يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " حديثنا اليوم هو عن السخرية وما يتبعها من أذى نفسى بين البشر وما يصيب المجتمع من انتشارها بيننا للأسف.. فمن الذى يسخر هو الأضعف لأنه ينبعث من نفس تمتلأ بالكبر والعجب.. وإبليس عندما قال (أنا خير منه) فمنعه غروره وكبرياءه من الفوز و النجاة.. فباء بالخسارة ، ولو أنه أمعن النظر في صفات (سيدنا آدم ) لأدرك أنه يمتاز عليه بصفات كثيرة. وكان يكفيه أنه أمر من الله. وما يجب علينا هو البعد عن هذه الصفة وخاصة عن الاختلاف والخصومات أن هذه الصفة تملأ النفس بالحقد والبعد عن الصفاء النفسى . قال البيضاوي وفي الآية دليل على أن التنابز فسق وأن الجمع بينه وبين الإيمان مستقبح وفي الحديث : (يامن آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لاتغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم ‘ فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتّبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) أخرجه الحافظ وأحيانا البعض يجد ان هذه السخرية نوعا من المزاح كى يضحك على من هو أقل منه او ينتقص عنه (من وجهة نظره هو فقط) فى شىء .. ويعتمد ان يسخر منه امام الناس ولا يهمه إحراجه او إهانته بكلمات تثير غضبه.. ويضحك هو وغيره ويعتبرها مزاحاً.. وهى سخرية قاتلة.. السخرية تكون بالقول والفعل.. والاستهزاء يكون بالقول المصحوب بسوء النية .. والاثنان مما نهانا الله عنه. وللاسف أنتشر النوعان السخرية والاستهزاء فى مجتمعاتنا مع فيها من من اضرار نفسية.. واجتماعية.. وللاسف هذه الفئة لا تكف عن إيذاء غيرها.. وتنسى أنه (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).. فكل ما نفعله ونقوله يكتب علينا وتمتلأ صحيفتنا بما قدمته ايدينا.. فأختار بماذا تمتلأ صحيفتك بالقول الطيب الذى اصله ثابت وفرعه فى السماء.. أم بالسخرية والاستهزاء والقول الخبيث الذى يجتث من فوق الأرض. وانتشرت السخرية والاستهزاء فى الاعلام (للأسف) واصبحت السخرية من رجال العلم ورجال الدين والكثير والكثير.. فعندما استحبنا السخرية من انفسنا استباح غيرنا السخرية منا. استباحت الدنمارك اكثر من مرة ان تسىء إلينا وان تنشر رسومات تسىء للاسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم.. بل استباحت ان تنتج فيلما سينمائيا أيضا امتداداً للاساءة.. وماذا فعلنا؟؟؟؟؟؟؟؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (توشك ان تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكله على قصعتها قالوا ... او من قلة نحن يومئذ يارسول الله ...قال عليه الصلاة والسلام بل انتم يومئذ كثير ولكنكم كغثاء السيل وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ..قالوا ... وما الوهن يارسول الله....قال عليه الصلاة والسلام ...حب الدنيا وكراهية الموت( فلا تلومن إلا نفسك فالطريقان أمامك أيهما تختار وأيهما تقف بين يدى الله لتحاسب عليه.. فلنجعلها عودة الى الطريق الصحيح جميعا معاً ونبدأ إصلاح النفس وتهذيبها ونحرص على اختيار الكلمات التى لا تؤذى أحداً.. ونتجنب القول الساخر والاستهزاء بالغير.. فلعله أفضل منى.. ولعل مكانته عند الله أفضل.. ولنتذكر قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (إفعل ما تريد فكما تدين تدان) تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال