هل خلصت الثورة مصر من الهيمنة الأمريكية على قراراتها؟ الإجابة على السؤال السابق ستتضح أكثر خلال الأيام المقبلة، بعد أن استلمت وزارة الاتصالات صورة رسمية من حكم حظر موقع "يوتيوب" لمدة شهر في مصر، على خلفية نشر الفيلم المسئ للرسول الكريم. حكم ملزم وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تلقت رسميا صورة من حكم محكمة القضاء الإدارى، بغلق موقع اليوتيوب لمدة شهر. وقال علي حسن نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط والخبير في الشأن القضائي في تصريحات ل "التغيير" إن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس عاطف حلمي ملزم قانونيا بتنفيذ هذا الحكم القضائي وإلا يواجه حكما بالحبس ثلاثة شهور لتقاعسه عن تطبيق القانون. وأشار حسن إلى أن أي دعوى قضائية للطعن على الحكم لا يوقف تنفيذه، ومن ثم وجب اتخاذ قرار فوري من وزير الاتصالات بتنفيذه دون تباطؤ، وأضاف: " على الجميع احترام كلمة القضاء". أمريكا تواصل حشر أنفها ومارست الولاياتالمتحدة عادتها في التدخل بالشأن المصري بعد أن أعلنت الخارجية الأمريكية رفضها لفرض رقابة على موقع يوتيوب فى مصر، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، أمس، «إن الولاياتالمتحدة ترفض بشكل عام، الرقابة للرد على حديث غير مرغوب فيه، وهذا النوع من العمل ينتهك الحقوق الشاملة للمواطنين فى ممارسة حرياتهم فى التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع، وبدلا من ذلك نرى أن هذه الأنواع من القضايا تتم تسويتها عن طريق الحوار». منظمات دولية مشبوهة والغريب أن منظمة العفو الدولية المشكوك في مصداقيتها وتكيل بمليون مكيال وصفت قرار القضاء الإدارى بحجب موقع يوتيوب مؤقتا لبثه مقاطع من الفيلم المسىء للرسول "ص"، بأنه نكسة لحرية التعبير. وقالت حسيبة حاج صحراوى، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة فى بيان لها، إن الحكم بمثابة هجوم واضح على حرية التعبير، وله تداعيات بعيدة المدى فى البلد الذى يعتمد فيه النشطاء بشدة على يوتيوب لفضح انتهاكات حقوق الإنسان فيه. مصالح شخصية و هدد عدد من أصحاب القنوات التليفزيونية التى تبث عبر اليوتيوب و"جمعية انترنت مصر وعدد من المستخدمين للموقع والمعلنين خلاله، رفع قضية ضد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نفسها فى حالة تنفيذ قرار الحجب، بداعي أن مثل هذه الأحكام لا تعبر عن حكومة واعية ودليل على تراجع مناخ الحريات. اختبار التبعية الأمريكية لقد تسبب الحكم في وضع الرئيس محمد مرسي وحكومة هشام قنديل أمام اختبار إما أن تثبت انفصالها عن الإدارة الأمريكية أم أن مصر ستظل تابعة للأهواء الأمريكية.