قال الراوي ياسادة ياكرام, انه بعد قيام الثورة المصرية/ التي هبت لأجل الحرية / والقيم الانسانية / وبعد أن قدم الشهداء / أرواحهم للوطن فداء / ووري الثري والقبور / فتية في عمر الزهور / بنات وبنين / كعقود الياسمين / وقدم البعض نور الأبصار / ثمنا لشمس تشرق ونهار / فلا جزع أهل الشهداء / ولا لانت عزيمة الأوفياء / ولا أقر بالجرم الجبناء / وانزاح كابوس ثقيل / وولي ليل طويل / ولاح الفجر والنور / وعم الفرح والسرور / وتنفس الناس الصعداء / برحيل أس الداء / ومنبت البلاء / وبين عشية وضحاها / نفضت مصر عارها وبلاها / وأذلت من أذلها ودهاها. وتقدم للحكم طليعة الجنود / فمكانهم بالقلوب طيب محمود / وقيل نفتح صفحة جديدة / نرجوها عالية مجيدة / ونصفح عن زلة من زل / وضلال من ضل / وعن صمت الصامتين / علي طول السنين / ومن جعلوا أذنا من طين / والأذن الأخري من عجين / عن وطن نهبه الناهبون / ودمره المجرمون/ ومن لم نسمع لهم هياجا / ولا أبدوا احتجاجا / عندما دق الناقوس / ليرث الوطن غر منحوس / ولاؤه للأمريكان/ وأعداء بني الانسان / وقتها هب الأحرار / ولاحقهم الأشرار / وابتعلت سجون الطغيان / كهولا وفتيان / وجري الفرز العظيم / بين الحر واللئيم / فكل خير فاختار / بين جنة الظالم والنار / فأبي الأحرار أن يخنعوا / وعزموا علي الا يخضعوا / بينما رفل في العز الجبناء / واستمرأ الذل الأذلاء / وأعطوا الدنية راضين / ونعموا بالغنيمة آمنين / وقد عدموا الفطنة والكياسة / ورضوا بمنطق النخاسة / والتاريخ مسطور بجلاء / فلا مجال لزيف وادعاء / وبعد انتصار الأمة / وزوال الغمة / فتحت الحبيبة أحضانها/ لكل أبنائها / وتقدم العسكر يحكمون / والناس راضون فرحون / وقالوا عفا الله عما كان / ولنبدأ من الآن / وكشعب صبور كريم / قلنا ان الله غفور رحيم / ولندع ما فات / وننظر ماهو آت / وراقبنا فتح ملفات الفاسدين / وتطهير الساحة من المفسدين / ولكن مرت الأيام / واكتمل من الزمن عام / ولا تتخذ أهم القرارات / إلا بخطوب وتضحيات / فبقي رأس الفساد بعاصمته السعيدة / ينعم بعيشة رغيدة / بالنسيم العليل / والبحر الممتد الجميل / ومن حوله ولداه / وخاصته وذوي قرباه / والف جليس وجليس / يناودونه السيد الرئيس / والثورات تعدم الظالمين / وتخسف الأرض بالظالمين / وتنصف المظلومين / ولكن مجلس العسكر/ فكر وقرر/ فترك أكابر المجرمين / معززين مكرمين / بمحاكمات تطول / ودفاع يصول ويجول / وأسرة من ريش النعام / تنقل لنا عار الحكام / فيلعب في أنفه تاره / وينظر يمينه ويساره / ويتعقب البعض أخباره / وكيف عاف بعض الطعام / وتناول غيره في التهام / ثم يعود عودة القرير / محمولا علي السرير / ويرجع لمنتجع فخيم / ويرفل في نعيم مقيم / بينما يلاحق الأطهار / ويسحق الثوار / فيسجنون مع تجار المخدرات / ومرتكبي أبشع الجنايات / ويحاكون محاكمات سريعة/ وتصدر عليهم أحكام مريعة / ومن العجب المبين / ومالايصدقه المجانين / أن البعض راح يبيع لنا الهواء / ويروج القول الهراء / وينسب لنفسه من المواقف والأفعال / مالم يقع في واقع ولاخيال / وجرت أمور تثير الارتياب / وتحير أصحاب الألباب / فعاد الناس من جديد / بعزم أكيد / لحماية حلمهم الوليد / فصب العسكر النيران / والطوب والزفت والقطران / علي الرجال والنساء والولدان / وسحقوا الحرائر الشريفات / وكشفوا عورات العفيفات / بائعات ومشردات وطبيبات / ومهندسات وصحيفيات / وسدت الفضيحة الآفاق / وراحت لبلاد واق الواق / ومرغت سمعتنا / وديست كرامتنا / وروع العباد / في ربوع البلاد / وأثبت الزمان / أن أعوان السلطان / لاينقلبون بين ليل ونهار / الي مناضلين ثوار / ويا هاتكي ستر الحرائر / غدا تدور عليكم الدوائر / وتقف العدالة في اباء / وتنتصف للعرض والدماء / ويري الذين يظلمون / أي منقلب ينقلبون !!