اليوم وبعد قرون من التلاقح الفكري بين شعوب العالم، وبعد التطور المذهل لوسائل الاتصال، يقف المفكر الإسلامي محتداً محتجاً مرتجاً فجاً ضد الفكرة الكونية على اعتبار أن الدولة الإسلامية لا تقوم إلا على أوتاد الفكر الرافض لأي معنى من معاني التواصل الإنساني، واختزال الفكر البشري في بوتقة مغلقة، شديدة الإحكام والإدغام والإنعام، والإسقام والإبهام، والهدف من ذلك إبقاء الإنسان في حالة توجس من الآخر، إلى جانب تضخمه الذاتي، وتورمه وتأزمه، ما يجعل الاستعداد لتفجير الواقع الإنساني بقنابل الحقد أمراً طبيعياً، كون رفض إشعال المصابيح، وقبول الظلام الحالك، مجالاً للدوران حول النفس، وطريقاً لصناعة الكهوف غير القابلة لاستقبال الهواء النقي. المفكر الإسلامي اليوم بات مأزوماً في ذاته، ومحروماً من الانعتاق من صهد الكتب، حتى بدت الحرية بالنسبة له تتضمن الحقد على الآخر، والتخلص منه بالإلغاء والإقصاء، وتستمر عجلة الانعزال في الدوران، حتى تصل إلى محيط الوطن الواحد، فالإنسان في هذا الوطن إن لم يعتنق الفكرة الجهنمية نفسها، فإنه معاد وواجب القضاء عليه، والنار تشتعل واللهب يحرق العباد والبلاد حتى نهاية الحكاية، والفصل الأخير أن الكراهية لا تصنع فكراً، والحقد لا ينتج مواطناً صالحاً، والإلغاء وسيلة الهاربين عن عدالة الحقيقة، والحقيقة أن الحب هو ديدن هذا الكون ومعياره في الاستمرار بلا ضحايا وآثام. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا