منى البحيري.. ربما لا يعرف كثيرون هذا الاسم إلا أنهم يعرفون جيداً تلك السيدة التي بعثت برسالة للرئيس الأمريكي باراك أوباما بلغة إنجليزية - أو هكذا تبدو - ركيكة وضعيفة ومثيرة للشفقة والسخرية. صاحبة الرسالة المدعوة منى البحيري والتي توعدت أوباما في رسائل عدة باتت محط أنظار الإعلام حتى أنها أصبحت ممثلة مصر في منتدى دبي للإعلام! ولعل الست منى البحيري التي لا يعلم أحد من أقنعها أنها يمكن أن تخرج على قناة مصرية أو عربية لتبعث برسالة لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية فإذا به سيسمعها وينصت لها، ما تزال غير مدركة للحقيقة وراء طلب الإماراتيين لها بالاسم لكي تكون في هذا المنتدى الذي يضم نخبة الإعلام والمال. حكاية صاحبة جملة «شتب يور ماوس اوباما»، زاد مرارتها الصور التي التقطت لها خلال المنتدى والتي بدا كما لو أنها جعلت من السيدة المصرية «فُرجة للي رايح واللي جاي» وأخذوا يلتقطون لها الصور على طريقة زوار الحدائق والمتنزهات الذين يلتقطون صوراً لكل ما هو غريب ومضحك وملفت! هذه المشاهد دفعت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للمقارنة بين هذه السيدة وبين شخصية «سارتجي بارتمان»أو سارة بارتمان المعروفة ب «سارة الصغيرة».. من هي سارة بارتمان؟ ولدت سارتجي بارتمان لأحد القبائل الأفريقية المعروفة ب (خوي خوي) والتي يعتقد أنها كانت أول القبائل التي سكنت جنوب أفريقيا في شرق الكيب في جنوب إفريقيا على ضفاف نهر جامتوس. عملت سارة بارتمان كخادمة لفلاحين هولنديين وهي في العشرين من عمرها، وأثناء عملها لفتت نظر جراح بريطاني جاء زائرا ويدعى دنلوب، ما لفت نظره فيها هو حجم مؤخرتها الكبير جدا والذي تشتهر به نساء قبيلة الخوي خوي، وافقت سارة على السفر مع دنلوب إلى بريطانيا بعد أن وعدها بالشهرة والثراء على أن تذهب كموضوع لعلم البحث والتشريح بسبب شكل جسمها الغريب. رحلتها إلى لندن ذهبت سارة إلى لندن وهي في الواحد والعشرين من عمرها سنة 1810. خضعت في بداية الأمر لعدد من الدراسات لتشريح جسمها الغريب. كانت سارة تعرض في سيرك (بيكاديللي) تحت إشراف مدرب "الحيوانات" المفترسة. كان يسمح للمشاهدين بلمس مؤخرتها الكبيرة مقابل زيادة في سعر التذكرة. أجبرت سارة على العمل في السيرك وكان يتم عرضها وهي عارية تماما، وكانت تجبر على القيام بعروض تظهر فيها كحيوان مفترس حيث أنها تؤمر الجلوس والوقوف، وكانت تحبس في قفص للحيوانات المفترسة وتجبر على الرقص لسجانيها. كان المفترض أن بارتمان تجني نصف الدخل الوارد من العروض التي تقدمها، لكن الحقيقة أنها لم تر منه إلا القليل. أثارت الأنباء المتناقلة عن المعاملة التي تلقتها سارة بعض الأصوات الحية مما أدى إلى تكوين "الرابطة الإفريقية" للمطالبة بإطلاق سراح سارة. في هولندا، تمت مساءلة سارة بارتمان أمام القضاء وقد أوضحت بأن ما تقوم به هو بكامل إرادتها وأنها ليست تحت أي ضغوط وأنها تتقاضى نصيبها من الدخل. تبقى الظروف التي أدلت تحتها سارة بهذا التصريح مجهولة، لأن ما قالت في المحكمة مناقض تماما للوثيقة القانونية التي كتبها زكاري ماكاولي من الهيئة الأفريقية وشهود عيان آخرون رحلتها إلى باريس بعد أربع سنوات من قدومها إلى لندن، تم نقل سارة إلى باريس أيضا لتعمل في السيرك تحت إمرة مدرب للحيوانات المفترسة حيث بقيت هناك خمسة عشر شهرا. درس كثير من العلماء التشريحيين هناك جسدها باعتباره "ظاهرة" وعلى رأسهم البارون جورج كوفييه، وهو الجراح الخاص بنابليون بونابارت. على أساس ذلك تم نشر عدد من الدراسات التشريحية المزورة ومفادها أن أجسام الأفارقة متشابه مع القردة وأن الجنس الأوروبي هو الجنس السامي. فهل باتت منى البحيري هي سارة بارتمان مصر، أو سارة بارتمان العصر الحالي التي تذهب للترفيه عن السادة والنبلاء من أمراء النفط الذين يحتاجون ما بين الوقت والآخر له1ا المهرج أو ذاك «الأراجوز» الذي يقفز أمامهم مفتعلاً بعض الحركات الضاحكة لإمتاعهم؟ ربما كانت هذه الكلمات التي كتبها أحد النشطاء تعليقاً على رحلة منى البحيري لمنتدى دبي لتلخص تلك القصة حيث قال «لو تجاوزنا الكوميديا في الموضوع والضحك الهستيري على الهبل اللي بتقدمه مدام منى جوة الإكس أفكاسارز ، فاحنا قدام كارثة حقيقية بدون جدال ... موضوع سفر الولية دي للإمارات لحضور منتدى الإعلام العربي بدبي كممثلة لمصر وإعلاميي مصر - بشكل أو بآخر - هو كارثة وملهاة غير مسبوقة ومسخرة ل "مصر " بكل مقياس ! شيء أصلًا يتخطى حدود الامتهان ... أكثر كوميدية بائسة وبؤس كوميدي من مشهد " إنها المهانة بل هو الهوان " بتاع فيلم السفارة في العمارة هي دي صورة " مصر أم الدنيا اللي هتبقى قد الدنيا " عند سادتكم من الإماراتيين أولياء النعمة والكسوة ، إذا كانوا بيصرفوا عليكم أكل وشرب وهدوم يبقى من حقهم يتسلوا شوية ويستدعوا بعض الجواري المضحكات من المستعمرة الإماراتية الكائنة على ضفاف النيل ... يأمروها تقدم فقرات ضاحكة وتعمل عجين الفلاحة ونوم العازب ويشغلوا لها الزمبلك فتقول بطلاقة " ليسن يور أوباما وي آر إيزيبسان وومان " ، والسيد الإماراتي نزيه وفنجري زي ماقال سيد درويش " فنجرته دي كلها ايه بحبوح اسم الله عليه يبدر بالألف جنيه تقوليش ملاليم في إديه إن شالله تملي سبهللي على حسك انتي يافللي " إن كان على الفلوس أهي كتير ، بس محتاجين قصادها شوية فرفشة قبل الطاعة والانقياد ... سكان الوديان بوصفهم سهلي المعشر والانقياد مش لازم يتخطوا حقيقة إنهم " شعب ابن نكتة " ،، فلازم الانقياد يبقى انقياد مرح وفكاهي ... السينس مطلوب هنا والسيد الإماراتي يهمه بشكل أو بآخر في رحلة صعوده إلى قمم الدور السياسي والإعلامي إقليميًا إنه يرسخ الصعود ده بشتى الطرق ، مش بس بدعم الانقلابات العسكرية في كل دول الربيع العربي وإطلاق التصريحات باعتباره فاعل رئيس .. لا .. كمان بترسيخ مفاهيم التحكم والريادة باعتبار اللي كانوا كبار بقوا هلافيت خلاص .. فلازم " مصر الريادة " اللي صدعونا بيها المصريين يمثلها الأراجوزات السفلة فيبقى الكادر فيه السيد الرائد الإماراتي الصاعد بأناقته وتوبه الابيض الفاخر وغترته ولغته الإنجليزية السليمة وماله ، وجنبه الهلافيت الجدد اللي عايشين في وهم ريادة الماضي بصعلوكة أراجوزية من قرى المنوفية بتقول " إكس أفاكسرز " وجايبة الكيس الاسود في شنطتها علشان تاخد فيه حتتين جاتوه للعيال من البوفيه الحدث ده إهداء مع خالص الشكر للمصريين في الخليج اللي راحوا انتخبوا " العرص " ... ده مقامكم الحقيقي عند الأسياد في الخليج ... شوية عبيد تمنكم اللقمة والهدمة المستعملة والبطاطين الدوبل فيس بتاعة خيري رمضان ! وطول ماانت بتضحك سيدك وبتبسطه انت في أمان ، لكن لو فكرت لحظة تتكلم عن حقوقك وتتخيل إنك بني آدم " ترى والله أكسر لك راسك " اللي كان في الخليج وقت ثورة يناير هيعرف الفارق الضخم ، وقد ايه الخليجيين كانوا بيبصوا لنا باحترام شديد ومهابة وحسد على قدرتنا على امتلاك حريتنا وقرارنا ... دلوقتي ارجعوا لقيودكم تاني في اسطبلات الخيل زي مابترتاحوا واسمعوا "بشرة خير" وارقصوا على صوت الحادي الخليجي»