دمشق: بعد الجدل الكبير الذي اثارة ظهور الضابط السوري المنشق حسين هرموش على شاشة التليفزيون السوري واتهام المعارضة نظام الأسد باختطاف هرموش، كشفت معلومات جديدة تم تناقلها علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الاثنين عن تورط عناصر من المخابرات التركية تابعة للطائفة العلوية في عملية اختطاف المقدم حسين هرموش. وبحسب هذه المعلومات فإن العناصر التركية شاركت بطريقة غير رسمية ودون علم حكومة أنقرة في عملية الاختطاف، الأمر الذي دفع حكومة تركيا لفتح تحقيق في الحادث بعد تعرضها للإحراج. ووقعت عملية الاختطاف من خلال دعوة المقدم حسين هرموش إلى عشاء خارج المخيم في مدينة هاتاي للقاء أحد الضباط الأتراك لبحث كيفية تقديم الدعم اللازم لاستمرار المقاومة، ولتسليح الضباط المنشقين في جبل الزاوية. ووفق المعلومات الجديدة، فإن المقدم حسين ذهب إلي العشاء برفقة اثنين آخرين من الضباط المنشقين والذين تم اختطافهم أيضا معه، وقد تم دس المنوم في الأكل لتسهيل عملية تهريبهم عبر الحدود التركية إلى سوريا. وتم فتح ملف تحقيق مخابراتي في ذلك بعد الضجة الإعلامية المنتقدة لموقف الحكومة التركية، الأمر الذي قاد إلي اعتقال ثلاثة من عناصر المخابرات السورية في تركيا أحدهم إيراني الجنسية في أنطاكية. ومن جانبه، حمل إبراهيم هرموش شقيق حسين هرموش حمل السلطات التركية مسئولية اختفاء شقيقه بعد لقائه أحد الضباط الأتراك في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في الأراضي التركية. وفي اتصال مع قناة "العربية"، استبعد إبراهيم هرموش أن يكون شقيقه في الأراضي السورية إلا بتآمر من تركيا. وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قد تطرقت إلى الاتهامات التي طالت تركيا بكونها مسؤولة عن تسليم هرموش لنظام الأسد، ونقلت عن وسام طريف، عضو في منظمة حقوق الإنسان قوله إن "تركيا سلمت هرموش للسلطات السورية مقابل تسعة أعضاء من حزب العمال الكردستاني". يذكر أن المعارض السوري صلاح الدين بلال أعلن يوم الجمعة في باريس أن حسين هرموش تعرض للخطف بعد وقوعه في شرك. وقال بلال الذي يعيش في المانيا وجاء الى باريس للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية نهاية الاسبوع ان المقدم هرموش كان على موعد خارج المخيم مع رجل تركي عرض عليه تزويد المعارضة السورية بالسلاح. واضاف "في ذلك اليوم اختفى هرموش وتعرض للخطف واعيد بالقوة الى سوريا". وقد بث التلفزيون السوري مساء الخميس "اعترافات" لهرموش قال فيها انه فر من الجيش بسبب "ما شهدته الساحة من احداث دامية حيث سقط في الشارع قتلى كثيرون". وكان هرموش اعلن انشقاقه عن الجيش بداية حزيران/يونيو الماضي احتجاجا على اعمال القمع التي ينفذها نظام الرئيس بشار الاسد بحق المدنيين، ليصبح بذلك اول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش . وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وشكل ما اطلق عليه اسم "لواء الضباط الاحرار" الذي يضم عشرات الضباط الذين حذوا حذوه وانشقوا عن الجيش من بعده.