يستطيع الإنسان أن يطور طريقة كلامه بمراقبته لحديثه وحديث الآخرين بالإضافة إلى التمثل بآداب القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف، ومن الناحية الاجتماعية، نجد أن فن الكلام له أكبر الأثر في بناء أجمل وأروع العلاقات ..فحسن اختيار الكلام بمراعاة ظروف الآخرين وأحوالهم ونفسيتهم كفيل بأن يبني ويعمر ويوطن ويؤلف بين القلوب وعلى العكس تماما يسئ بعضنا اختيار كلماته في محادثاته ..فتجر هذه الكلمات إلى المشاحنات والبغضاء. وهناك ثلاثة مفاتيح ذهبية لامتلاك قلوب الآخرين كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم 1- إلقاء السلام على من تعرف ومن لا تعرف ، فالسلام اسم من أسماء الله الحسنى السلام يبعث الأمن ويبسط الرحمة ويورث الحب ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا بذلك ، فها هو يقول {لا تدخلو الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، هل ادلكم على شي إذا فعلتموه تحاببتم، أفشو السلام بينكم } صدق رسول الله وبهذه الكلمات يضع الرسول صلى الله عليه وسلم مفاتيح الخير بايدينا والتي يعتبر السلام أحداها.. 2- الإفساح فى المجالس من الآداب التي ينبغي مراعاتها في المجالس، منها الإفساح للقادمين وتوسيع المكان لهم، وهو أدبٌ قرآني رفيع كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا} (المجادلة : 11)، وخير المجالس أوسعها كما جاء في الحديث الصحيح . 3- تذكر أن تنادي الناس بأحب أسماؤهم أو ألقابهم إليهم يجب الابتعاد عن التنابز بالالقاب قال تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب) حتى لو قصدت المزاح وتذكر دائما أن بعض المزاح قد يتحول الى خصام ونزاع. فلا يوجد أفضل من اسم الشخص ولقبه الذي يحبه ،عذوبة على قلب الآخرين وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أن يكنى أصحابه دلالة على عمق الروابط بينهم وإضفاءا لروح المودة والتقدير حيث كان ينادي ابوبكر الصديق بالصديق وعمر بن الخطاب بالفاروق وسيدنا عثمان بن عفان بذي النورين وسيدنا علي بن أبي طالب بأبى تراب .