بالتزامن مع إعلان إثيوبيا عن تغيير مجرى النيل الأزرق لبناء سد النهضة كانت مصر على موعد مع أزمة مياه طاحنة ضربت العديد من المحافظات فى آن واحد، وكأننا أمام (بروفة) أولية لمخاطر السدود الإثيوبية الأربعة التى سيتم تشييدها تباعا. كاميرا (الشعب) رصدت من خلال جولاتها الميدانية فى محافظة الشرقية معاناة الفلاحين من أجل قطرة مياه فى محافظة الشرقية التى لا تصل المياه فيها إلى نهايات الترع، ولمست مخاوف الفلاحين من موسم جفاف وعطش، خاصة أن آلاف الأفدنة تبور ومحاصيل كثيرة تحترق واعتصامات هنا وهناك. كاميرا (الشعب) خرجت إلى الفلاحين لتنقل الصورة إلى السادة المسئولين. ضرب العطش كل أراضى محافظة الشرقية مع بدء الموسم الصيفى، الأمر الذى يهدد 500 ألف فدان بالبوار، منها 300 ألف فدان مزروعة أرزا، وذلك بسبب نقص مياه الرى فى نهايات الترع دون تفسير واضح من الحكومة، فاضطر الفلاحون فى 40 قرية بالشرقية بمركزى ههيا وأبو كبير وفاقوس والحسينية إلى رى أراضيهم من مياه الصرف الصحى حين لجأ مزارعو قرى بحر البقر إلى مياه مصرف بحر البقر لرى الأراضى الزراعية. الحاج منصور على، فلاح من فاقوس، قال إن 10 آلاف فدان تصحرت فى قرى فاقوس بسبب نقص المياه، وحكومة هشام قنديل (لا حياة لمن تنادى) فهى أيضا فشلت فى توفير الأسمدة للفلاحين. وكشف الحاج عبد العزيز الجالى، من قرية عليوة بمركز الحسينية؛ النقاب عن شىء خطير، وهو أن نقص المياه فى الحسينية ليس له علاقة بنهايات الترع، وهو ما يؤكد أن الحكومة هى التى تقطع المياه بشكل عشوائى لا يراعى مصالح الفلاح الذى يكلفه فدان الأرز 2000 جنيه. أهالى قرية العزيزية بمنيا القمح إلى الآن لم يزرعوا أراضيهم بعد حصاد القمح منذ أسابيع، والسبب هو عدم توافر مياه الرى فى قريتهم، ولكن عددا قليلا من فلاحى القرية تمكنوا من زراعة أراضيهم وريها بالمياه القليلة التى وصلت إلى القرية فى أوائل مايو الماضى. وأوضح محمود خليل، 40 عاما مقيم بقرية أكياد، أن أراضيهم من المفترض أن تروى من ترعة الغزالى.. أين المسئولون عن الرى؟! فى ظل نقص المياه حرموا القرى الفقيرة من حصتها فى المياه منذ أكثر من 22 يوما، وقاموا بتوصيلها إلى قرى أخرى بها أراضى بعض المسئولين. وأكد: (أنا بزرع 3 فدادين بالنص، وفى آخر الموسم بقسم المحصول مع صاحب الأرض، وبعد ما الزرع مات فى الأرض هأكل عيالى وأسرتى منين). (خلاص نبقى بلطجية ومجرمين وقطاع طرق).. بهذه الجملة عبر عبد المقصود الشوادفى، من قرية صافور بديرب نجم، عن غضبه بعد تعرض أرضه للبوار، وقال وهو يبكى: (عيالى هتاكل منين؟ والحكومة سايبة الأرض تبور واحنا مش قادرين نعمل حاجة، حياتنا كلها فى الأرض.. والأرض بتموت خلاص، يبقى نروح نشتغل بلطجية وقطاع طرق بقى ومحدش يجى يقبض علينا ويقول القانون، لأن البلد لو فيها قانون هيتحاسب المسئول عن بور أراضينا). الحاجة أميمة الديب، إحدى مواطنى أبو كبير، تقول: (الأرض بارت وهنموت من الجوع وعيالنا مخلصين تعليم دبلومات وكليات وعلشان مفيش شغل فى البلد قعدوا يزرعوا الأرض بعد وفاة والدهم، بس بعد ما الزرع مات فى الأرض بسبب عدم وجود المياه سابوا الأرض وطفشوا وقالوا نروح ندور على أى شغل بدل ما نقعد ونموت من الجوع ومن يومها اعتزلوا مهنة الفلاحة). أضاف الحاج خليل البرعى، من ههيا؛ إننا نواجه صعوبة بالغة جدا فى الحصول على شكارة الأسمدة من الجمعيات الزراعية، حيث لا نملك القدرة على شراء شيكارة الأسمدة خارج الجمعية؛ إذ إن سعرها فى السوق السوداء 185 جنيها، أين وزير الزراعة؟ أين حقوق الفلاح يا سادة؟.