كثيرا ما تجد أناس لديهم اضطراب ذاتي وتشويش داخلي ، فقلبه يحكم بشيء ، وعقله يحكم بشيء ، وفطرته تحكم بشيء آخر ، وهواه يريد شيئا ، ونفسه حائرة لا تدري ماذا تفعل ؟ الانسجام والاتزان يأتي من الداخل أولا . تسير منظومته الداخلية فى اتجاه واحد ، فهو يفكر ويعتقد بعقله ، وفى الوقت ذاته هذا الاعتقاد تقبله فطرته ، وقلبه يحب ويتمنى ، وذلك ينسجم مع عقله وفطرته ، ثم نفسه تقوم بالفعل المتفق عليه داخليا .. فذلك منسجم . الانسجام الداخلي = تصديق بالعمل + قول باللسان + اعتقاد داخلي . وعندما يصل الإنسان إلى حالة الانسجام يكون قد حصل ركنا من السعادة الروحية ، لانه الآن كسب نفسه لنفسه ، فلم تعد عدوته . أما ذلك الإنسان الذي انخرط مثلا فى الجانب المادي وترك بقية الجوانب ، فهو مسكين ، فهو لم يستمتع إلا بسبع هذه الحياة ، وترك بقية متعة الحياة ظنا منه أنه صحيح هكذا ، وهذا خطأ لذلك أنت تذاكر وتهتم بصحتك وصلاتك وروحانيتك ، وفى ذلك الوقت لديك أصدقاء " لست منطويا " .. وتدخر ، وهكذا تستطيع أن توفق بين تلك الجوانب .. فتصبح متزنا .