لا يخلو بيت من الانفعالات ما بين المشاجرات بين الأخوة، كثرة المسئوليات التي تثقل كاهلنا، الأطفال الغير متعاوينين أحيانا، ظروف الحياة والوضع المادي، تعكر العلاقة بين الزوج والزوجة تجعلنا أكثر عرضة للعصبية والشعور بالغضب. وأثناء قيامنا بتربية أبنائنا، نحاول ضبط أعصابنا والاستماع الى نصائح الجميع( يحب على الأم والأب المثاليين أن لا يغضبو ويحب أن يتحلو بالصبر) ..ونتيجة للضغوط الواقعة علينا لا نستطيع التحكم في أعصابنا فنقوم بالصراخ وأحذ القرارت بشتى العقوبات للاطفال بشكل انفعالي ...تتبعها شعور بالذنب والندم. وعن كيفية التعبير عن غضبنا مع أبنائنا تقول خبيرة الاستشارات الأسرية ثناء عيسى أن محاولة التمثل بالهدوء عند الشعور بالغضب هو بالضبط محاولة للضغط على فرامل السيارة مع الضغط على البنزين........كما وصفها الاخصائي النفسي والمعالج الدكتور جينوت.، فلا يوجد احد يقوم بهذا كي لا يفسد سيارته فلماذا نطلب من أنفسنا ونحن بشر فوق طاقتنا؟ وتضيف أن المشكلة لا تكمن بالشعور بالعصبية أو الغضب المشكلة تكمن في كيفية التعبير عن هذا الغضب، موضحة اذا شعرنا بالغضب فهذا شعور طبيعي ولابد من تقبل ذلك ولكن الذي لا يمكن تقبله هو التعبير عن الغضب بضرب الاطفال..شتمهم..معاقبتهم بشيء أكبر من الذنب كرغبة بالانتقام منهم واذا كنا نصدر الاحكام والعقوبات ساعة الغضب ومن ثم نهدأ ونتجاهلها فهذا اسوأ يسبب للاطفال الحيرة ويعلمهم عدم أخذ عقوبات الأهل بصورة جدية. وعن أسباب غضب الوالدين من أبنائهم، توضح خبيرة الاستشارات الأسرية أن أغلب الأحيان يكون الغضب بسبب تراكمات من عدة تصرفات سلبية من الأطفال ، حاولنا فيها ضبط أنفعالتنا، إلى أن وصل بنا الأمر إلى الصراخ في وجه أبنائنا لاتفه الأسباب . وتنوه إلى أن أحيانا يكون الغضب لشعورنا بعدم الاحترام من قبل أطفالنا لأن القوانين التي نضعها للبيت لا يتم الالتزام بها وعند أول فرصة نصرخ ونغضب. وعن كيفية مواجهة غضبنا تجاه أبنائنا، تقول سناء عيسى علينا أن نقف قليلا مع أنفسنا ونسألها مالذي يسبب لي الغضب والعصبية؟ ماهو التصرف الذي لا يمكن ان اتحمله؟ متى لا استطيع التحكم بنفسي؟ وتجيب أن بعض التصرفات ممكن الوقاية منها، فعلى سبيل المثال بدل من أن تقول الأم : ماهذا ماكل هذه الفوضى؟ كم مرة قلت لا ترمو الأوراق على الارض؟ كم تعبت وانا ارتب لا حد يهتم ولا أحد يشعر بي...الخ بإمكانها أن تقول (بحزم وجدية وصرامة): ارى أوراق على الأرض...حقائب مدرسة على الكنبة هذا شيء يوترني جدا ويجعلني عصبية. وتوضح خبيرة الإستشارات التربوية الفرق بين الجملتين؟ في الاولى قامت الأم بمهجاجة أطفالها وشعرت بالأسى على نفسها ولم يكن واضحا ابدا ما تتوقعه منهم فالنتيجة لم يتحرك أحد لأخذ أي إجراء ، ولم يفهم الأطفال ما الذي تريده الأم ولسان حالهم يقول ماذا تريدين منا انتي تصرخين ونحن نحاول مشاهدة التلفاز ومن ثم يشعرون بالذنب امي غاضبة جدا ولا ادري كيف اواسيها؟ وفي الحالة الثانية قامت الأم بوصف ما ترى وأن الأشياء تسبب لها الفوضى ، ولم توجه اتهام لأحد وعبرت عن مشاعرها بالغضب والتوتر ، وبالتالي عندما يسمع الطفل هذه الجملة بأمكانه أن يجد حل للمشكلة . فيفكر الطفل: هناك أشياء على الأرض والكنبة وهذه الأشياء توتر أمي وتجعلها تغضب...كيف أساعد أمي؟ ويقول لسان حاله ممكن أن أنظف الغرفة وارتبها. وتشير الخبيرة التربوية إلى أن هناك مهارتين للتعبير عن الغضب بشكل صحي ودون الحاجة للضرب ولا العقاب وعند تطبيق هذين المهارتين سوف نجد أننا نشعر بشعور إيجابي جدا ونفتخر بأنفسنا مما سيزيد من ثقتنا بمهاراتنا التربوية وبالتالي يرتفع تقدرينا لذاتنا هما: 1- وصف الذي اراهو وصف شعوري من التصرف او الحدث. 2- اعطاء خيارات كبديل للعقوبة. مع ملاحظة أن نجاح المهارتين يتوقف على حسب البيت وطبيعة العائلة فاذا كان البيت فيه نوع من الثقة والشعور الايجابي بين الأهل والأولاد فسوف يكون نجاح المهارة أسرع وأعمق. كذلك الالتزام بلغة جسد فيها حزم بعيد عن الشدة ونبرة صوت واضحة بعيد عن القسوة أو الاستهزاء وايضا ضروري اختصار الجمل لان الشرح الطويل يشتت الطفل ويشوش عليه.