يحضرنى قول الثائر التونسى ساعة قال " لقد هرمنا من اجل الوصول لهذه اللحظة التاريخية..!" *نعم... إنها لحظة تاريخية بكل ماتحمله الكلمة من معنى . لحظة تاريخية أن يذهب المواطن المصري إلى صندوق الانتخاب واثقا أن صوته فى آمان لاتزوير ولا تدليس ولاغش ولا خداع. * نعم ... إنها لحظة تاريخية أن يكون فى مصر دستورا يحفظ الحريات ويضمن للمواطن المصرى كرامته وحريته وحقوقه السياسية والاقتصادية والتعليمية حتى وان كان هناك صعوبات فى تنفيذ كل ذلك مرة واحدة . * نعم... إنها لحظة تاريخية أن يكون فى مصر برلمانا منتخبا بلا إرهاب من امن الدولة أو ضغط من أجهزة مستبدة تضرب بإرادة الشعب عرض الحائط . وتفرض على الشعب نوابا فاسدين مزورين . * نعم... إنها لحظة تاريخية أن يكون فى مصر رئيسا مدنيا منتخبا انتخابا حرا نزيها بعد سنين عديدة ودهور مديدة من حكم العسكر والديكتاتورية المقيتة المستبدة التى جعلت مصر فى مؤخرة العالم تمد يدها لتتسول رغيف خبزها ودواءها من كل سفيه ورخيص.رئيسا يحاسبه الشعب وليس فوق الشعب . رئيسا يحاسبه القانون وليس فوق القانون .رئيسا يحاسبه الدستور وليس فوق الدستور. * وذاق الوطن طعم المرارة من جديد وتجرع الجهد الجهيد حتى أصبح لدينا برلمانا حرا ودستورا مستفتى عليه ورئيسا منتخبا وأوشكت الدولة أن تستكمل مؤسساتها الديمقراطية. لكن حدث مالم يكن فى الحسبان ومالايصدقه أي إنسان...! فجأة وعلى حين غرة من شعب مصر ظهر فرعونا جديدا صغيرا مغرورا يمتطى صهوة جواده ويلوح برمحه فى الهواء ويعلن فجأة لشعب مصر " أنا الدولة ... والدولة أنا...!" فى مشهد أشبه بالحلم أو الكابوس الذى صدم معظم شعب مصر. * ولأن الفرعون الصغير الجديد المغرور اقل من أن يتحمل المشهد بمفرده واضعف من يحمل عبء المؤآمرة وحيدا فكان لزاما عليه أن يجمع السحرة لميقات يوم معلوم..! وحضر السحرة من كل حدب وصوب منهم من طالت لحيته فطالت منتصف صدره...! ومنهم من غطى رأسه بعمامة كبيرة ومنهم من تدلى الصليب من على صدره ومنهم من نبت لحمه من موائد أوربا وجاء ليتغوط على رؤوسنا بلا حياء اوخجل...! اجتمعوا جميعا بلافكرة توحدهم أو غاية تجمعهم أو منهج يوحدهم بقدر ماجمعتهم فكرة " ائنا لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ...؟ " نعم... تلك غايتهم الوحيدة الأجر من الفرعون الصغير المغرور.لكن هذا الفرعون طمأنهم بان لهم ماهو ابعد من ذلك وأعظم من ذلك فقال لهم "نعم... وإنكم لمن المقربين...!" * ولان المشهد يحتاج إلى حبكة درامية ترضى المتفرجين وتقنع المشاهدين فقرر المغرور انه لن يحكم ولن يدير أمر البلاد وإنما الذي سيدير أمر البلاد والعباد " هذا الطرطور...! " نعم قالها المغرور لقد جئت لكم بالطرطور الكبير الذى لاحول له ولاقوة ولا رأى ولاكلمة وإنما هو عروسة خشبية ممسوخة من عرائس مسرح شكوكوالتى تثير ضحك الأطفال...! * تتحرك طوفان المظاهرات فى أنحاء مصر فلا يرى...! يقتل ويذبح المئات من أبناء شعب مصر أمام الحرس الجمهوري فلايسمع...! تحتج الملايين على هذا الانقلاب الدموى فلا يشعر. حتى كدت استيقن إن هذا الطرطور ليس فى وجه عينان يبصر بهما وليس فى رأسه أذنان يسمع بهما وليس فى رأسه عقل يستوعب به...! فهو لايسمع ولا يرى ولا يتكلم..! وهذه صفات الطرطور الكبير . * خطفوا حلمنا...! * لقد خطفوا حلمنا كما يخطف الغراب قطعة اللحم من بين أنياب الأسد...! وقتلوا أملنا برصاصات غدرهم وداسوا مستقبلنا تحت عجلات دباباتهم وخلعوا قضبان الحديد من أمام قطار الوطن وفككوه وخربوه واعتقلوا كل ركابه بتهمة السير فى الاتجاه الخطأ وتعطيل إشارات المرور...! إنها عصابة مدربة تدريبا تقنيا عاليا فى كيفية خطف الأوطان بأقل الأثمان . لكنهم خابوا وخسئوا لأنهم لم يدركوا أن عهد هيكل الناصرى قد ولى وأدبر وان هيكلهم هذا مازال يعيش بعقلية الخمسينات عهد الخيل والبغال والحمير....! وغاب عنهم أن الذي يكتب خطابات عصر الإعدامات لايصلح أن يكون هو رجل عصر الحريات...! لذاعقدنا العزم : * لذا عقدنا العزم انه لامكان فى مصر لالمغرور ولاطرطور فقد انتهى عهد الفراعنة المغرورين ومضى زمن الطراطير المسحوبين على وجوههم بكما وصما وعميانا...! * عقدنا العزم أننا لن نعود لبيوتنا مرة أخرى أذلة مكسورين مقهورين مهما كانت التكاليف والضغوط والمجهود الشاق الذى سندفعه من أموالنا وجهدنا ووقتنا حتى تنتصر ارداة الشعب وتقهر إرادة الانقلابيين. * عقدنا العزم على استكمال ثورة يناير التى تم اختطافها اليوم من قبل العسكر وداسوا عليها بأحذيتهم وشنقوها فى الميادين حفاظا على مصالحهم الرخيصة ومطامعهم الهابطة . * عقدنا العزم على ألا تقهرنا طلقات الرصاص ولا زجاجات الملوتوف ولاقنابل الغاز ولا منشورات العسكر وسنواجهها جميعا بصدور عارية وقلوب ثابتة وإرادة راسخة قوية لاتلين أمام التهديد والوعيد . * عقدنا العزم على أن نموت أعزاء ولانعيش أذلاء تقتحم بيوتنا وترمل نساءنا وتيتم أطفالنا وتلفق لنا الاتهامات الكاذبة من قضاء متحول وعسكر مستبد وأجهزة امن لاترقب فى مصري إلا ولاذمه . * عقدنا العزم على انه لاتراجع ولاستسلام ولا خنوع وللخضوع ولا خوف من احد مهما كانت قوته ومهما كان بطشه ومهما كان جبروته فالحرية تنتزع ولاتوهب وسوف ننزعها نزعا من المستبدين شاء من شاء وأبى من أبى . * عقدنا العزم على تحرير الوطن من قبضة العسكر وتسليمه للشعب فهو صاحب القرار وصاحب الكلمة وصاحب الحق فى إدارة شئون وطنه . * عقدنا العزم انه لن يحكم مصر عسكري مغرور أو قاضى طرطور وإنما الذى يحكم مصر هو رئيسها الشرعي الذي فوضه الشعب ليحكمه . ولن نقبل بكسر إرادتنا أو النيل من عزيمتنا ولن تفلح سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة فقد مضى زمن البلطجة السياسية إلى غير رجعة . ومصر اليوم تولد من جديد لترى النور وتنعم بالحرية والديمقراطية. سوف يذهب الانقلابيون إلى مزبلة التاريخ وسيروى الأحرار شجرة الحرية بدمائهم ليستظل بظلالها الوارف كل مصري حر أبى يأبى الظلم ولايرضاه . * قولا واحدا : لاتسأل الظالم لماذا ظلمت ولكن سل المظلوم لما قبلت الظلم ولن نقبل الظلم بعد اليوم.