حازم الببلاوي تولى مسئولية وزارة المالية في 17 يوليو 2011 حتى 6 ديسمبر 2011، ثم تقدم باستقالته من منصبه 11 أكتوبر 2011 بسبب أحداث ماسبيرو وقد رفضها المشير رفضا تاماً وعاد إلى مكتبه في ذات اليوم. كان نائبا لرئيس الوزراء عصام شرف ووزيرا للمالية فى وزارته وفشل في أداء مهمته وتمت إقالته مع حكومة شرف والتى طالبت العديد من القوى السياسية والثورية بإقالتها أكثر من مرة حتى إستجاب المجلس العسكرى لضغوطها وأقالها. وأكد في تصريحات تلفزيونية برنامج “العاشرة مساء” على فضائية دريم 2011-10-12 أنه شعر بالتقصير بعد أحداث ماسبيرو نتيجة فشل الحكومة فى تحقيق الأمن للشعب, مؤكدا أن التقصير كان من الجميع وكان يجب على الحكومة بالكامل أن تتقدم باستقالتها. وقال: “عندما قبلت هذا المنصب، قبلته لكى أساعد في تحسين الوضع الاقتصادى، ولكن هذا ليس معناه أن أترك السياسة، ولكن عندما وقعت أحداث ماسبيرو شعرت بالفزع، فالمسئولية الأولى لأي حكومة في العالم هي تحقيق الأمن والأمان للشعب، ولهذا كان لابد أن نقول أننا نأسف لفشلنا في تحقيق هذه المهمة”. أصدر كتابا تحت عنوان “أربعة شهور في قفص الحكومة” قال في مقدمته “ليس الغرض من هذه الصفحات تسجيل تجربتي في المشاركة في حكومة الدكتور عصام شرف، كما أنها ليست «كشف حساب» عما قدمته أو عجزت عن تقديمه. ولكنني شعرت، وأنا أترك الحكومة، أن البلاد تمر بمرحلة دقيقة وبالغة القلق وعدم الاستقرار، وأن أحد أخطر ضحايا هذا الوضع هو الواقع الاقتصادي القائم. ولذلك رأيت أن هناك حاجة إلى توضيح عدد من المشكلات الاقتصادية التي تواجهنا الآن. كما رأيت أن أسلوب عرض بعض هذه المشكلات من خلال تجربتي «القصيرة» في الوزارة، قد يكون أكثر تأثيرًا وفاعلية. ثم يصف هذه الفترة قائلا بأنها كانت من أقسى الفترات ضغطًا على أعصابه ووجدانه، وأنها لم تكن مريحة أو سهلة، بل غلبت عليها قسوة المطالب العاجلة من كل حدب وصوب فى مقابل ندرة الموارد، لذلك اعتبر نفسه، حبيس القفص الحكومى لمدة الأربعة أشهر، إلا أن الببلاوى عاد مرة أخرى لذلك القفص، ليس كوزير، إنما كرئيس للوزراء.، ولا نعرف أى حسابات اعتمد عليها الببلاوى فى اتخاذه قرارا بالموافقة على تولى رئاسة حكومة فى ظل ظروف لا تختلف كثيرًا عن الظروف التى تولى فيها وزارة المالية بل أكثر سوءًا وتعقيدا. يقول عن الأجواء التى قدّم فيها الإستقالة فى كتابه : أحداث ماسبيرو: (وإنه ليس أمام الوزارة سوى الاستقالة، ليس بالضرورة لخطأ ارتكبته، إنما اعتراف بالمسؤولية، واعتذار للشعب ) حكي د.الببلاوى بعض كواليس مجزرة ماسبيرو، لماذا؟، ولماذا واقعة ماسبيرو تحديدا؟، ولماذا لم يتناول وقائع سياسية أخرى؟، د.الببلاوى لم ينقل لنا الكواليس كاملة، فقط ما يخصه هو، المشاهد التي شارك بها: ماذا قال؟، وما هو أثر ما قاله؟، ولماذا قاله؟، ظنا أنه بذلك يبرر لنفسه ولنا لماذا قبل أن تسفك دماء المصريين على الأسفلت؟، لماذا ظل في كرسيه بعد أن تلطخ بدماء الأقباط؟. « مع عودتي إلى المنزل ومشاهدتي أخبار التليفزيون شعرت بصدمة مما رأيته. صورة جندى يصرخ بأن قبطيّا أصاب زميله، ومذيعة التليفزيون في حالة هستيرية تطالب بالدفاع عن جنود الجيش.. هناك هياج كامل في الشارع، وفوضى في الإعلام». في اليوم التالي ذهب الببلاوى إلى اجتماع مجلس الوزراء، دون أن تكون لديه نية الاستقالة، افتتح رئيس الوزارة الاجتماع» أشار إلى أحداث الأمس، وكيف أن الوضع خطير، ولابد للمجلس أن يتخذ موقفا، وفتح باب المناقشة.. د.عمرو حلمي وزير الصحة اقترح تقديم الحكومة استقالتها، أثنى الببلاوى على الفكرة . استنكر فريق آخر فكرة الاستقالة ورفع راية تحمل المسئولية وعدم ترك السفينة فى ظروف دقيقة، وانفض الاجتماع، الببلاوى عاد إلى منزله وفى اليوم التالي كتب استقالته(لم ينشر لنا نص الاستقالة مثلما ينشر نصوص مذكرات وزارته)، وأبلغ مستشاريه بها، قبل أن يعود إلى بيته تسرب خبر الاستقالة، من الذي سرب الخبر؟، ومن المستفيد من تسريبه؟، د.الببلاوى وصف الواقعة بقوله:» بعد ذلك بقليل، يبدو أن الأمر بدأ يتسرب، فتلقيتُ عددا من الاتصالات من وكالات الأنباء والصحف العالمية، هل صحيح أن وزير المالية قد استقال، وهل هذه الاستقالة ترجع إلى خطورة الوضع الاقتصادي؟، فأكدت أن الاستقالة ليست لأسباب اقتصادية على الإطلاق، وإنما هى موقف سياسي للاعتذار للشعب عن عدم توفير حد الأمان له. وأدركت أن التليفونات لن تتوقف، فقمت بإغلاق تليفوناتي المحمولة، وشعرت براحة كبيرة، وأنني استعدت حريتي». د. الببلاوى هنا قدم مبررات استمراره فى الوزارة وليس حيثيات الاستقالة كما ادعى، لأنه حسب روايته فتح تليفوناته مساء وتلقى مكالمة من المشير طنطاوى، وفى الصباح التقى المشير واللواء عنان رئيس الأركان ورفضا الاستقالة، وعاد د.الببلاوى إلى عمله تحت زعم: «شعرت بضغط شديد، وأنني في شبه أزمة، فعلى الرغم من أنني أريد أن أتخذ موقفا سياسيا، فإنني أيضا وعلى وجه اليقين، لا أريد أن تترتب على ذلك تأثيرات سلبية على الاقتصاد، خاصة وقد كنا بصدد الدخول على بعض التفاهمات مع بعض المؤسسات المالية الدولية، (صندوق النقد الدولى).. فقلت لهما: بوصفي مسئولا سوف أقوم بواجبي إلى أن يتم قبولها». قبل أن يذهب إلى مكتبه اتفق د.الببلاوى مع مذيعة دريم على الظهور ببرنامجها مساء، وبالفعل ظهر وبرر لماذا تراجع؟، وقد ظن د. الببلاوى أن حديثه بالبرنامج» صادف قبولا كبيرا من المشاهدين؛ ربما لأنهم أحسوا بصدقي وحيرتي في الوقت نفسه». في الصباح ذهب إلى مجلس الوزراء حاملا صكاً إعلامياً يبرئه من دماء الأقباط، ويمنحه حق البقاء في وزارته، فقد تقدم باستقالته من اجل مصر وسحبها أيضا من أجل مصر، في الاجتماع شعر وزير المالية» أن هناك شيئا غير مريح في النفس مع بعض العتاب المكتوم»، لكن سرعان ما انفجر على لسان أحد الوزراء، د.الببلاوى لم يسمه، ونظن انه وزير الإعلام، فقال له بعنف» إن ما حدث غير مقبول، وإن به خروجا على إجماع الوزراء، وإنه يطالب مجلس الوزراء باتخاذ إجراء حازم إزاء ما تم، وإلا فإنه سوف يقدم(يقصد وزير الاعلام) استقالته من الوزارة». أعتقد أن ما حكاه د.الببلاوى عن بعض كواليس مجزرة ما سبيرو لم يبرر لماذا استمر بكرسي الوزارة؟، لماذا ظل جالسا فوقه ورجلاه قد تلطختا بدماء المصريين؟. و السؤال الذى يطرح نفسه هنا كيف لرجل مشرف على إكمال الثمانين عام أن يتحمل القيام بعمل يحتاج مجهود ذهنى و بدنى كهذا ، و فى وقت عصيب كهذا ، و هو ما لم يتحمله كوزير فكيف يتحمله كرئيس وزراء ؟!!! .