برغم الأنقسام الحاد الذي يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب الخلافات السياسية بين حركتي فتح وحماس فإن الأقصي لم يقف وحيدا أبدا في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه. لأن الله جند له قوما لايشغلهم شيئا سوي الدفاع عنه وهم ينتمون إلي المكان ذاته, أي القدس ويعرفهم العالم باسم المرابطين ومن المعتاد أن ينقل الإعلام العالمي صورهم وهم يتصدون ولو كانوا عرايا الصدور لهجمات المستوطنين من اليهود المتشددين. ينتمي معظم هؤلاء المرابطين للحركة الإسلامية في إسرائيل أو الحركة الإسلامية في فلسطين48, وهي حركة دينية سياسية تأسست في1971 عام علي يد الشيخ عبد الله نمر درويش في منطقة المثلث بإسرائيل ونشطت وسط الجماهير المسلمة من عرب 48 الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية و في1989 شاركت الحركة الإسلامية في انتخابات المجالس المحلية في بعض التجمعات العربية بإسرائيل وحصلت علي رئاسة المجالس في6 تجمعات, من بينها بلدية أم الفحم, وشاركت في إدخال ممثلين لها إلي بعض المجالس في تجمعات أخري وبعد توقيع إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية علي اتفاقية أوسلو, والاعتراف المتبادل بينهما, وقع خلاف بين قادة الحركة بشأن تأييد العملية السلمية. وفي1996 اشتد الخلاف داخل الحركة فانقسمت إلي قسمين: الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح, والجناح الجنوبي بقيادة الشيخ إبراهيم صرصور وكان سبب الخلاف بين أعضائها بخصوص المشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي حيث رفض جناح الشمال المشاركة في الانتخابات وبالعكس دخل الشيخ صرصور الكنيست علي رأس قائمة الحركة جناح الجنوب وحصل علي4 مقاعد في الكنيست. وتحتفظ الحركة الإسلامية جناح الشمال بقيادة الشيخ رائد صلاح, بعلاقات قوية بالحركات الإسلامية في الضفة والقطاع, وكان موقفه من الانتخابات, العامة الإسرائيلية وسطا بين رفض المشاركة فيها كحركة مع السماح لأنصار الحركة بالتصويت فيها لبناء قوة تصويت عربية وعلاوة علي دور الحركة الإسلامية جناح الشمال في الدفاع عن الأقصي فهناك في حي وادي جوز علي بعد150 مترا عن المسجد الأقصي لايزال المقدسيون يضربون أروع أمثلة الالتفاف حول قضية المسجد الأقصي, حيث يعتبر حي وادي الجوز المقدسي معقل المرابطين والمدافعين عن الأقصي بشكل عام. ومن أشهرالمرابطين الشيخ مصطفي أبو زهرة الذي يشارك في فعاليات التصدي والدفاع عن المسجد الأقصي منذ الدقيقة الأولي التي بدأت فيها جرافات الاحتلال الإسرائيلي هدم طريق باب المغاربة المؤدي للجدار الجنوبي للمسجد الأقصي, حيث رابط قبالة باب المغاربة, ثم انتقل إلي موقع الاعتصام بالقرب من حسبة(سوق) وادي الجوز, ثم إلي موقع الاعتصام في الشارع الرئيسي في حي وادي الجوز. وتوجد في وادي الجوز عدة عائلات مقدسية كان لها دائما وعبر التاريخ أدوار بارزة في الدفاع عن الأقصي وأشهرها آل حلواني وآل الحسيني وال العلمي وال جار الله وآل البديري وآل دجاني, و بيوت هذه العائلات بيوت لجميع من يدافع عن الأقصي والقدس أما اشهر المرابطين علي الإطلاق فهو الشيخ رائد صلاح والذي ولد عام1958 في مدينة أم الفحم, وفي عام1996 أنتخب رئيسا للحركة الاسلامية جناح الشمال وخلال السنوات الماضية تقلد منصب رئيس بلدية ام الفحم, وكذلك تقلد منصب رئيس مؤسسة الأقصي لاعمار المقدسات الإسلامية حتي عام2002 ورئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية. في عام2001 قدم الشيخ استقالته من رئاسة بلدية أم الفحم في خطوة فاجأت الجميع خاصة أنه كان أول رئيس بلدية يقدم علي مثل هذه الخطوة في الوقت الذي أشارت جميع الاستطلاعات إلي أنه يستطيع أن يفوز بمنصبه لدورات قادمة, وذلك حتي يتفرغ بالكامل للدعوة وخدمة مشروع إعمار وإحياء المسجد الاقصي المبارك, ومن هنا بات يلقب باسم' شيخ الاقصي' حيث جعل الاقصي علي رأس سلم أولوياته, وكان من المبادرين الرئيسيين لإعمار المصلي المرواني والأقصي القديم. وكثيرا ماتعرض للمحاكمة وصدرت ضده أحكام متعددة بحظر دخوله القدسالشرقية ولكنه دائما يتحدي تلك الأحكام ليكون في طليعة المدافعين عن المدينة وتتهمه إسرائيل دائما بأنه يقوم بإثارة السكان العرب ضدها. وفي عام2000 تعرض الشيخ رائد صلاح لمحاولة اغتيال في الايام الأولي من انتفاضة الاقصي وأصيب بعيار ناري في رأسه من قبل القوات الاسرائيلية ولكنه شفي ليواصل كفاحه لحماية الأقصي. [email protected]