بدأ العد التنازلي لسقوط بشار الأسد وتمكن الثوار من سدة الحكم بعد أن روت دماء نحو 50 ألف شهيد أرض الشام المباركة، حيث كشف عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أديب الشيشكلي اليوم أن الأسد «أبدى استعداده للتفاوض والخروج من السلطة برفقة 142 شخصية من حاشيته فقط». ويبدو أنه فات الآوان الذي يختار فيه النظام طريقة الرحيل، بعد أن أحاط الثوار بالعاصمة وباتوا على بعد أمتار من القصر الرئاسي، لا سيما وأن الأشخاص المذكورين، تلوثت أيديهم بدماء السوريين، وبينهم قيادات أمنية أصدرت الأوامر بقتل الثوار. وفي هذه الآونة، تبرز الحاجة لقيادة سياسية تنضوي تحتها الألوية العسكرية، وبعد طول انتظار من السوريين في الداخل والخارج تحقق أخيرا مطلب توحيد قوى المعارضة السورية العسكرية والسياسية تحت راية واحدة، وقيادة تم انتخابها ديموقراطيا، فاز بها أحمد معاذ الخطيب. هذه الخطوة وبالرغم من تأخرها الشديد فهي تمثل نقلة نوعية في أداء المعارضة السورية، وتقلل من حجم الانتقادات التي كانت توجه إلي المجلس الوطني السوري الذي كان عبئًا ثقيلا على الثورة. علاقة الائتلاف بالقوى الثورية بالداخل ويمثل الائتلاف نوعا من العقل السياسي بالنسبة للثورة السورية وتتبعه في ذلك هيئات عدة، منها هيئة قضائية قيد التشكيل من أجل الحفاظ على دماء السوريين عبر تسليح الجيش الحر من جهة، وعبر إنفاذ المنظمات والهيئات الإغاثية لنجدة الشعب الثائر. ويقول معاذ الخطيب زعيم الائتلاف: "هو ائتلاف سياسي لكنه مترابط الأجزاء، يتعاون ضمن قنوات يرتبها من أجل لم أطياف الشعب السوري، نحن جسم واحد، مدنيون، عسكريون، قانونيون، كلنا سنعمل من أجل إنقاذ هذا البلد لإعادة مجتمع سورية العظيم مجتمعا متحابا متآلفا كما هو طوال تاريخه العظيم." ويشير الخطيب إلى أن الكيان الوليد يضم بالفعل غالبية أطياف المجتمع السوري، وهو في طريقة إلى ضم كافة الأطياف التي تريد أن تعمل لمصلحة سوريا، نظرا لحداثة تشكيله. الدعم العربي والدولي للائتلاف حصل الائتلاف على كثير من الدعم العربي والدولي لكن في هذه النقطة أنتم طلبتم أن تجلسوا في مقعد سوريا بالجامعة العربية ولكن ربما البعض تحفظ حول هذا الأمر، وكانت هناك صيغة أن يمثل الائتلاف كمراقب للجامعة وأيضا قيل أن ميثاق الجامعة ربما يشترط اشتراطات معينة غير متوفرة، ما الذي جرى في هذا الأمر!. آلية الدعم الاقتصادي للائتلاف تتوفر لدى قيادة الائتلاف قناعة بأن عددا ليس بقليل من دول العالم والمنظمات الدولية ترغب في الدفع بأموالها لمساعدة الشعب السوري، لكنها كانت تنتظر كيانا معبرا عن سوريا لتدفع إليه بتلك المساعدات، وعندما يكتمل تشكل المجلس بجميع لجانه وقنواته سيصبح المجتمع الدولي أمام حكومة معترف بها، ذات صلاحية في الدفاع عن شعبها وشراء السلاح من أي مصدر، وبالتالي لن تكون هناك إشكالية في تنظيم وصول السلاح لهؤلاء الناس الذين يدافعون عن الأعراض والدماء والأموال داخل سوريا. آراء الناشطين والإعلاميين الإعلامي السوري محمود على يقول: الائتلاف حتى الآن هو من أكثر التنظيمات التي ضمت أطياف المعارضة السورية ونالت قبولاً دوليًا جيدًا حتى، ورئيسها الشيخ معاذ الخطيب كان من أول المناصرين للثورة من فوق منبر الجامع الأموي بالعاصمة دمشق، وتعرض لاعتقال من قبل قوات النظام، وهو شخصية تحظى بقبول ممتاز لدى معظم السوريين، وهو ممن يمثلون الإسلام الوسطي غير المتشدد لاسيما عند الغرب. ومن حي الميدان بالعاصمة دمشق أعرب المواطن عبد الستار لكود لصحيفة "التغيير" عن أمله في أن يلبي الائتلاف المعارض طموحات السوريين بتسليح الجيش الحر وإسقاط النظام، مشيرًا إلى أن الشعب عانى من طويلا من تشرذم المعارضة على مدى أكثر من عام ونصف؛ أسفرت عن سقوط قرابة 35 ألف شهيد. أما النائب اللبناني السابق عن كتلة المستقبل عبدالله مطر، فقال: إن تشكيل الائتلاف معقول كنقطة بداية لإسقاط النظام وتسليح الجيش الحر. وشدد مطر على أن المهمة التي تقع على عاتق الائتلاف صعبه، لا سيما وأن النظام على وشك السقوط، يمنعه من ذلك تترسه بسلاح الطيران الحربي؛ وذلك يحتم على الائتلاف تسليح الجيش الحر بمضادات الطيران لحسم المعركة لصالح الثورة. ومن حمص عاصمة الثورة، أعرب الناشط جلال الحمصي عن تفاؤله مع عدد من سكان حمص بعد اعتراف بعض الدول الأوروبية بالائتلاف الوطني ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب السوري، بل وإرسال سفراء لديهم. وقال الحمصي بأن السوريين ينتظرون ما سيقوم به الائتلاف من جهود نحو تسليح الجيش الحر، لأن هذا هو الأهم في هذه المرحلة، لا سيما مضادات الطيران ، نظرًا لأنه لم يتبق في جعبة الأسد سوى الطائرات الحربية. وأردف الحمصي أنه في حال فشل الائتلاف في إقناع الدول الأوربية بتسليح الثورة فسيكون عمله ناقصا ولن يرق إلى الحد الأدنى من طموحات الشعب السوري الذي يقتل يوميا بالمئات. وأشار الحمصي إلى أن حديث الناس داخل سوريا يكاد ينحصر في (تسليح الجيش الحر) ولا أحد ينتظر من الائتلاف جلب مساعدات إنسانية؛ رغم أهميتها الكبيرة خصوصا في حمص وريفها المحاصر. تحفظات ومخاوف الإعلامي محمد عبدالله بقسم الأخبار في قناة سوريا الغد لم يخف قلقه من وأد مهمة الائتلاف الوليد، ويؤكد ل "التغيير" أن الجيش الحر لن يُسلح بأسلحة متطورة لأن الدول الغربية تخشى على الكيان الصهيوني بعد ذلك، ويضيف: أخشى أن يتم تدجين الائتلاف الوطني، وما تأخر بعض الدول في الاعتراف به؛ إلا لإيصال رسالة قلق إلى الائتلاف. ويرى عبد الله أن المجتمع الدولي يرغب في عمل خلطة من المعارضة ترضي الشعب من جهة ولا تشكل خطرا على الكيان الصهيوني من جهة أخرى، وأضاف: الائتلاف مثله مثل غيره سيحاول الموازنة قدر المستطاع بين جمع المساعدات والتحرك في حدود المتاح، والمتاح هذا يحدده الممولون (أي الغرب بطبيعة الحال). ويقول الإعلامي أسامة عبد الرحيم المتخصص في الشأن السوري: بلمحة تمحيص نجد أن هنالك هالةً كبيرة أثارها الائتلاف الوطني السوري المولود قيصيرياً من خلال مواقفَ عدة: منها استقبال رئيسه د.معاذ الخطيب ذو اللحية والتوجه الإسلامي من قبل الرئيس الفرنسي وعدم الاكتراث برئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عندما كان يزور باريس لنيل الاعتراف والشرعية الدولية. وأضاف: "الأخطر من ذلك في رأيي هو قيصرية الولادة لهذا الائتلاف حيث يغيب عنه الدعم الثوري من الناشطين السوريين على مواقع وصفحات الإنترنت وحتى من أغلب الفصائل والكتائب على أرض المعركة لسان حال الثورة والثوار، إذن نحن أمام علامة استفهام كبيرة حول النشأة والتكوين والهدف والدعم الدولي لهذا الائتلاف الذي شطب المجلس الوطني السوري الذي ولد ولادة طبيعية في تركيا من رحم أطياف المعارضة السورية وفي قلبها جماعة الإخوان المسلمين". ويقول المعارض السوري يمان غسان نجار: الائتلاف عبارة عن 99% أعضاء المجلس الوطني الانتقالي، كانوا قد خرجوا من المجلس ومنهم من بقي حتى الآن داخل المجلس، باستثناء الأستاذ معاذ الخطيب و سهير الأتاسي, وهو مجلس غربي علماني بامتياز". وأردف نجار: لمع هذا المجلس بالشيخ معاذ الخطيب الذي هو حقيقة ضعيف مقارنة برياض سيف، والمجلس يسير بخطى مرسومة من الغرب تم تهميش حلب أكبر المدن، والداخل السوري يقبله للتخلص من الأسد و شبيحته و لكن أسلوب عملهم للآن بالداخل لا يزال ضعيفًا، وإذا بقي عملهم بهذا الأسلوب فإنه يكتب فشله بيده إلا إذا قدم للغرب كل ما بجعبته من أجل الانتهاء من حكم آل الأسد. وختم نجار –نجل القيادي السوري الإسلامي غسان نجار- بالقول: الرأي الأول والأخير سيكون لمن يحملون السلاح على الأرض ويقاتلون النظام وشبيحته، فهؤلاء هم من سيقررون كتابة الفصل الختامي من حكم الأسد.