يطرح اعتقال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع تساؤلات حول مستقبل النضال السياسي للجماعة ول"تحالف دعم الشرعية" المعارض للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي، في ظل توقيف أبرز قيادات المعارضة وبدء محاكمة بعضهم. وكانت الشرطة المصرية قد اعتقلت محمد بديع فجر اليوم الثلاثاء لينضم بذلك إلى قائمة من الموقوفين تتضمن: نائبيه خيرت الشاطر ورشاد بيومي، وسعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين، ومحامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود، إضافة إلى رئيس حزب الوسط أبوالعلا ماضي ونائبه عصام سلطان، والمرشح الرئاسي السابق حازم أبوإسماعيل، وآخرين. امتصاص الصدمة ويستبعد عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادي أي تأثير لحركة الاعتقالات على جماعة الإخوان ونضالها ضد الانقلاب، مؤكدا أنها ستزيد "شباب الجماعة إصرارا على مواصلة طريقهم"، كما أن معارضة الانقلاب لم تعد تقتصر على الإخوان والتيارات الإسلامية فقط، مؤكدا انضمام شرائح جديدة تمثل كافة طوائف الشعب المصري إلى الفريق الرافض للانقلاب العسكري. وأبدى عبد الهادي -في حديث للجزيرة نت- قلقه من أن يؤدي العنف الذي تقوم به السلطات الانقلابية تجاه معارضيها إلى دفع بعض الشباب إلى الكفر بالوطن والمواطنة، "مما سيدمر الوطن على رأس كل أبنائه". وأضاف أن "جماعة الإخوان لم تكن في تاريخها عنيفة، ولم تدرج يوما على أي قوائم للإرهاب، ومحاولة إلصاق الإرهاب بها تخلق معارك مع أجيال قد تتخذ أساليب غير سلمية". وحول تقديره لموقف السلطة الحاكمة في مصر حاليا، قال عبد الهادي إن "الانقلاب يفشل يوما بعد يوم، وسوف يقودنا ذلك إلى تسليم البلد للإخوان، لأن رحيل الانقلاب يعني عودة نظام الإخوان أكثر قوة". وتوقع أن تمتص جماعة الإخوان الصدمة الحالية وتعود أكثر قوة، مستشهدا على ذلك بما تعرضت له في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. محاولة الثأر وفي رأي آخر، توقع أمين شباب حزب المصريين الأحرار حسام فودة أن يعم الهدوء الشارع المصري خلال الفترة المقبلة "لأن من يملكون شيفرات التنظيم والتمويل داخل الجماعة الآن في السجن". وقال فودة -في حديث للجزيرة نت- إن "محمد بديع والمجموعة المقربة منه لم تخلق كوادر أو صفا ثانيا وثالثا، مما سيؤدي لتشتت هذا التنظيم إلى مجموعات صغيرة". وأضاف أن "سقوط القيادات القطبية (نسبة لسيد قطب) المتشددة الفكر يعني سقوط الجماعة واندثار التنظيم بشكل نهائي في مصر". وبشأن مخاوفه مما قد يترتب على ملاحقة قيادات الإخوان، أكد فودة -وهو عضو في جبهة الإنقاذ الوطني المؤيدة للانقلاب العسكري- أن "التنظيم العالمي للإخوان سيعمل بكافة الطرق للثأر من مصر، وسيحاول القيام بأعمال عنف في مناطق على أطراف مصر، لكني أثق في قدرات القوات المسلحة على التصدي لتلك الأعمال". وحول عواقب اعتقال قيادات الإخوان وتلويح الحكومة المصرية بإمكانية حلّ جماعة الإخوان، أوضح فودة أنه ضد إقصاء أي فصيل، وأنهم مستعدون للعمل مع المنتمين لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك أو المعزول محمد مرسي "ممن لم تتلوث أيديهم بدماء المصريين". وطالب بسرعة إنجاز قانون العدالة الانتقالية الذي سيساهم في حل المشاكل الراهنة في البلاد، وسيكون ضامنا لعدم إقصاء أي فصيل من الساحة السياسية. ولفت إلى "أهمية دور الأزهر في إعادة اللحمة بين أبناء الوطن، ونبذ الفرقة والتعصب للانتماءات الحزبية".