اكتسح الإسلاميون في جميع الاستحقاقات الانتخابية التي خاضوها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وكانت المؤسسة العسكرية بنفسها تتولى إدارة المعارك الانتخابية، بداية من استفتاء مارس وانتهاءًا بالجولة الثانية فى سباق الانتخابات الرئاسية. وخلص العسكر من كل ذلك إلى أنه لا يمكن هزيمة الإسلاميين عبر صناديق الاقتراع –وفي القلب منهم جماعة الإخوان المسلمين- على الرغم من حملات التشوية الممنهج التي أفقدتهم الكثير من المؤيدين. وانتهت قيادات الجيش إلى أن هؤلاء لا يمكن هزيمتهم إلا عبر ما تم فى الثلاثين من يونيو ذلك الانقلاب الدموي الفاشي الذي أطاح بثورة يناير عن بكرة أبيها. لكن البلاد لم تهدأ لحظة واحدة، وكانوا يظنون أثناء التخطيط للانقلاب أنهم قادرون بالقمع على إسكات جميع الأصوات، ظنوا أن مشاهد الدماء وحرق الجثث والقتل بدم بارد سوف تشيع الخوف والرعب في نفوس الثائرين. لكن على العكس من ذلك نزل الملايين في كل مكان من الاسكندرية ومطروح شمالا إلى أسوان والنوبة جنوبا، وتحولت دماء خمسة آلاف شهيد إلى وقود جديد لثورة جديدة فتية، تكتسب المزيد من الأنصار كلما مر عليها الوقت، وتدحرجت كرة الثلج مع فشل الانقلابيين في تلبية المطالب الأساسية للمواطنين. والمنتظر في قابل الأيام أن يعلن قادة الانقلاب استسلامهم وقبولهم بالدخول في تسوية تعيد الأوضاع إلى نصابها، لكن بعد خراب البلاد وخواء خزانتها.