افتتاح مدرستين في احتفالات العيد القومي بمحافظة دمياط    محافظ الغربية: تقنين أوضاع الجادين أولوية وطنية.. و99٪ من الطلبات تم البت فيها وفق القانون    رئيس الوزراء: أسعار المرافق ترتفع سنويا نتيجة زيادة التكلفة.. ولا نعلن الأمر فجأة    وزير الخارجية يسلم لنظيره المغربي رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى ملك المغرب    إيران وعُمان تتفقان على دعم القضية الفلسطينية    ليلة التتويج بالدوري.. الأهلي يتفوق على فاركو بثنائية وسام في الشوط الأول    ثنائي هجومي لتشيلسي أمام ريال بيتيس في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    الإهمال قتل الأبرياء والسجن 10 سنوات أقصى عقوبة.. ماذا قالت النيابة في قضية طريق الواحات?    تسبب فى «عماه».. السجن 5 سنوات لمتهم بضرب زوج أخته بالدرب الأحمر    نوران ماجد تنضم لمسلسل للعدالة وجه آخر بطولة ياسر جلال    سقوط طائرة الحجاج الموريتانية.. اعرف التفاصيل الكاملة    أموريم: أشعر بالذنب بعد كل خسارة لمانشستر يونايتد.. ولا توجد أخبار عن كونيا    سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشرع في إجراءات ترحيل وسحب الجنسية من «عرب 48»    «الوفد»: 200 عضو أبدوا رغبتهم الترشح في الانتخابات المقبلة.. وسندخل في تحالفات مع حزب الأغلبية    رئيس مصنع أبو زعبل: الدولة تهتم بالإنتاج الحربى ونحقق أرباحا مع تطوير الصناعات    عاجل.. الزمالك يطلب السعة الكاملة لمباراة بيراميدز في نهائي كأس مصر    مدبولي يكشف تطورات مرشح مصر لمنصب مدير «اليونسكو»    غدًا الأوبرا تستضيف معرض "عاشق الطبيعة.. حلم جديد" للفنان وليد السقا    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان بمولودتها الثانية    دانا أبو شمسية: اتهامات حادة لنتنياهو بالفشل فى استعادة المحتجزين داخل الكنيست    عالم أزهري: الأيام العشر من ذي الحجة أفضل أيام الدنيا لاجتماع أمهات العبادة فيها    حكم صلاة العيد يوم الجمعة.. أحمد كريمة يوضح    نائب وزير الصحة يشيد بأداء عدد من المنشآت الصحية بقنا.. ويحدد مهلة لتلافي السلبيات    مسؤولة أممية: المدنيون بغزة يتعرضون للاستهداف المباشر    رئيس الوزراء: مشروعات البنية التحتية سبب إقبال المستثمرين على مصر    إغلاق 5 مراكز تعليمية غير مرخصة في الإسكندرية -صور    دعاء الإفطار في اليوم الأول من ذي الحجة 2025    رئيس وزراء كندا يؤكد سعي بلاده لإبرام اتفاق ثنائي جديد مع أمريكا لإلغاء الرسوم الجمركية    طارق عكاشة يعلن 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب    عطل مفاجئ في صفقة انتقال عمرو الجزار من غزل المحلة إلى الأهلى    الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لنصب مستوصف ميداني جنوب سوريا ل "دعم سكان المنطقة"    «زي النهارده» في 28 مايو 2010.. وفاة الأديب والسيناريست أسامة أنور عكاشة    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان ب «فادية»    مدير «جنيف للدراسات»: تزاحم أوروبي أمريكي للاستثمار في سوريا    الفيوم تحصد مراكز متقدمة في مسابقتي المبتكر الصغير والرائد المثالي    اتحاد الصناعات يبحث مع سفير بيلاروسيا التعاون بالصناعات الثقيلة والدوائية    الاصلاح والنهضة توصي بتأهيل المرأة سياسيًا وتفعيل دور الأحزاب    مواقيت الصلاة بمحافظات الجمهورية غدًا.. وأفضل أدعية العشر الأوائل (رددها قبل المغرب)    13 شركة صينية تبحث الاستثمار فى مصر بمجالات السياحة ومعدات الزراعة والطاقة    طارق يحيي: لن ينصلح حال الزمالك إلا بالتعاقد مع لاعبين سوبر    رومانو: تاه يخضع للفحص الطبي تمهيدًا للانتقال إلى بايرن ميونخ    مصرع شخص أسفل عجلات قطار في بني سويف    طريقة عمل الموزة الضاني في الفرن لغداء فاخر    حرام شرعًا وغير أخلاقي.. «الإفتاء» توضح حكم التصوير مع المتوفى أو المحتضر    د.محمد سامى عبدالصادق: حقوق السربون بجامعة القاهرة تقدم أجيالا من القانونيين المؤهلين لترسيخ قيم الإنصاف وسيادة القانون والدفاع عن الحق.    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا لمتابعة مستجدات توصيات النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان    الإعدام لمتهم والسجن المشدد 15 عامًا لآخر ب«خلية داعش قنا»    5 أهداف مهمة لمبادرة الرواد الرقميون.. تعرف عليها    اسكواش - تتويج عسل ونوران جوهر بلقب بالم هيلز المفتوحة    سليمة القوى العقلية .. أسباب رفض دعوى حجر على الدكتورة نوال الدجوي    حملة أمنية تضبط 400 قطعة سلاح وذخيرة خلال 24 ساعة    «بيت الزكاة والصدقات» يصرف 500 جنيه إضافية لمستحقي الإعانة الشهرية غدًا الخميس    وزير التعليم: 98 ألف فصل جديد وتوسّع في التكنولوجيا التطبيقية    صحة أسيوط تفحص 53 ألف مواطن للكشف عن الرمد الحبيبي المؤدي للعمى (صور)    وزير الخارجية يتوجه إلى المغرب لبحث تطوير العلاقات    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق مخزن بلاستيك بالخانكة| صور    قرار من «العمل» بشأن التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل الوزارة    ألم في المعدة.. حظ برج الدلو اليوم 28 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما يصبح الرقص من وسائل التعبير السياسي! كأنه ابن حظ!..
نشر في التغيير يوم 21 - 05 - 2014

إنه قائد الانقلاب، الذي خلعت عنه أنا هذه الصفة منذ فترة، فهو ليس أكثر من "منفذ" لهذا الانقلاب، " ومقاول هدد"، وليس "مقاول بناء". وهو " مقاول من الباطن"، يعمل لدى "المقاولين الكبار" الذين أخذوا على عاتقهم، تدمير الربيع العربي، فلا ترى فيه الشعوب المستكينة، ما يستدعي تحويله إلى بضاعة قابلة للاستيراد والتصدير!.
لا بأس، فلن نختلف حول وضعية عبد الفتاح السيسي، سواء أقر البعض معي بأنه "منفذ الانقلاب"، أو أصر آخرون على أنه هو "قائد الانقلاب وزعيمه" فما يعنيني هنا أنه بات عندي "ابن حظ" عندما يجري التعبير عن تأييده بالرقص، وتتعطل لغة الكلام تماماً، فليس وحده الذي يعثر في الكلام، لأن الكلام عنده يمر على "فلاتر" معوقة لحركة سيره، على النحو الذي ذكره في لقائه بالمثقفين، فأضحك بما قال الثكالى.
فصاحبهم ونظراً لوجود هذه "الفلاتر" فإنه يتلعثم، ويصمت لحظات تطول وتقصر، قبل أن يجيب على سؤال بسيط. في حين أن أنصاره، لم يجربوا حظهم في الكلام، وإنما هم منذ اللحظة الأولى لديهم ميل فطري، يدفعهم للرقص بديلاً عن محاولات الكلام!.
"ابن الحظ"، لقب يطلق في الريف المصري، على ذلك المعجب بنفسه، الذي تراه في كل الأفراح والموالد، وكأنه "والد العريس"، ولا حضور له في الواجبات الاجتماعية الأخرى، من عزاء وعيادة مرضى. ويقال وصفاً لحال " ابن الحظ"، أنه " مولود" في "الطبل البلدي"، أو في "مولد".
ولكل هذا فكلما دعا الداعي أنصاره للحضور في أي مناسبة، فالرقص يكون هو أداة التعبير السياسي على الموافقة، ومنذ البداية، وعندما دعا الداعي إلى مظاهرات 30 يونيه، ثم كان الخروج لتأييد بيانه بالانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد بالرقص، ثم كان الرقص هو أداة التفويض للقتل. وعندما جرت المجازر خرج مؤيدوه يرقصون على أشلاء ضحاياه. ثم رقصوا في يوم الاستفتاء على الدستور، ورقصوا احتفالاً بذكرى ثورة يناير. ورقصوا لإعلان تأييدهم له مرشحاً رئاسياً. وفي بعض البلدان الغربية رقص أنصاره هناك أمام لجان الاستفتاء!.
ولأن الرقص حصل على "الشرعية الدستورية" بهذا الانقلاب، الذي عطل الدستور الذي أقره الشعب المصري، قبل أن يعد دستوره، فلم يكن هناك ما يمنع أن تمنح احدى الجهات الموالية للانقلاب، راقصة محترفة، هي فيفي عبده، لقب "الأم المثالية لهذا العام. حتى أصحبت – لهذا – كلمة "المثالية" من الكلمات سيئة السمعة، ويكفي أن يقال عن أحد ذماً أنه "ابن المثالية"، لتكون الكلمة كفيلة بتحقق اتهام السب، المجرم قانوناً.
لا ننسى أن الانقلاب بدأ مبكراً في "توظيف" راقصة هي "سما المصري" في مهمة إهانة الرئيس محمد مرسي، تلك الاهانات الإعلامية التي نجحت في تحقير الرجل لتمهيد الطريق للانقلاب عليه. وكان أن خلط بين دور الداعية، ومنصب الحاكم، فتجاهل هذا الإجرام حتى سهل على الانقلابين مهمتهم.
أداء "سما المصري" يدخل في باب قانون العقوبات، ومع هذا تم تركها تمارس دورها، وقد روجت له النخبة الفاسدة، صنيعة نظام مبارك. ولم تجد من يرفض هذا الهبوط الأخلاقي. فنحن أمام نخبة هابطة على كافة المستويات.
لقد انتهي دور "سما المصري"، وعندما تستدعي الأنظمة أحداً للقيام بدور يدخل تحت بند "العلميات القذرة" فإنه لا يستأذن في أمر انصرافه، وإنما يرى معاملة مختلفة، وقد وجدت "سما المصري" نفسها، أمام نهاية أربكتها، فأوشكت أن تجن وهي تنصف الإخوان في الوقت الضائع بأنه بالرغم مما فعلته ضدهم إلا أنهم لم يسجنوها كما سُجنت في العهد الحالي. ولم تكن سماحة الحكم الاخواني هنا، مما يستحق التأييد، أو يستدعي الإشادة، عندنا.
الجديد، في الحالة الانقلابية، ليس فقط في اعتماد الرقص وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي، ولكن في سقوط واحدة من مناقب الرجل الشرقي وهي "الغيرة على العرض"، فصارت " إناث الانقلاب" يرقصن في الشوارع، وأمام المارة، بل تلتقط لهن الصور، لتعرض عبر وسائل الإعلام بينما ذكوره في حالة من الحبور. وأحدهم قال إن زوجته لم ترقص له في حياته، وإنما رقصت للسيسي. " يا زينة الرجال".
مؤخراً حدث تطور مهم في الموضوع عندما منحت تهاني الجبالي شرعية للرقص السياسي. الذي ينبغي – والحال كذلك – أن يدخل كفرع في العلوم السياسية!.
تهاني الجبالي ليست واحدة من آحاد الناس، فهي قاضية سابقة في المحكمة الدستورية العليا.
عندي تحفظ على قيمتها القانونية، وعلى طريقة اختيارها قاضية، فهي من الاختيار الحر المباشر لسوزان مبارك وبواسطة المستشار فتحي نجيب، الذي عينته حرم المخلوع بعد ذلك رئيساً لهذه المحكمة جزاءً وفاقاً على دوره في إعداد منظومة القوانين التي طلبتها منه بصفته مساعد وزير العدل لشؤون التشريع.
بيد أن الجبالي بحكم المنصب السابق، وبحكم الوظيفة التي كانت تشغلها، فإنها ليست فعلاً مجرد مواطنة عادية.
"تهاني الجبالي" قالت إن الرقص وسيلة للمرأة المصرية تستخدمها في لحظات الحزن. وسنتجاوز عن دقة العبارة إلى عموم المعنى. فالعبارة ليست دقيقة، لأن الراقصات في الشوارع يفعلن هذا ليس في لحظة حزن، لكنه في لحظات فرح وانتشاء!.
في مقال للدكتور علاء الأسواني، الأديب المعروف والمؤيد للانقلاب، دافع عن الرقص الشرقي، باعتباره يمثل مظهراً من مظاهر التقدم، وهو بذلك يسبغ شرعية على الأوضاع المستجدة في المشهد السياسي. فاته أن الحاصل الآن هو ابتذال للرقص الشرقي، وتشويه له. ناهيك عن أن الراقصات في ميادين الانقلاب، يفتقدن الشروط الواجب توافرها في الراقصة. لغياب "الوسط" الذي عناه المطرب الخالد في أغنيته المبتذلة: "وسطك ولا وسط كمنجة".
يا له من انقلاب جار على فكرة الاحتراف في كل مجال، فالسيسي سياسي هاو، والمؤيدات له، راقصات هاويات. ولهذا انا مع انشاء مدارس للناشئين في السياسة والرقص ما دام الرقص حاز على الشرعية من قبل النخبة التي عبرت عنها قاضية واديب.
فلم يكذب هيكل عندما وصف عبد الفتاح السيسي بأنه "رجل المرحلة"، وهي مرحلة تحول فيها الرقص كأداة من ادوات التعبير السياسي، تليق بمرحلة "ابن الحظ"، المولود على أنغام زفة بلدي.
رابط المقال:
عندما يصبح الرقص من وسائل التعبير السياسي! كأنه ابن حظ!..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.