ذكر الكاتب الأردني محمد النجار أن جماعة جبهة النصرة المقاتلة ضد قوات الأسد في سوريا تعمل على تلافي الأخطاء التي وقع فيها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين إبان الاحتلال الأمريكي للعراق عندما كان أبو مصعب الزرقاوي على رأس التنظيم. وقال الكاتب إن الجبهة آثرت التركيز على العمل الجهادي الميداني ولم تتدخل في شؤون الناس أو تصطدم مع البيئة المحلية. وأضاف النجار أن الراصدين لعمل الجبهة -التي صنفتها الولاياتالمتحدة كإحدى جماعات تنظيم القاعدة ووضعتها على قائمة المنظمات الإرهابية - يؤكدون أن الأردنيين باتوا يحتلون المرتبة الثالثة من حيث العدد في صفوف النصرة على مستوى كامل التراب السوري بعد التونسيين والسعوديين، ويأتي العراقيون في المرتبة الرابعة. بالمقابل يزداد انضمام السوريين للجبهة يوما بعد آخر، إذ يقدر الباحث المتخصص في الجماعات السلفية الجهادية حسن أبو هنية عدد السوريين في صفوف الجبهة اليوم بنحو 1500 مقاتل من مجموع مقاتليها البالغ نحو أربعة آلاف في كافة أنحاء سوريا. ويرصد أبو هنية ما يراه تصحيحا من جبهة النصرة لأخطاء ارتكبها تنظيم القاعدة إبان قيادة أبي مصعب الزرقاوي ومن بعده في "دولة العراق الإسلامية" في العراق إبان الاحتلال الأمريكي. ويلفت أبو هنية إلى أن قادة الصف الأول في القاعدة كأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبي يحيى الليبي كانوا قد وجهوا رسائل للزرقاوي وقادة التنظيم في العراق طالبوهم فيها بتصحيح مسارهم وأخطائهم التي أضعفت التنظيم حد التلاشي. ويشير الباحث المتخصص في الجماعات الجهادية إلى وجود أوامر صارمة لجنود النصرة بعدم الاحتكاك مع السكان المحليين أو التدخل في نمط حياتهم أو الاصطدام مع المقاتلين الآخرين، مع ضرورة العودة للقيادة للتعامل مع أي شأن أو إشكال، مؤكدا أن قتال جبهة النصرة في الأرياف التي يصنف سكانها كمسلمين محافظين قد ساهم في إيجاد حاضنة اجتماعية تقبلهم وتستوعبهم.