إن الطالب العبقري عندما يتعرض لأزمة مهما كانت لن ييأس ، لأن معه الملك لا ينتظر إلا ويهرع ويتوسل إليه ، وما أحلى جمال اللجوء إلى الله ولذة الوقوف على بابه مهما حدث طالما أنه مع الله ، فهو يسير فى الحياة بدون أي خوف أو قلق ، منشأ إيمانه بالله ويقينه فيه منحه سعادة وقوة فى الإقدام على الأعمال النافعة . هناك من الناس من إذا أصابته مصيبة هرع إلى السيجارة ، لكي يهدىء أعصابه ، ومنهم من يهرع إلى المخدرات ، لينسى ما هو فيه ، ومنهم من يهرع إلى الساحل الشمالي فى نزهة خلوية وأجازة ، ومنهم من يهرع إلى الساحل الإيماني على سجادة الصلاة ... فر من كل شيء وذهب إلى من بيده كل شيء . والله تأملت فوجدتها نعمة كبيرة نعمة اللجوء إليه وقت الرخاء والشدة ، وهي مؤشر أن الله أراد أن يوقفك ببابه .. وما أجمل أن تقف وترفع يديك وتبكي والله يراك هكذا ، ويجب أن يسمع منك دعائك .. ساعتها .. يا بشراك .. شيئا فشيئا وأنت تدعوه ومن ضيقة الأزمة التي أنت فيها لا تملك نفسك فتبكي عنده ... تخيل معي . أنت فى جوف الليل ... حيث لا يسمع همسك إلا هو .. أوليس بكاف عبده ؟ والله لو تعلم قدر من تقف بين يديه فعلا لامتلأت قوة .. فكل قوانين البشر وكل قوانين الطبيعة تقف عاجزة أمام الخالق المتين .. لماذا ؟ لأنك سلمت الأمر له ... حتى لو كلف ذلك خرق قانون من قوانين الطبيعة .. فمصدر الحضارة الآن هو كائن أو مخلوق صغير يسمى " الإلكترون " قل لي : من ربه ؟ من خلق هذا الإلكترون ؟ .. من الذي بيده أن يوقف سير هذا الإلكترون وتتوقف الحضارة تماما ؟ فهو الذي يسيرها ويسخرها لك ، ولن تخسر أبدا لكن أريدك أن يرى منك صدقك وابتهالك إليه ... وستعلم ... رجل سافر وتاه فى الصحراء ، وخرج عليه قاطع طريق وأخذ ماله ، وأراد أن يقتله ، فقال له : اتركني فقط أصلي ركعتين ثم اقتلني وقف الرجل يصلي وهو فى قمة الخوف والفزع والهلع ، وما تذكر شيئا من القرآن إلا هذه الآية " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " وضربات قلب الرجل مرتفعة والعرق يتصبب منه ، وتنفسه سريع ماذا يفعل ، هرع إلى الملك الذي بيده الرقاب ، فخرج من صلاته ، وهو يسلم على يساره ، رأى فارس من أعلى الجبل بيده قوس وسهم ويشق السهم الهواء ليصل إلى قاطع الطريق ليدخل فى رقبته فيموت .. ويجري الرجل مسرعا من الفرح والسرور إلى الفارس ليسأله : من أنت ؟ قال : أنا ملك من السماء الرابعة ، عندما دعوت الله سمعت فى السماء ضجة ، وكلما كررت دعاءك اهتزت السماء بشدة لدعائك ، فاستأذنت الله أن أجيب حاجتك .. ونزل الملك الفارس من السماء التي تبعد عن الأرض 500 عام ، نزل بدون زمن وهو يسير بسرعة الضوء فى الفضاء لمن ؟ لإنسان دعا ربه وقلبه يكاد يطير من الصدق والإخلاص لله فى ذلك الوقت . الله أكبر ، الله أكبر وهذا ملك من الملائكة ، فما بالك بالملك القادر القهار ؟ لا يستغرق الأمر منه إلا قوله : " كن " فيكون او " زل " فيزول .. أعلمت أنك إنما تقف بين يدي الله .. الله يسخر الكون بما فيه له ساجدا خاضعا .. فهو الله . أو ليس من البر والإحسان والعقل أن تكون قريبا منه دائما ؟ وما أجمل ذلك وما أعلاها من منزلة حينما يسير لك أمورك بتدبيره الرباني الحكيم ... حتى أن خططت لشيء واجتهدت ووقفت عند مرحلة تعجز فيها خطتك عن الإكمال طالما أنت كنت معه وأخذت بالأسباب لن يتركك فالعناية الإلهية ستقف معك . مما أنت خائف ؟ مما أنت خائف ؟ ممن أنت خائفة ؟ إنه ضمن وكفل لك كل شيء .. كل شيء .. يا حبيبي معك الوكيل .. إذا انتهى الموضوع بدون تفكير أو نقاش طالما وكلت الله قضيت حاجتك ... هيا قم وأنت فى قمة الاطمئنان بالله .. أنني أتخيلك أيها الطالب المتميز بالليل أنظر إليك وأنت فى منتصف ظلام غرفتك رافعا يديك .. ما أجملك ، ما أجمل صوتك المتقطع الحزين ، أتتخيل أن الله الذي حدثتك عنه منذ قليل .. أتتخيل أنه يفرح بوقوفك بين يديه يفرح بك .. ما أسعدك .. وصلت .. ساعتها عندما تصل إلى قمة روحانياتك لا تنس أخوك الكاتب بدعوة بظهر الغيب .