وجه عادل حسن الشبعان رئيس تحرير موقع ( قطرة ) الإلكتروني لترشيد المياه دعوة بمناسبة اليوم العالمي والأسبوع الخليجي الموحد للمياه في 22 - 3 - 2013 ل 1500 شخصية سعودية وخليجية وعربية بينهم علماء ومشايخ ورجال دين ورؤساء تحرير وكتاب ونقاد وأدباء وشخصيات اجتماعية وثقافية ورياضية وفنية لتخصيص خطبة يوم الجمعة المقبلة والمقالات الصحفية لحث عامة الناس للترشيد في استخدام المياه وعدم الإسراف. وقال الشبعان في مقال له "لقد دأب الإنسان منذ بدء الخليقة على أن يستخدم المياه بشراهة دون أن يدور بخلده أنها قابلة للنفاذ أو معرضة للندرة ، ولكن ما يبعث على الأمل هو أن الإنسان في العقود الأخيرة بدأ يدرك أن الماء مثله في ذلك مثل أي مورد طبيعي آخر ، قابل للنفاذ مدركاً مدى خطورة الأمر ، بدأ يدرس ويخطط للحفاظ عليه ويسن القوانين اللازمة للحد من استهلاكه إضافة إلى الجهود التي يبذلها العلماء في البحث عن أفضل السبل للاستفادة من كل قطرة ماء. أضاف "الماء ثروة عظيمة يجب الحفاظ عليها والحديث عن الماء موضوع ذو شجون فأول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الماء هو صور الجفاف والمجاعات والموت والدمار الذي وقع في دول عديدة سابقاً وما سيقع مستقبلاً ، مشيرا إلى أن نعمة الماء يجب لها الشكر والحمد فبالشكر تدوم النعم وأي نعمة أعظم وأجل من نعمة خلق الماء الذي به نحيا نموت ؟. ولفت إلى أنه لم يرد ذكر مادة في القرآن الكريم كما ذكر ( الماء) حيث ذكر في المصحف الشريف ما يقرب من (61) آية .. فالماء سر وجود الحياة فلا حياة ولا وجود بدون الماء ، وقال "فلنتصور أنفسنا ولو برهة من الزمن بلا ماء فكم يبقى الإنسان حياً ؟ وكم ستبقى المخلوقات الأخرى من حيوانات ونباتات على قيد الوجود ؟ لا شك أن ذلك محال ومعناه الزوال والفناء بلا جدال فبدون الماء لا تقوم زراعة ولا صناعة". وقال "نحن في هذه المنطقة من العالم ، وانطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف يجب علينا أن نكون في مقدمة الشعوب التي تسعى لنهج الأساليب السليمة والعلمية في التعامل مع الماء أغلى كنوز الأرض وأندرها ، وقد أولت حكوماتنا الرشيدة بالخليج على مر العصور رحم الله المتوفين منهم وحفظ الله الحاليين هذا الجانب أهمية كبرى حيث تم إنشاء محطات التحليه الكبرى على ساحل الخليج التي ولله الحمد وفرت الماء في معظم المدن والقرى المنتشرة في إرجاء منطقة الخليج كافه . وأضاف "وجب علينا جميعاً أباء وأمهات أبناء وبنات من مواطنين ومقيمين شكات ومؤسسات حكومية كانت أو أهلية المحافظة على هذه النعمة بشتى الوسائل ويكون ذلك عن طريق الترشيد ، لافتا إلى أن فكرة الترشيد فكرة قديمة وإن اختلفت أساليبها .. فقد حث ديننا الحنيف على ذلك في قوله تعالى ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) سورة الأنعام 141 -. وقال الشبعان "تزداد أهمية الترشيد في أيامنا هذه حيث أن استهلاك المياه لم يقتصر في الآونة الأخيرة على الأغراض المنزلية والزراعية فحسب ، بل أصبح عنصراً مهماً في جميع مجالات التنمية وخاصة في المجالات الصناعية ، لذا وجب علينا أفراداً ومسئولين وهيئات ومنظمات أن نولي الترشيد أهمية خاصة ، وذلك بترسيخ هذه الفكرة لدى المواطن والمسئول على حد سواء كما ينبغي إدخال أهداف الترشيد وأساليبه في مناهج التعليم لغرس مفاهيمه لدى النشىء من المواطنين والمقيمين. وتساءل "ألا تستحق منا هذه المادة العجيبة " مادة الحياة " بل " مادة الوجود " ولنسميها ما شئنا من تسميات إلا تستحق منا جميعاً أن نشكر خالقها على أنه أنعم بها علينا؟ وكيف يكون ذلك ! .. وقال إن الجواب أستطيع أن أوجزه في كلمتين فقط ب" ترشيد الاستهلاك " بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، نعم ترشيد استهلاك الماء خاصة ونحن في بوادر أزمة مائية حالكة لا يعلم مداها إلا الله وبدأت تتعالى صيحات المنظمات العالمية والمحافل الدولية جمعاء هذه المرة ليست بسبب أمراض وبائية أو حروب أهلية أو دولية بل مصير البشرية قاطبة. وأشار إلى أن مشكلة شح الماء التي تهدد قارات العالم بأكملها ولا مبالغة في ذلك ، ونحن في دول مجلس التعاون الخليجي شاءت الإرادة الربانية أن نكون ضمن المناطق الصحراوية شديدة الجفاف والحرارة وهذا بلا شك زاد من الأعباء الملقاة على عواتق قادة هذه البلدان في توفير المياه النقية والصالحة للاستخدام لأبناء هذه المنطقة والتي بذلت قياداتها الحكيمة مليارات الدولارات في سبيل توفير هذه المادة الحيوية سواء من خلال حفر الآبار أو خلال صناعة وتحليه المياه المالحة وأكبر دليل على ذلك ما نراه في هذه البلاد المقدسة حيث وضعت الحكومات الرشيدة على عاتقها مهمة توفير الماء للمواطنين مهما تكلف الأمر ورصدت المليارات ليصل الماء عذباً إلى جميع المواطنين والمقيمين بجميع المناطق والذي لا بد حتماً على الجميع وبدون أستثناء أن يعي أهمية وخطورة الإسراف في استخدام الماء لأنه .. أولاً : نعمة كباقي النعم يجب الحفاظ عليها وعدم إهدارها ، وثانياً : مدى ما تحملته سابقاً وما تتحمله حالياً ميزانيات دول الخليج من مبالغ طائلة وضخمة لتوفير نقطة ماء تروي عطش مواطنيها ومقيميها الذين لا بد أن يكونوا على مستوى من المسئولية.