رغم فوزه بأغلبية ساحقة على رأس كيان جديد «الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية» لم يتضح بعد إذا كان إمام المسجد الأموى، أحمد معاذ الخطيب، سيحدث فارقاً بنهجه الوسطى وشبكة علاقاته الممتدة فى عموم البلاد، أم سيحصد فشل مختلف أطياف المعارضة فى التوحد بوجه الرئيس السورى العنيد بشار الأسد. وعملياً، تنتظر الخطيب، وهو من مواليد دمشق عام 1960، مهام جسام. فتحت ضغوط دولية وعربية حثيثة، وقعت المعارضة السورية فى العاصمة القطرية الدوحة اتفاق توحيد صفوفها تحت لواء «الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية» لتنبثق عنه حكومة مؤقتة، وتنضوى تحت لوائه المجالس العسكرية المعارضة، وهيئة قضائية لملاحقة النظام السورى أمام العدالة الدولية، كما سيشرف أيضاً على صندوق إنقاذ لمد المساعدات إلى الداخل. وفاز الخطيب، الذى درس الجيوفيزياء التطبيقية، برئاسة الائتلاف دون أى منافسة، وحصل على غالبية ساحقة من أصوات أعضاء الائتلاف (54 صوتاً). ولم يسلم الخطيب من أيادى النظام السورى، حيث تعرض للاعتقال مرتين فى 2011 و2012 نتيجة دعمه للحراك الشعبى المطالب بإسقاط الأسد، ليغادر بعدها الأراضى السورية. ومع كل تاريخه الثرى وجاذبيته الدينية، ما زال الغموض يكتنف ائتلافه الجديد، خاصة أن له تقريباً نفس مهام المجلس الوطنى السورى، الذى كان يعد الكيان المعارض الرئيسى، ودون أن تتوافر له مقومات مختلفة. وفى حفل توقيع الاتفاق، قال الخطيب: إن «الشعب السورى العظيم يتعرض للإبادة الممنهجة والتدمير الوحشى.. لا قرار إلا برحيل النظام». ويرى أبوجود الحمصى، أحد ثوار سوريا، فى تصريحات ل«الوطن»: «الشيخ أحمد شخصية توافقية ومحبوبة، فالناس بطبيعة الحال تتأثر بالشخصية الدينية». واستفاد الشيخ أحمد من والده، محمد أبوالفرج الخطيب، الذى يعد أحد وجوه العلم فى دمشق. ومارس الخطابة لسنوات فى المسجد الأموى ومساجد أخرى أشهرها جامع دك الباب. وتولى رئاسة جمعية التمدن الإسلامى، وما زال يشغل منصب الرئيس الفخرى لها حالياً. درس أحمد عدة مواد شرعية فى معهد المحدث الشيخ بدر الدين الحسنى، وهو أستاذ مادتى الدعوة الإسلامية والخطابة فى معهد التهذيب والتعليم للعلوم الشرعية بدمشق حالياً. كما عمل مهندساً بتروفيزيائياً لستة أعوام فى شركة الفرات للنفط. وانتسبَ إلى الجمعية الجيولوجية السورية والجمعية السورية للعلوم النفسية.