مما يعاني منه كثير من الناس ظهور الميوعة وآثار التّرف في شخصيات أولادهم، ولمعرفة حلّ هذه المشكلة لابد من الإجابة على السّؤال التالي: كيف ننمي عوامل الرّجولة في شخصيات أطفالنا؟ تعتبر هذه المشكلة المشكلات التّربوية الكبيرة في هذا العصر، وهناك عدّة حلول وخطوات لتنمية الرّجولة في شخصية الطّفل، ومن ذلك ما يلي: تنمية الإحساس بالمسئولية، وإشعار الطّفل بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي شعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحسّ بمشابهته للكبار. اصطحابه للمجامع العامة والسماح له بالجلوس مع الكبار. وهذا مما يلقّح فهمه ويزيد في رجاحة عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب، وإخباره عن بطولات السابقين واللاحقين والمعارك التي انتصر فيها الخير على الشر لتعظم الشجاعة في نفسه، وهي من أهم صفات الرجولة. تعليمه الأدب مع الكبار. حتى نضمن أن أبناءنا ينضجون بشكل صحيح وتتطور شخصياتهم إلى ما هو أفضل يجب علينا ألا نتهاون في قضية تأدبهم مع الكبار في كل التعاملات مهما بدت بسيطة أو عابرة. إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس. لأن الاستخفاف بالطفل في أي مجتمع أو نادي يؤثر بالسلب على درجة ثقته في نفسه وقدرته على التواصل مع الآخرين، بينما كلما حرصنا على تعزيز مكانته واحترامه كلما أسهمنا بشكل كبير في إنضاج شخصيته وتطور صفاته الحسنة. تعليمه الرياضات الرجولية يلجأ بعض المترفين إلى تعليم أولادهم بعض الرياضات التي لا تعمق معاني الرجولة والقوة ورباطة الجأش، وهذا يؤثر بالسلب على النمو العقلي والروحي للطفل، والأفضل أن ينال الطفل في المراحل المبكرة من حياته نصيبا من الرياضات التي تكسبه الرجولة مثل رياضات الدفاع عن النفس. تجنيبه أسباب الميوعة ليس من اللائق أن نسمح لأبنائنا في مثل هذا العصر بالرقص بأسلوب يتنافى مع الرجولة والنخوة وعلينا ان نحذر من انتشار ظاهرة الرقص والميوعة بين الشباب في ظل درجة من الانفلات الأخلاقي والسلوكي في المجتمع يصعب إنكار وجودها. تجنب إهانته خاصة أمام الآخرين وعدم احتقار أفكاره وتشجيعه على المشاركة وإعطاؤه قدره وإشعاره بأهميته وذلك يكون بأمور مثل: إلقاء السّلام عليه، استشارته وأخذ رأيه، توليته مسئوليات تناسب سنّه وقدراته، استكتامه الأسرار. وهناك وسائل أخرى لتنمية الرجولة لدى الأطفال منها: (1) تعليمه الجرأة في مواضعها ويدخل في ذلك تدريبه على الخطابة. (2) الاهتمام بالحشمة في ملابسه وتجنيبه الميوعة في الأزياء وقصّات الشّعر والحركات والمشي، وتجنيبه لبس الحرير الذي هو من طبائع النساء. (3) إبعاده عن التّرف وحياة الدّعة والكسل والرّاحة والبطالة. (4) عدم السماح له بكثرة مخالطة النساء والفتيات، والحرص بقدر الإمكان على التقليل من فترات ارتباطه بهذه الأجواء حتى لا يكتسب صفات لا تتناسب مع الرجولة المأمولة في شخصه. (5) مراقبة أصدقائه قدر الاستطاعة لأن الصديق يمكن أن يكون له تأثير كبير على نمو الشخصية وتطورها وذلك من خلال التأكد من سلامة البيئة الاجتماعية والأسرية لكل صديق يتقارب معه.