شن مقرر اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في الغذاء التابعة للأمم المتحدة جان زيغلر هجوماً عنيفاً على دولة الاحتلال الصهيوني، معتبراً هذا الكيان بأنه "نظام استعماري" هو الوحيد في العالم الذي يرفض أي التزام بالقانون الدولي. ووصف زيغلر في تصريح تلفزيوني له، الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ب "المأساوي والأسوأ في تاريخ الاستعمار"، على حد تعبيره. وقال الحقوقي السويسري الذي يحظى باحترام دولي واسع، في الهجوم غير المسبوق الذي شنّه على الكيان الصهيوني "إن الاحتلال هو نظام استعماري وهو احتلال عسكري غير شرعي بالكامل من وجهة نظر الأممالمتحدة، وإنه يستمر في ضم الأراضي الفلسطينية، لذلك فهو الاحتلال الأسوأ في تاريخ الاستعمار". وأضاف في تصريحه "إن هذا الاحتلال يتسبب في الجوع والقهر الجسدي والنفسي"، ويستطرد متفائلاً: "لكن هناك مقاومة فلسطينية"، وقال: "ما لا أستطيع استيعابه هو تواطؤ الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال الصهيوني بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة التي تحميه وتموله". وتابع مقرر اللجنة الدولية حديثه "ينبغي أن يكون لدى الأوروبيين حد أدنى من المبادئ؛ فحماس فازت في انتخابات ديمقراطية أشرفت أوروبا عليها، ومع إعلان فوز حماس، قالت أوروبا، كلا لن نتحدث إليكم بعد الآن، هذا رياء تام، إنه المكر بعينه، لقد ألغت أوروبا ذاتها". وأكد زيغلر على أن الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية "متدهورة جداً"، ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن الأممالمتحدة فإن 65 في المائة من سكان الضفة يعانون من سوء التغذية كما أن قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من 1.5 مليون نسمة تحول إلى سجن كبير بسبب الحصار الصهيوني المفروض عليه. وأبدى زيغلر نقمته على دور الأممالمتحدة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، فالمنظمة الدولية، كما يقول "تبدو من دون حول ولا قوة في التعاطي مع الشأن الفلسطيني"، متسائلاً عن معنى وجودها في اللجنة الرباعية "ما دامت لا تقوى سوى على الكلام". ويقول "إنني لست أميناً عاماً للأمم المتحدة، إنني مجرّد مقرر، إنسان مستقل ولديّ هذه الولاية. وبصفتي مواطناً أعتقد أنّ هذه الرباعية لا تعدو كونها واجهة محل تجاري. إنه وهم يُراد منه التعمية على الوضع وإبقاء الأمور على حالها. ومن الطبيعي أنّ على الأممالمتحدة أن تنسحب من اللجنة الرباعية، وهذا ما يتعيّن أيضاً على الاتحاد الأوروبي فعله، ينبغي أن تتّبع الأممالمتحدة سياسة هجومية ديناميكية فعالة لإجبار "إسرائيل" على احترام حقوق الإنسان ومعاهدة جنيف"، لافتاً الانتباه إلى أنّ الكيان الصهيوني هو "الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض أي التزام بالقانون الدولي".