أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، أن الأممالمتحدة والأنظمة العربية "المتواطئة"، أسهمت في وقوع نكبة فلسطين عام 1948، مشيرة إلى أن الحكومات العربية والغربية تآمرت على الفلسطينيين. وأضافت الجماعة، في بيان صادر عنها يوم الأربعاء، :"أن فلسطين تآمر عليها المستعمرون الغربيون، وعلى رأسهم بريطانيا التي كانت تحتلُّها، ووعدت الصهاينة بمنحهم إيها لإقامة وطن قومي لهم، وتعاونت مع المنظمات الصهيونية في إتاحة الهجرة لليهود إلى فلسطين، ودعمت المنظمات الإرهابية الصهيونية في إشاعة القتل والرعب في نفوس أهلها، لإجبارهم على الهجرة، فأقاموا المذابح للأطفال والنساء والشيوخ وحرق المنازل والقرى، وتم الاستيلاء على الأراضي والمدن والدِّيار والمزارع والممتلكات، وطردوا من بقي حيًّا بعد المذابح إلى خارج البلاد". وأشار البيان إلى أنه رغم المقاومة الباسلة التي أظهرها شباب فلسطين ورجالها للدفاع عن وطنهم، إلا أن فارق القوة في السلاح والعتاد والتدريب وتآمر الدول العظمى أدى إلى استشهاد عدد كبير من هؤلاء المجاهدين. وأوضح أن الدول الغربية الاستعمارية قامت بذلك لحلِّ المشكلة اليهودية في أوروبا، وتمزيق الأمة العربية ومنع تواصلها الجغرافي، للحيلولة دون اتحادها مرة أخرى، ولتعويض اليهود عما عانوه في أوروبا، لاسيما في ألمانيا النازية»، معقبا "وكأنَّما تعويض اليهود عما لحق بهم من مجازر يبيح لهم محاولة إبادة شعب أعزل بريء، وتحقيقًا لمسائل دينية عقدية يؤمن بها المتعصبون من اليهود والبروتستانت على حساب المسلمين وأرضهم ومقدساتهم»". وأشار البيان إلى أن هذا الظلم الدولي دفع عديدًا من الدول العربية لأن تهبَّ لنصرة إخوانهم في فلسطين، فسارعت إلى دفع قواتٍ للتصدِّي للزحف الصهيوني ومنعه من الاستيلاء على أرضها، مستدركا أن هذه الدول العربية كلها كانت تقع تحت الاحتلال الغربي، وكانت حكوماتها لا تملك إرادتها، وتعرَّضت هذه الجيوش لمؤامرات دولية غدرت بها. واتهمت الإخوان المسلمين هيئة الأممالمتحدة بأنها أسهمت في هذه النكبة، وانحازت إلى الصهاينة بتأثير الضغوط الأمريكية، فتمَّ إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني، التي اعترفت بها روسيا وأمريكا على الفور، وأعقبهما دول الغرب الظالمة. واستدرك البيان: "رغم هذه النكبة إلا أن مجاهدين متطوعين مدنيين من الدول العربية والإسلامية، كانت الغالبية العظمى منهم من جماعة الإخوان المسلمين أبلوا أحسن البلاء، وأذاقوا الصهاينة مرارة الذلِّ والهزيمة في كثيرٍ من المواقع، إلا أن تآمر الحكومات العربية المغلوبة على أمرها مع الحكومات الغربية أدَّى إلى عدم الوصول إلى الأهداف الكبيرة". وأوضح أنه "منذ قيام هذا الكيان العدواني الإرهابي العنصري الاستيطاني التوسعي، وهو يُوقِد نيران الحروب ويثير الاضطراب في المنطقة، ويتوسع في العدوان والاستيلاء على الأراضي، ويستولي على القدس الشريف، ويستمر في تهجير أهل البلاد من الفلسطينيين، ويسعى للتهويد سعيًا حثيثًا، ويُكَرِّس الأسلحة التي وصلت إلى أسلحة الدَّمار الشامل في حماية أمريكا والغرب، ودعمها بالمال والسلاح والرجال، وحماية إجرامه في المؤسسات الدولية". وأردف: "إذا كانت نكبة 1948 قد هزَّت المنطقة كلها في ذاك الوقت، فإن استمرار الظلم والعدوان لن يؤدي إلا إلى استمرار المقاومة، للدفاع عن النفس والعرض والأرض والمقدسات، وإذا كانت مدة الاحتلال قد طالت ففي التاريخ عبرة، فقد احتلَّ الصليبيون الشام والقدس عدَّة قرون، ولكنهم رحلوا في النهاية، فلن يضيع حقٌّ وراءه مطالب". واختتمت جماعة الإخوان المسلمين بيانها بالقول إن الظروف التي يمرُّ بها العالم العربي الآن لا ريب أنها ستغيِّر قواعد المعادلة، وستعيد الحقوق إلى أصحابها، وها هو شهر رَجَب يحمل لنا ذكرى الإسراء والمعراج تثبيتًا لهذه القيم، ويقيننا في وعد الله عز وجل إذا أدَّينا ما علينا، وإن غدًا لناظره قريب.