نفى خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس- وجودَ "مفاوضات جدية" لإطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليت الأسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ 25 يونيو الماضي. وأكد مشعل- في تصريحات لجريدة (الأخبار) اللبنانية نشرتها وجودَ عددٍ من محاولات الوساطة الدولية، من خلال الوفود التي تزوره للتباحث حول القضية، لكنَّه أشار إلى أن أيًّا منها "لا يحمل تفويضًا كاملاً أو جديًّا". وجدَّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التأكيدَ على أنه لن يتم الإفراج عن الجندي الصهيوني إلا في إطار اتفاق لتبادل الأسرى، قائلاً: "ليس هناك طريق سوى المفاوضات"، مشيرًا إلى أن ما يعرقل إجراء تلك المفاوضات هو أن "إسرائيل لا تريد الاعترافَ بفشل محاولتها إطلاق الجندي من دون ثمن". كانت المقاومة الفلسطينية قد قامت في 25 نوفمبر الماضي بأسْر الجندي الصهيوني جلعاد شاليت من موقع عسكري صهيوني قرب معبر "كرم أبو سالم" بين قطاع غزة والكيان الصهيوني في عملية "الوهْم المتبدد" التي قادتها كتائبُ عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس- وذلك في محاولةٍ لتحريك قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل سجون الكيان الصهيوني، التي لا تحظى بأي اهتمام من جانب المجتمع الدولي، على الرغم من المعاناة والظروف القاسية التي يمر بها المعتقلون في السجون الصهيونية. وتتناقل تقارير إعلامية حاليًا أنباءً غيرَ مؤكدة عن وجود صفقة لإطلاق سراح الجندي الصهيوني مقابل إطلاق الصهاينة عددًا من الأسرى الفلسطينيين على 3 مراحل، كما تقول بعض التقارير إن الجندي الأسير تم نقلُه إلى مصر في إطار التحضير للمفاوضات، إلا أن أطرافًا كثيرةً صهيونيةً وفلسطينيةً نفَت تلك المعلومات. في الإطار نفسه نفى المكتب الإعلامي لمحمد دحلان- عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح- الأنباءَ التي تناقلتها تقارير إعلامية عربية وعالمية حول علاقة دحلان بصفقة تبادل للأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الصهيوني يجري التحضير لها حاليًا، ونقل موقع (فلسطين اليوم) عن بيان أصدره المكتب الإعلامي أن زيارة دحلان الأخيرة للقاهرة تأتي ضمن جولته في عدد من الدول العربية ليس من أهدافها المشاركة في التحضير لصفقة تبادل الأسرى. وفي ردٍّ على التعنُّت البريطاني بخصوص القضايا العربية وخاصةً ملف الأسرى لدى الكيان الصهيوني نشَرَ عدد من الناشطين الفلسطينيين- من بينهم رموز سياسية وثقافية- اليوم إعلانًا في جريدة (الأيام) الفلسطينية، أعلنوا فيه رفضَهم زيارة رئيس الحكومة البريطانية توني بلير للأراضي الفلسطينية، والتي قالت مصادر فلسطينية إنها مقررةٌ الأحد القادم بسبب تأييده للكيان الصهيوني. وقالوا في الإعلان إن بلير "يجيء إلى هنا ليغسل يديه من دماء اللبنانيين بمياه فلسطينية" مضيفِين: " نحن الموقِّعين نعلن أن توني بلير شخص غير مرغوب فيه في بلادنا"، وطلب الموقِّعون على الإعلان من المسئولين الفلسطينيين إلغاء الزيارة. وكان رئيس الحكومة البريطانية قد طالب أثناء الحرب على لبنان بإطلاق سراح الجنديين الأسيرين لدى حزب الله دون مقابل دون الالتفات إلى ملف الأسرى اللبنانيين لدى الكيان الصهيوني، وتبنَّى الموقف الأمريكي الذي ربط إصدار قرار بوقف إطلاق النار لإنهاء العدوان الصهيوني على لبنان بإطلاق الأسيرين، وهو ما مثَّل غطاءً سياسيًّا للعدوان؛ الأمر الذي زاد من حجم السخط العربي ضد السياستَين الأمريكية والصهيونية.