أثار تصاعد وتيرة الاحتجاجات في تركيا ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في الأيام الأخيرة تساؤلات حول ماهيتها، وعما إذا كانت تلك الاحتجاجات عفوية أم مدبرة؟. وفقاً لرواية أسوشيتيد برس، فإن التوتر تصاعد بعد اقتحام الشرطة بالقوة لفض اعتصام بعض الغاضبين من قرار حكومي بإحداث تغييرات في ميدان"تقسيم"، بوسط إسطنبول، والذي يضم مركز أتاتورك الثقافي وإزالة العديد من الأشجار، وإنشاء مشاريع أخرى بدلاً منه، بداعي أن الميدان أضحى مصدر قلق لأردوغان لما يمثله هذا الميدان المتسع المساحة من مكان لتجمع المظاهرات. أردوغان يحذر لكن الواقع هي أن أطرافاً عديدة تسعى لسقوط النظام التركي، وظهر هذا جلياً في تصريحات شديدة الحدة لأردوغان قال خلالها "إن القضية لا ترجع إلى اقتلاع أشجار بل تعزي إلى تلاعبات صادرة عن عناصر للمعارضة التركية وبعضٍ من الجماعات اللاقانونية"، مطالباً الشعب التركي بالانتباه. حزب الجمهورية الشعبي تبدو المعارضة في تركيا وكأنها تنفذ بالفعل أجندات خارجية، ربما نتيجة تنوع الاختلافات العرقية والمذهبية، ويأتي حزب الجمهورية الشعبي وزعيمه كمال كيليجدار أوغلي المعارض الرئيسي، حيث دعا لمظاهرة حاشدة نافثا في نار الأحداث الأخيرة، لذا حذره أردوغان من محاولات الحث وتحريض الناس لارتكاب عنف غير جائز. الغرب وتل أبيب الواقع يقول إن الغرب والكيان الصهيوني لا يعجبهما الصعود المتنامي لتركيا، لذا تبذل محاولات حثيثة خفية لعرقلة المارد التركي، وتلعب دورا في احتضان فصائل من المعارضة، كما أن تل أبيب لا تنسى اضطراها إلى الاعتذار الرسمي لتركيا على حادث الاعتداء على السفينة التركية "مافي مرمرة"، بما اعتبره مراقبون إذلالاً لتل أبيب، بما يجعل الأخيرة تنتهز أي فرصة لإسقاط أردوغان. الجيش والمخابرات لا تبدو العلاقة بين الجيش والمخابرات التركية من جهة، وبين حزب العدالة والتنمية من جهة أخرى على ما يرام، وظهر ذلك جلياً في حادث تسليم المقدم حسين هرموش أول منشق عن جيش الأسد، والذي تم اغتياله عقب تسليمه إلى دمشق، في ظل تورط عناصر من الجيش والمخابرات التركية في الأمر. العلويون تضم تركيا طائفة من العلويين الذين يعارضون بالتأكيد توجهات أردوغان الساعية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. الإعلام أشار أردوغان بشكل واضح في أن غالبية الإعلام التركي يلعب دوراً مناهضاً لمشروعات التنمية، وتؤجج مشاعر الغضب ضد النظام.