الآن وتركيا تخوض الانتخابات البلدية وسط منافسات ومظاهر مصادمات حول أوضاع الحكم وحزبه، لا نعتقد أن أردوغان فقد شعبيته، ولكنها قد تتراجع دون أن يفشل، وسر اهتمامنا أن تركيا لم تعد تعيش عزلتها وتوجهاتها القديمة..فهي متمازجة ومتداخلة مع الشؤون العربية والإقليمية، وخاصة سورية التي تحولت من دولة آمنة ملاصقة لها لدرجة أن المبادرة بفتح الحدود والاستثمارات وحل جميع الاشكالات القديمة، تغيرت بفعل الثورة مما وضع تركيا في مأزق الحرب الداخلية التي أثرت على أمنها وعلاقاتها، وتحمل أعداد هائلة من اللاجئين السوريين، ولا تقتصر العلاقة على تنامي هذه المشاكل، بل ذهبت إلى أن تجعل من إيران البديل الآخر للعرب، وبتقارب سياسي ما كان ليحدث لو أن الأمور كانت طبيعية، مع أن علاقات البلدين في مختلف الأزمنة ظلت متنامية وحتى في الشأن الكردي كانت المواقف متطابقة لكنها لم تؤخذ ذريعة في حرب أعصاب جديدة..هذه الأحداث وضعت العرب في حالة ترقب لمجريات الأوضاع التركية، ليس بسبب أنها دولة إقليمية مهمة وذات جذور تاريخية في صلاتها مع العرب، ولا لكونها عضواً في حلف الأطلسي، وإنما لنجاحها في صياغة أهداف رفعتها لمستوى الدول الناشئة المتقدمة والتي تزحف أن تصل إلى الدول المتقدمة، وهي تجربة أرادت أكثر من دولة إسلامية الاستفادة منها، غير أن التقلبات السياسية، وهي ما تفسد دائماً العلاقات الإقليمية أو الدولية، أخذت مجرى الترقب والحذر إلى أن تتضح الصورة بشكل يكشف ما وراء هذه التقلبات..أمنياً تعتبر تركيا قطباً إسلامياً، وتقاربها مع عالمها الواسع أعطاها ميزة أن تحترمها جارتها أوروبا، وإن لم تقطع بقبولها عضواً في ناديها، لكنها استفادت من هذا الجوار بأن جددت تشريعاتها وطورت نهجها السياسي، إلا أن حالة الارتباك التي تمر بها والإشاعات التي صاحبت كشف المسكوت عنه قد تؤكد نجاح أو فشل مهمة الحكومة الراهنة من خلال اختيار من سيفوز بالانتخابات التي تعد لها مختلف الأحزاب..ومع ذلك فتركيا ستبقى دولة صديقة وشريكة، ومعالجة الخلافات تبقى في إطار الشأن الداخلي الذي يعد صاحب الخيار الحر وإخراج البلد من أزمتها.. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا