تعلّم صنّاع السياسات الأميركيون أن الشرق الأوسط لا يرسم على وجوهنا ابتسامة إلاّ عندما تبدأ الأمور بهم: أي بالإسرائيليين والعرب. وقد بدأ «كامب ديفيد» بهم، شأنه شأن اتفاقية أوسلو. وكذلك، بدأ بهم الربيع العربي. وعندما تعود إليهم الملكيّة في تحرّكات السلام أو الديمقراطية، يمكن لهذه المبادرات أن تكون قادرة على الاستدامة الذاتية. وأن نعمل نحن على تعزيز ما بدأوه، ولكن لا يمكننا أن نُنشئه بأنفسنا، بل نستطيع التوسّط وحتّى توريد الخدمات، ولكن من الضروري أن تبدأ الأمور بهم. لقد تعلّمنا أمراً آخر من تدخلاتنا في أفغانستان وليبيا: كنّا نريد النهايات، ولكننا لم نُرِد الوسائل - بمعنى أن نقوم بكل ما يلزم لتحويل تلك المجتمعات. وهذا ما يدعونا إلى التخلّي عن أفغانستان، والبقاء خارج سوريا، والاعتماد على العقوبات لأطول فترة ممكنة، وإقناع إيران بعدم تطوير قنبلة نووية. علماً أن هذه الدول أصعب من أن يتم إصلاحها، ولكن أكثر خطورة من أن يتم تجاهلها. وسنبقى نحاول مساعدتها، ولكننا سنتوقع من القوى الإقليمية والأطراف المحلية تولّي قدر أكبر من المسؤولية. http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?n=9B54A9F3-10EB-4D39-8E78-14B6DA2B7788&d=20120130&writer=0