مُعاذ الخطيب.. إمام مسجد يمثل أمل السوريين في توحيد الصف

«لا يمكن للعالِم أن يعطي الحرية لأحد، قبل أن يكون هو حرا وناجيا من الأسر والوصاية والاحتواء»، «لا نرضى الفتنة وحمل السلاح في الأمة الواحدة مهما يكن السبب، وننبذ الطائفية والعصبية وضيق الأفق، كما نرفض تحجيم الإسلام وفق أهواء العوام أوالحكام»، «السياسة وسيلة لا غاية، وعمل الأنبياء هو الهداية، ونفضل أن يصل الإيمان إلى أصحاب الكراسي، على أن يصل أصحاب الإيمان إلى الكراسي»، تلك مبادئه وأفكاره، إنه معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري الجديد، الذي يضم جميع أطياف المعارضة السورية، والذي يضع السوريون فيه جميع آمالهم في توحيد صفوفهم مثلما كان يفعل عندما كان إماما محبوبا ومعتدلا ووسطيا للمسجد الأموي بدمشق.
عُرف عن «الخطيب» دعوته للعدالة الاجتماعية والتعددية الحزبية ونبذ الطائفية على منبر المسجد الأموي بقلب العاصمة السورية، دمشق، قبل وأثناء الثورة السورية، واشتَهر بجرأته في قول الحق، مما دفع الأمن السوري إلى اعتقاله على خلفية تفاعله مع الحراك السلمي الذي بدأ في سوريا في منتصف مارس 2011، فقد اعتقل «الخطيب» مرات عديدة، بلغت أربعا، كان آخرها في 27 إبريل 2012، غادر بعدها سوريا إلى القاهرة هذا العام.
يعتبر الشيخ معاذ الخطيب من الأصوات الدعوية التي تتخذ الخطاب العلمي الموضوعي المتزن الواضح اسلوبا لها، فمنذ بدأ خطاباته في المسجد الأموي قبل 20 عاما هي خطابات إصلاحية واضحة وصريحة وموجهة لكل فئات المجتمع بكل طوائفه، يغلب عليه الاحترام والتواضع، عُرف بوسطيته واستنارته، ويعد واحدا من أكثر الأصوات المنادية بالإصلاح جرأةً واتزانا، وصاحب شبكة علاقات اجتماعية ممتدة إلى عموم المحافظات السورية لما لخطابه الواعي من قبول وارتياح في المجتمع السوري.
ويرى «الخطيب» أن المطالبة بالحريات العامة في كل بلاد المسلمين، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإلغاء قوانين الطوارئ والأحكام العرفية والاعتقال التعسفي، وإلغاء سيطرة الحزب الواحد، ومحاربة الرشوة والفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وإيقاف نهب أموال الأمة المسلمة، وتذكير الناس بحقوقها ومنها الرعاية الاجتماعية وضمان الشيخوخة والعلاج الطبي.
ومعاذ الخطيب مواليد دمشق 1960، درس الجيوفيزياء التطبيقية وعمل مهندس بتروفيزيائيا ما يقرب من ستة أعوام في شركة سورية للنفط، عمل داعية إسلامي بالعديد من مساجد سوريا أشهرها المسجد الأموي بدمشق وأقام الكثير من الدورات الدعوية والعلمية، وحاضر وخطب في نيجيريا والبوسنة وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وتركية وغيرها.
وكان «الخطيب» الوحيد المرشح لمنصب رئيس الائتلاف، وقال رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، إن «الخطيب» رجل مشهور في دمشق كونه داعيا معتدلا، وانتخب رجل الأعمال مصطفى الصباغ أمينًا عامًا للائتلاف، وقال موفدون إنه قد يتم اختيار كردي نائبًا ثالثًا للرئيس خلال الأيام القادمة.