشأ جيل من الشباب الملتزم تجاه الحركة الإسلامية والذي يرى أن حل القضية الفلسطينية يرتبط بمبدأ الحركة " الإسلام هو الحل" . وتؤمن الحركة الإسلامية لفلسطينيي 48 بأن الإسلام هو الحل لمشكلات الجماعات البشرية والأفراد . وقد شهدت الحركة الإسلامية عام 1996 أول انقسام داخلي بين مؤيدي المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية والمعارضين ما أدي لانقسامها إلى جناحين لازلا مستمرين حتى الان وهما : (الأول) جناح الشيخ رائد صلاح : وهو الجناح الأكبر وسمي (الحركة الإسلامية - الفرع الشمالي ) ، وهو يعارض المشاركة في انتخابات الكنيست . (الثاني) جناح الشيخ درويش وصرصور : وهو جناح أصغر من الأول ويضم الشيوخ عبد الله نمر درويش مؤسس الحركة الأول ، والشيخ إبراهيم صرصور وغيرهما ، ويؤيد هذا الجناح المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية ، إلا أن انشقاقات أخري وقعت داخل هذا الجناح .