قالت الخبيرة التربوية علياء أنور، "كثيرا ما نقع في خطأ خلط المفاهيم، فيجد الطفل نفسه حائرًا لا يدري ما الفرق بين العيب والخطأ والحرام، بل إن كثيرًا منا ليس لديه رؤية واضحة للفرق بينهم كلما تصرف الطفل تصرف لا يعجبنًا نصرخ فيه "عيب كدة" وأحيانا نقول "حرام عليك"..أو "كدة غلط "، متسائلة هل نكون وقتها نعي جيدًا ما هو الحرام وما هو العيب وما هو الخطأ ؟. وتضيف الخبيرة التربوية: "يجب علينا أن نعلم أبناءنا أن الحرام هو ما حرمه الله في الأديان السماوية، فلا نقول على شىء أنه حرام وهو غير ذلك.. فمثلا إذا ضرب الطفل "قطة" نقول للطفل حرام عليك بالرغم من أن هذا تصرف خطأ وليس حرامًا فليس هناك نصًا صريحًا بتحريم ضرب "القطط" لذلك على الأم في مثل هذا الموقف أن توضح للطفل أن هذا تصرفا خاطئًا لا رحمة فيه، وأنه تصرف غير مقبول. وكذلك إذا تلفظ مثلا الطفل بلفظ غير مناسب عليكي أن تقولي له أن هذا اللفظ عيب ومعنى العيب أنه يرفضه المجتمع فهناك بعض الألفاظ نستنكرها نحن في مصر ونعتبرها عيبا وقد تكون نفس الألفاظ ليست عيبًا في مجتمع آخر مثل دول الخليج مثلا لذلك علينا أن نعرف الفرق بين تلك المصلحات حتى يفهم الطفل الفرق، وكذلك يعرف ما خطورة كل سلوك يرتكبه لأن المحرمات لا تهاون فيها مثل الكذب والسرقة وغيرها. وتوضح "علياء": "إن السلوك الخطأ الذى نطلق عليه عيب فالتعامل معه يكون مختلف، فمثلا إذا سرق الطفل أو كذب ونحن قد أوضحنا له أن ذلك حرام يعي وقتها أن العقاب لن يكون من الوالدين فقط بل أن السرقة لها عقوبة قانونية، وكذلك لها عقوبة في الآخرة ويجب أن يتوب الطفل عنها حتى يغفر الله له، أما التلفظ بألفاظ خارجة فإن الطفل يجب عليه أن يعتذر لمن تلفظ أمامه وعليه ألا يكرر ذلك. وتضيف الخبيرة التربوية: إن معرفة الفرق بين المفاهيم يساعد الطفل في تطوير فكره ومعرفة الأثر الممتد للعمل فإن كثير منا لا ينتبه إلى ذلك فنحن لا نعلم أبناءنا أن هناك نوعا من الأعمال له آثار ممتدة حتى بعد وفاة صاحبه مثل العلم النافع أو الصدقة الجارية، وأيضًا الأعمال السيئة لها أثر ممتد من الذنوب والسمعة السيئة بين الناس، وعلينا نحن الكبار أن نعرف ذلك جيدًا حتى نربي أولادنا عليه وأن نصحح مفاهيمنا أولًا قبل أن ننقلها لأولادنا.