اعتبرت صحيفة ورلد تريبيون الأمريكية أن الاعتذار الذي قدمه الكيان الصهيوني لتركيا عن اعتراض القوات الخاصة التابعة للقوات البحرية في جيش الاحتلال لقافلة "أسطول الحرية" منذ حوالي ثلاث سنوات خطأ كبير لن يغير من نظرة عداء النظام التركي تجاه الكيان الصهيوني. حيث نقلت الصحيفة تقريرًا أعده مركز بيجن - السادات للدراسات الاستراتيجية بعنوان:"الإعتذار الاسرائيلي لتركيا: خطأ كبير"، والذي أشار إلى أن الاعتذار الذي قدمه رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى تركيا عن اعتراض أسطول الحرية عام 2010 يُضعف من "الهيمنة الإسرائيلية" ويُشجع حالة العداء في تركيا ضد اسرائيل. وانتقد التقرير بشدة اعتذار الذي قدمه الكيان الصهيوني لتركيا، وكذلك الاتفاق على منح أنقرة الحق في ممارسة دور الوسيط لدى السلطة الفلسطينية ولدى حركة المقاومة الإسلامية حماس. وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة أيضًا عن كاتب التقرير ومدير المركز إفرايم انبار قوله "من المستبعد جدا أن نرى "انعكاسًا أو تحولاً في السياسات التركية المعادية للغرب وإسرائيل" بعد اعتذار نتنياهو. حيث نوه التقرير إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد صرح بأن الصهيونية تمثل تهديدا للبشرية، وهذا التصريح يعتبر "بكل وضوح معاديًا للسامية ". وأكد انبار أن عتذار الكيان الصهيوني يعزز الطموحات التركية ويضعف من قوة "الردع الإسرائيلية"، حيث تهدف تركيًا إلى قيادة الشرق الأوسط، وليس لديها نية إلى تطوير العلاقات مع الكيان الصهيوني. وقال انبار، وهو أحد أبرز الخبراء الاستراتيجين في الكيان الصهيوني والذي عمل مستشارا لعدة حكومات، وأضاف انبار أن تركيا، تحت قيادة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، أصبحت أحد الداعمين لإيران وحركة حماس في فلسطين وكذلك المعارضة السنية في سوريا. وشدد التقرير على أن تركيا تلعب دورًا نشطًا لمساعدة "العناصر السنية الاسلامية المتشددة في سوريا للإضاحة بنظام بشار. وفي الوقت نفسه تدعم فكرة ممارسة العنف من قبل المعارضة المسلحة في سوريا ضد جيش الإحتلال الذي يتواجد أعلى مرتفعات الجولان." واستبعد التقرير احتمالية تعاون تركيا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل الحد من خطورة تفكك سوريا. وفي النهاية عزا التقرير اعتذار نتنياهو إلى الضغط الذي مارسته الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال زيارة أوباما الأخير إلى الشرق الأوسط، حيث ذكر التقرير أن الاعتذار جاء في أعقاب إطلاق حركة حماس، التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، بعض الصواريخ ضد دولة الاحتلال. ومن الجدير بالذكر أن جمعيات وأشخاص معارضين للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة قد قاموا بتجهيز قافلة "أسطول الحرية" وتسييرها إلى القطاع المحاصر عام 2010، محملة بمساعدات إنسانية، وفي مقدمة المنظمين كانت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية . لكن الأسطول لم يحقق هدفه، حيث إذ اقتحمت قوات قوات الاحتلال كبرى سفن القافلة "مافي مرمرة" التركية داخل المياه الدولية، وأطلقت على النشطاء السياسين الغاز مما أدى إلى مقتل 8 اتراك ، وأدى الحادث إلى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل. ويؤكد كثير من المراقبون أن التحرك الأمريكي والاعتذار الاسرائيلي جاء لإنهاء حالة الصدام بين تركيا والكيان الصهيوني لما له من تهديد كبير على مصالح واشنطن في المنطقة معتبرين أن تأثير هذا الإعتذار ستظهر تداعياته على القضية الفلسطينية، اذا استطاعت تركيا استثماره لرفع الحصار عن قطاع غزة ولعب دور في تحقيق المصالحة الفلسطينية.