توقعت حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس اليوم الثلاثاء تشكيل حكومة ائتلافية جديدة برئاسة حمادي الجبالي خلال الأسبوع الجاري مع أن الجبالي وأحزابا معارضة تدعم بقوة فكرة حكومة تكنوقراط. وقال زعيم النهضة راشد الغنوشي "أتوقع أن اتفاقا سيسود وليست القطيعة, وأن يبقى حمادي الجبالي رئيس حكومة ائتلافية تضم كفاءات وسياسيين". وأضاف أن مشروع حكومة سياسية سيعرض اليوم على رئيس الحكومة للدخول معه في حوار للتوصل إلى تركيبة حكومية فيها سياسيون وكفاءات. وهاجم الغنوشى دعاة حل المجلس التأسيسى لإنهاء العملية كلها، قائلا: «ربما كان ذلك أحد أهداف اغتيال بلعيد ضمن هذه المؤامرات، ونعتبر اغتيال بلعيد جزءا من مسار التآمر على الثورة، وضد الحكومة الائتلافية التى تقودها النهضة، ونعتبر الرصاصات موجهة لصدر النهضة والثورة ولكل مناضل من أجل الثورة». وأردف الغنوشى فى حديث لصحيفة «الشرق الأوسط»: «نحن ماضون فى هذا الطريق الذى نتعرض فيه لمزيد من الصعوبات والتحديات، وهو ما يستدعى بناء صف وطنى لا تزيده المحن إلا توحدا». وأعرب عن أمله فى أن «تنبت الدماء التى أزهقت وحدة أزهار. والذين يعبئون ضد النهضة نسوا أن النهضة هى العمود الفقرى التى تمسك بالبلاد، فعندما عمل بن على على استئصال النهضة انهار المجتمع والقوى الوطنية، وامتدت اليد للجميع، عندها قالوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض». وأضاف: «كسر النهضة هو كسر العمود الفقرى للبلاد، فهى (النهضة) الشقيق الأكبر للقوى الوطنية». وحول الموقف من مبادرة رئيس الوزراء حمادى الجبالى، رد الغنوشى: «رئيس حكومتنا يقود مشروعا لإصلاح الحكومة من خلال الدعوة لحكومة كفاءات وطنية.. نجدد الثقة فى حكومة القائد حمادى الجبالى لتجاوز المحنة وجمع الصف. وندعم كل مبادرة لإنقاذ الوطن، ولكن نرى أن الحكومة القادرة على النهوض بالبلاد هى حكومة ائتلاف وطنى وإنقاذ وطنى شامل.. مبادرة الجبالى ستلتقى مع ما نتحاور معه مع جملة من القوى الوطنية من بينها التكتل (التكتل من أجل العمل والحريات) والمؤتمر (المؤتمر من أجل الجمهورية) والتحالف الديمقراطى وحركة وفاء، وأبوابنا مفتوحة على الجميع لإقامة حكومة كفاءات وطنية مع التمثيل الوطنى الواسع، وتمثيل داخل البرلمان والحكومة». وفى رده على رفض البعض، ومنهم قيادات فى حركة النهضة لحكومة تكنوقراط، قال: «أى حكومة لا تستطيع الصمود إلا إذا كانت مدعومة من المجلس التأسيسى وعلى امتداد البلاد وفى أوساط الأحزاب». وحول النتائج كشف الغنوشى أن المشاورات بيننا ورئيس الحكومة والقوى الوطنية لم تنته. وكما قلت فى بحر هذا الأسبوع ستكون لنا حكومة تتكون من كفاءات وطنية ممثلة تمثيلا سياسيا، ولا نتصور حكومة ديمقراطية غير قائمة على نظام الأحزاب».