كان الترويج للانقلاب مهمة البرادعي في البداية...قال إنه بذل جهود مضنية وشاقة لاقناع الغرب أن ما حدث هو ثورة وليس انقلاب...ولكنه ما لبث أن اتهم بخيانة الأمانة ...استقال ...وعاد إلى قواعده عاد من حيث أتى ...كان اشبه ما يكون بفانتوماس في فيلم فؤاد المهندس الشهير ....وعاد لعادته المعروفة مراسلة مصر عبر التويتر ....يحدثنا عن انطباعاته ومشاعره عن بعد من وراء البحار حيث بلاد الفرنجة... التي عاش بها أغلب حياته...وكانت مصر كما يبدو محطة ليس أكثر. ثم أصبح الملف في يد وزارة الخارجية ...لدرجة تحدث البعض عن ضرورة تغيير مسمى الوزارة وتحويلها إلى وزارة شرح حقيقة الأوضاع في مصر.....وعهد بالمهمة الثقيلة والصعبة إلى وزير الخارجية الانقلابي...حدث أكثر من موقف مخجل ومحرج ...العفو الدولية التي كذبت ما نقله عنها الوزير بخصوص وجود أسلحة في رابعة....الأممالمتحدة التي خرج الحاضرون من جلستها عندما أتى الدور على الوزير ليتحدث فبدت القاعة خالية وبدا وكأنه يكلم نفسه... وتردد أنه كانت هناك مطالبات من شباب حملة تمرد... للسفر ...ولكن القيادة رفضت....(ربما عدم ثقة في قدرات الشباب-أو عدم ثقة في ولائهم-أو حرصا على استفادة الكبار وحدهم من السفريات والفسح والشوبنج وخلافه). ثم أصبح الملف حسب ما رأيناه على الشاشات في ذمة تلك السيدة المسنة (مع خالص احترامنا لتاريخها ولشخصها) التي ذهبت إلى ألمانيا وهي منذ زمن طويل تكاد تحتكر صفة ممثلة المرأة المصرية والمتحدثة باسمها في الخارج ....هي تتحدث باسم المصريات منذ عهد سوزان مبارك دون وجه حق....فالسيدة الفاضلة لا تشبه عموم المصريات لا في الشكل ولا في الزي والاكسسوار ...ولا في طريقة الحديث ولا في شريحة السن ...ولا في مضمون ما تقوله... يكفي أنها كانت من نخبة تدبير الانقلاب التي استدعاها العسكريون ليلة 30 يونيو لتوقيع طلب تدخل الجيش. وهي التي اعترفت عليهم في أول زيارة لها بالخارج وفي مركز دراسات الشرق الأوسط بأمريكا ....هي للحق تجيد الانجليزية وتتحدثها بطلاقة...فهل الجامعة لم تخرج منذ الخمسينيات أو الاربعينيات من القرن الماضي دفعات جديدة ....أم أن أجيال الجدات والأمهات والحفيدات تخلو من موهبة فذة كتلك التي تملكها هذه السيدة الأنيقة والعتيقة؟ رأيت فيديو الشاب المصري الذي تعرض للسحل على يد عناصر من الأمن المصري بعدما ابدى اعتراضه على حضورها في السفارة المصرية بألمانيا ...ورأيت قبله فيديو استقبالها بعلامة رابعة في المطار....ولم يتعرض لأي من هؤلاء أحد من الأمن الألماني ....ليتهم رفعوا أيضا صورة هالة ابو شعشيع وأسماء البلتاجي ورفيدة سيف ...ربما يعرف الألمان أننا اضطررنا لإرسال السيدة المحترمة... لأن أغلب من هن في سن حفيداتها قتلن غدرا على يد الانقلابيين. كنت لا أريد أن أنبه الانقلابيين أن هذا الوجه لا يصلح بالمرة لترويج الإدعاء بأن ما حدث في مصر ثورة صنعها الشباب ......بل هي إثبات قاطع بأن الدولة القديمة تعود وتبعث من جديد...بجمودها وشيخوختها ومومياواتها ...ولكن هذا ليس الخطأ الوحيد للانقلاب ...ولا هو الخطأ الأفدح....الانقلاب هو الخطأ نفسه وهو كفيل بتدمير نفسه....بإذن الله.