أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني أنها أحبطت عملية كبيرة للمقاومة الفلسطينية عبارة عن تفجير سيارة مفخخة في تل أبيب الشهر الماضي. وادعت الإذاعة الصهيونية ان جهاز الأمن العام اعتقل 19 ناشطا من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قلقيلية نهاية مارس الماضي زاعمة أنهم ساعدوا على تنفيذ المخطط قبيل حلول عيد الفصح لدى اليهود. وأضافت أن ناشطا فلسطينيا من سكان قلقيلية شمالي الضفة الغربية يحمل بطاقة هوية صهيونية تمكن من دخول تل أبيب مستقلا سيارة محملة بمائة كيلوغرام من المواد المتفجرة, مشيرة إلى أن المهاجم قرر ولسبب لم يتضح بعد العودة إلى قلقيلية قبل تنفيذ هذا المخطط. وأوضحت أن السيارة انفجرت في وقت لاحق في المكان الذي أوقفها فيها الفلسطيني في قلقيلية دون أن يسبب الانفجار أي إصابات. من ناحية أخرى أكد خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس- أن القضية الفلسطينية لا تزال أساس الاستقرار في الشرق الأوسط موضِّحًا أن القوى الدولية أدركت أن استمرار القضية دون حلٍّ سيظلُّ عائقًا أمام الوصول إحلال الاستقرار في المنطقة. وقال مشعل – بحسب وكالة (قدس برس) - إن احتلال العراق في العام 2003م وما شهده بعد ذلك من أحداث دموية أثَّر من دون شكٍّ على القضية الفلسطينية لكنَّه أكد أن ذلك لم يفقد القضية الفلسطينية "محوريتها واعتبارها أمَّ القضايا وأساس الاستقرار في الشرق الأوسط. وأعرب مشعل عن عدم خشيته من تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية مهما تعاظمت القضايا في المنطقة مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني بإصراره على حقوقه ومقاومته للاحتلال الصهيوني يثبت أنه لا استقرار دون إنهاء الاحتلال الصهيوني وتمكين الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير. كما انتقد مشعل انشغال بعض الأطراف العربية بالوضع العراقي عن القضية الفلسطينية دون تحقيق النجاح في الملف العراقي. وقال إنني أعتقد أن كثيرًا من الأطراف العربية شُغل عن القضية الفلسطينية أكثر من اللزوم دون أن يعني ذلك فاعليةً حقيقيةً في الوضع العراقي داعيًا الشعب العراقي إلى الوقوف صفًّا واحدًا وراء مقاومة الاحتلال في بلاده. ونفى مشعل أن تكون التجربة الديمقراطية الفلسطينية التي جاءت بحركة حماس إلى الحكومة الفلسطينية عام 2006 ثمرةً من ثمار الغزو الأمريكي للعراق. وأشار إلى أن هذا غير صحيح على الإطلاق موضحًا أنه كانت هناك تطوراتٌ طبيعيةٌ في الداخل الفلسطيني أدَّت إلى ذلك؛ حيث إن الاستحقاق الانتخابي جاء في مساره الطبيعي تتويجًا لتطور الأوضاع في الساحة الفلسطينية الداخلية. وانتقد مشعل محاولات الولاياتالمتحدة التدخل في شئون دول العربية بدعوى نشر الديمقراطية في المنطقة وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تقوم بهذه المحاولات للخروج من مأزقها المتفاقم في الشرق الأوسط؛ حيث تطرح مشاريع الشرق الأوسط الكبير والدمقرطة وهي كلها مشاريع مرتبكة بل إنها أحيانًا تظهر بعض المواقف الشكلية، ولكن كل ذلك غير جادٍّ. في هذه الأثناء تجدَّدت الاشتباكات الداخلية في قطاع غزة بين العائلات؛ حيث لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون في اشتباكات بين عائلتي زعرب وجويعد بالقرب من مسجد فلسطين في بلدة خان يونس جنوب القطاع وقد أشارت الأنباء إلى أن الاقتتال يعود إلى أسباب عشائرية لا لأسباب سياسية. وفي هذا الإطار دعت حركة حماس في محافظة خان يونس العائلات التي تتقاتل إلى ضرورة ضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الثارات والانتقامات، ووقف حمامات الدم المتتالية، لما تحمله من شرٍّ يهدد شرائح الشعب الفلسطيني ولحمته الاجتماعية. كما طالبت- في بيان عاجل- وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي باتخاذ كافة الإجراءات المخوَّلة له قانونًا، لضبط الأمن بحزم وشجاعة، والعمل على إيجاد حل جذري لهذه الأحداث المؤسفة والمؤلمة بالنظر إلى أن سياسة أنصاف الحلول لم تؤدِّ إلى إنهاء الأزمة من جذورها، كما دعا البيان إلى الحفاظ على حرمة المستشفيات وعدم التعدي عليها خلال الاشتباكات. وفيما يتعلق بتبادل الأسرى بين المقاومة والكيان أبرز الصهاينة عقبةً جديدةً أمام إتمام التبادل؛ حيث أشارت الأنباء إلى أن رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت رفض أن يكون مروان البرغوثي- أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية- ضمن صفقة تبادل الأسرى بعدما أدخلت فصائل المقاومة- التي أسرت الجندي الصهيوني جلعاد شاليت- اسم البرغوثي ضمن الأسماء المطلوب الإفراج عنها في التبادل. إلا أن مصادر صهيونية أشارت إلى ضرورة الإفراج عن البرغوثي، لكنها برَّرت ذلك بأنه قد يلعب دورًا في إعادة نفوذ حركة فتح إلى الساحة الفلسطينية في مواجهة الصعود السياسي المستمر من حركة حماس. لكنَّ تلك المصادر تجاهلت أن كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) هي التي قادت عملية أسْر الجندي بالمشاركة مع جيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية)، وبالتالي فإنها وافقت على وضع اسم البرغوثي في قائمة التبادل!! وبينما أكد عزام الأحمد- نائب رئيس الحكومة الفلسطينية- وجود تقدُّم في المفاوضات قال الوزير بدون حقيبة في الحكومة الفلسطينية وصفي قبها – بحسب رويترز - إن نهاية المفاوضات لا تبدو وشيكةً. كما قال وزير الشئون الاجتماعية إسحق هيرتزوج إنه لا يزال هناك طريقٌ طويلٌ يتعيَّن قطعُه قبل إبرام أي اتفاق في إشارةٍ إلى عدم إمكانية إتمام التبادل في الأيام القليلة القادمة، إلا أن هذه التصريحات تعني أيضًا وجود تقدم من نوع ما قد تحقق خلال الفترة الماضية. يُشار إلى أن فصائل المقاومة قدَّمت للمصريين- الذين يتوسطون في عملية التبادل- قائمةً بأسماء الأسرى المطلوب الإفراج عنهم، وقد سلَّم المصريون تلك القائمة إلى الصهاينة، وتضاربت الأنباء حول الأعداد التي تضمَّنتها القائمة؛ حيث أعلنت بعض المصادر الفلسطينية أن العدد لا يتجاوز الألف أسير، إلا أن الوزير في الحكومة الفلسطينية وصفي قبها قال إن العدد 1400 أسير، بينما قالت المصادر الصهيونية إن القائمة تضم حوالي 1300 أسير من بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.