بقلم رشا زكي أهمس اليوم فى آذان بنات جنسى وأقول لهن : ( الرجل طفل كبير )! وهى مقولة لا تفهم معناها الصحيح الكثيرمن بنات حواء. قلب الرجل كقلب طفل يهفو إلى من تخاف عليه و ترعاه وتعامله بحنان أمه ، بشرط أن تتفهم هى أن عقله عقل رجل و قلبه قلب طفل ، فالخلط بين الإثنين يثيرالكثيرمن المشاكل الزوجية. كنت أعتقد أن هذا المفهوم من قبيل الكلمات المرسلة و التى يستخدمها الناس بلا وعى فى مزاحهم ، و لكننى وجدت إلحاحاً على معناه فى أكثر من دراسة وبحث ، و إستطلاع لرأى الرجال و النساء على حد سواء. و يبدو أن هناك شبه إتفاق على هذه الصفة فى الرجل ، فعلى الرغم من تميزه الذكورى ، و إستحقاقه غالباً و ليس دائماً للقوامة ، ورغبته فى الإقتران بأكثر من إمرأة ، إلا أنه يحمل فى داخله قلب طفل يهفو إلى من تدللة وترعى شؤونه ، بشرط ألا تصارحه أنه طفل ، لأنها لو صارحته فكأنما تكشف عورته ، و لذلك تقول إحدى الزوجات ، والتى تؤكد من خلال تجربتها الشخصية مع زوجها ، أن من تمتلك الحنان تستطيع وبكل سهولة أن تنجح فى التعامل مع الرجل وإكتساب ثقته بل وترويضه. فى بحث قرأته مؤخرا للدكتورمختارزايد أستاذ علم النفس الإجتماعى والذى أشار فيه أن المرأة الذكية هى القادرة على القيام بأدوار متعددة فى حياة زوجها ، فهى أم ترعى طفولته الكامنة ، و أنثى توقظ فيه رجولته ، و صديقة تشاركه همومه و أفكاره و طموحاته ، و إبنة تستثير فيه مشاعر أبوته من حنان ورعاية لها. و كلما تعددت و تغيرت أدوار المرأة فى مرونة و تجدد فإنها تسعد زوجها كأى طفل يسأم لعبة بسرعة و يريد تجديداً دائماً ، أما إذا ثبتت الصورة و تقلصت أدوار المرأة فإن هذا نذير بتحول إهتمامه نحو ما هو جذاب و مثير و جديد مثله مثل الطفل. طفولة قلب الرجل لا تتعارض إطلاقا مع قوامته لأسرته . ومعاملة الزوج كالطفل الصغير لا تعنى مطلقاً إنتزاع القوامة منه ، أو تجريده من رجولته . فقوامة الزوج هي بالفعل روح الرجولة ، وإذا حاولت الزوجة إنتزاعها إما بسبب غيرة أو بسبب منافسة فإنها في الحقيقة تنتزع روح زوجها ، فلا تجد فيه بعد ذلك ما يستحق الإعجاب والإهتمام بل والإحترام ، بل تجده زوجاً خاضعاً لا يستحق التربع على عرش قلبها .. إذن فالزوجة العاقلة لا تجد مشكلة في قوامة الزوج الذي يتميز فعلاً بصفات رجولية تؤهله لتلك القوامة لأن القوامة التي وردت في الآية القرآنية الكريمة مشروطة بهذا التميز، يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ .... ) . النساء / جزء من الآية 34 والقوامة ليست إستعلاءاً أو إستبداداً أو إلغاءاً لمكانة الزوجة فى أسرتها كما يفهم بعض الازواج ، أو تعتقد بعض الزوجات ، وإنما هي رعاية ومسؤولية وقيادة منطقية عادلة وإحترام لإرادة الزوجة وكرامتها كشريك حياة ورفيق طريق، والزوجة الواعية تتفهم تلك القوامة الرشيدة والتي تعني لها قدرة زوجها على رعايتها وإحتوائها وحمايتها وتلبية إحتياجاتها وإحتضانها كي تتفرع هي لرعاية أطفالها. والزوجة التي تنتزع القوامة من زوجها تصبح في غاية التعاسة لأنها تكتشف أنه فقد رجولته وبالتالي تفقد هي أنوثتها. أرجع مرة أخيرة لمقولة (الرجل طفل كبير) ، فذلك الطفل يحتاج لرعاية خاصة ، يحتاج لأمرين ، أحدهما لمن تُشعِره بقيمته وتفرده وتميزه بين أقرانه ، كما يحتاج لزوجة تقوم بدور الحبيبة ...بإختصار يحتاج لإمرأة ذكية تستطيع أن تحتويه... فهل تستطيعين أن تكونى تلك المرأة فى حياة زوجك ؟ [email protected]