سيطرت حالة من الإصرار والتحدى على معتصمى ميدان النهضة بعد المجزرة التي حدثت لمدة 7 ساعات في ميدان رابعة العدوية من اعتداء الشرطة والبلطجية على المعتصمين السلميين والتي راح ضحيتها ما يقرب من 200 شهيد و أكثر من 4000 آلاف. اصرار المعتصمون أكدته هتافات الصبر على ما حدث وضرورة الدعاء إلى الله تعالى بقرب النصر, فما أن تمر في الميدان حتى تجد المعتصمين عاكفين على قراءة القرآن والدعاء للشهداء بأن يتقبلهم الله وأن ينتقم من السيسي والعسكر وكل من عاونهم في المجزرة. فيما طافت مجموعة من المعتصمين أرجاء الميدان مرددين هتافات مثل "مكملين .. مكملين.. ودعوات, حيث لم ترهبهم تلك المجزرة, بل توافد آلالاف في مسيرات ضخمة بعشرات الآلاف من مسجدي مصطفى محمود وخاتم المرسلين للتنديد بالمجزرة والتأكيد على أنهم مستمرون في رفض الانقلاب حتى تعود الشرعية ويعود الرئيس المختطف ولن يغادروا الميادين وإن قضوا جميعا شهداء ، وأنه لمن الشرف أن يسقطوا شهداء بشرف لا أن يعيشو مسلوبي الكرامة والحرية. و لوحظ في الميدان التواجد النسوي من المتظاهرات السلميات اللاتي أكدن على أنهن شقائق الرجال وسيبقون معهم في الميادين ولن ترهبهم رصاصات الغدر ، وهتفن بقوة حسبنا لله ونعم الوكيل – السيسي قاتل – ياللي اديت للسيسي تفويض ,,إنت قتلت 200 شهيد – الشعب يريد إعدام السفاح " ، جاءت الأسر للميدان لتناول طعام الإفطار للتأكيد على رفضهم ما حدث لإخوانهم في رابعة . ورفض المتظاهرون البيان الذي خرج به وزير الداخلية لتبرير جريمتهم البشعة ، و قالو " أن وزير الداخلية كاذب و لن يرحمه التاريخ على ما فعل بحق المصريين السلميين ، و أنهم ينتظرون منه أن يقوم بمجزرة اخرى في النهضة و أنهم سيواجهونها بصدورهم العارية و هتاف الله أكبر . و قال المعتصمون في بيان لهم اليوم " استيقظت الانسانية اليوم على جريمة نكراء تتضاءل أمامها جرائم التاريخ، حين يُقتل من يعبرون عن آرائهم مطالبين بحق لا يختلف عليه اثنان فى الداخل والخارج من أصحاب العقول الحرة والضمائر المتيقظة من احترام الشرعية والالتزام باختيارات الصناديق ورفض الانقلاب العسكرى بما يحمله من قمع للحريات وتكميم للافواه وانقلاب على ارادة الشعوب ومسلسل متوالى متصاعد من القتل والمذابح أمام الحرس الجمهورى وفى المنصورة ورمسيس وميدان النهضة، وأخيرا وليس آخرا قتل العزل بدم بارد فى جريمة تتصاعد أعداد ضحاياها على مدار الساعة حتى يشير آخر احصاء الى استشهاد قرابة المائتين واصابات تجاوزت الخمسة آلاف. و أضافوا :"يجرى الحديث الآن عن الاستعداد لحلقة جديدة من هذا المسلسل الدموى بالتجهيز للانقضاض على اعتصام النهضة، وبدأت نذره الكئيبة بمطالبات من العاملين فى جامعة القاهرة باخلائها استعدادا لتحركات عسكرية. واننا فى ميدان النهضة اذ نشعر بألم لا تصفه الكلمات ونحن نناظر مشاهد القتل والتعذيب التى تتوارى منها الاحتلالات الاجنبية خجلا، خاصة وأنها على يد من كان من المفترض أن يصونوا الأنفس ويحفظوا الأرواح ويؤمنوا المواطنين، إلا أنهم انصاعوا لقادة انقلاب غير شرعى ونكثوا بوعودهم وعهودهم فى حفظ الوطن والمواطنين" . و أكدوا استمرارهم السلمى فى المطالبة بحق مصر فى استرداد شرعيتها الأسيرة المغتصبة وأننا سنظل نطالب بذلك بكل حب للوطن وملتزمين بالسلمية حتى لو سقط منا ملايين الشهداء، فاننا نحمل قائد الانقلاب العسكرى ووزير داخلية الانقلاب المسئولية الكاملة عن كل الجرائم وعن أى تعرض بالأذى للأرواح أو للاعتصام السلمى بما يشمله من كل أطياف نسيج المجتمع المصرى وبما يحويه من أطفال ونساء وشيوخ وعجائز. و حمل المعتصمون رئيس جامعة القاهرة المسئولية الانسانية والقانونية عن أى استخدام لجامعة القاهرة ومبانيها فى فض اعتصام النهضة وقتل وقنص المصريين السلميين وحصارهم من أسوار الجامعة، كما حدث منذ أيام باستخدام مبانى الجامعة وادى لاستشهاد الطفلة اسراء، وما حدث بالأمس من انتهاك لحرمة وقدسية جامعة الأزهر واستخدامها فى قتل المصريين العزل.