مُرٌّ حَلَا

أَنْ تَرْحَلِى أَوْ أَرْحَلا
فَبَقاؤنا – أبدًا- معا لَمَّا يَعُد مُتَحَمَلا
لاَعِن ملالةِ نسائِم قَلْبِى قَلا
طُولَ البَقاءِ على قلى فتململا – كَلا وَلا
ألْفَى غَرَاما عَن غَرَامِكِ أمْثلا
وَأَلَيْهِ عَنْك تَحَوَّلا
أَوْ عَنْ تَصَعْلُكِ عَاشِقٍ
بَينَ الحِسَانِ تَنَقلا
لا يَنْتَهى إن بدلا
حَتَّى يعُودَ على هَوَاهُ لِمَن هَوَاهُ مُبَدّلا
لَمْ ألتَمِسْ عُذْرَ احتيالٍ
لارْتجال عَللا
لَمْ أَلْتَمِسْهُ تَحايُلا
لَمْ ألتَمِسْ.. إذ أنْتِ كُنْتِ
وَلا تزالينَ الحبيبَ الأَوَّلا
وَبِغَير حُبِّكِ– يَا أنا – قلبى أَنا لن يُشْغَلا
فَتَحَمَّلِى بالصَّبْرِ يَحْلُو مُرَّهُ
فى نَفْس مَنْ طَاقَ الفرَارَ تَجمُّلا
***
أحْبَبْتِنى حُبًّا خَلا
مِنْ كُلِّ رَيْبٍ لِلوَسَاوِس أَشْغَلا
عَنْ سُوء أَغرَاضٍ لِمَنْفَعَه عَلا
فَسَمَا سَمَاء شِئتِنى – فى أُفْقها
نَجْمًا سَنى المُجْتَلَى
وَمَهَدْتِ أَرْضَكِ تَحْتَهَا رَوْضًا خَضيِلا
شِئتِه – لِى مُجْتَنى
بِسقاءِ مُزْنِكِ حضّلا
وَتَنَاغَمَتْ فِيه النّسَائمُ–مِنْ حَنَانِكِ–
بُلْبُلا نَاجَى بِشَدْوٍ مَغْنَوِى بُلْبُلا
وَرُوَاءَ مَرْوَى قَدْ تَرَقْرَقَ بِالعُذوبة جَدْوَلا
فطرْتِ شَمْسَكِ فِى دُجَى مُقَلِى هُدًى
لِذرى السلامةِ أَوْصَلا
أَوْقَفْتِ دُولابَ الزّمَانِعَلىّتَنْعِيمًا
رَبِيعيًّا جَنَاهُ إذَا ذَبُلَتْ حَدَائِقُ بَابِل
لَنْ يَذْبُلا
***
فى حضْنِكِ الدّفْآنِ بِالإحْسَانِ
عِشْتُ مُدَلّلا
مَاذا يُرَجَّى مِنْ مُعَالٍ دُلّلا
فَحَيَّا عَن الإمكان بِالفِعْلِ الفَعْولِ مُعَطَّلا
مِنْ حَرْثهِ لا حَصْدَ مِنْ غَرْسٍ
بِإبْداعِ البَدَائِعِ هَلّلا
لَمْ تَسْأَلِينى عَنْ عَطَاءٍ لا يَفِيضُ مُقَابِلا
أَسْقَطِ حَقَّكِ فى سُؤَالٍ حَقهأن يُسْألا
لَمْ تَسْألى
أَوْ تَبْخَلِى
خَوفَ افتِقارِكِمِنْ مَكَارِم مُنْعِمٍ
زَخَّتْ توَالا مُرْسَلا
لَمْ تُمْسِكِى كفّ السّؤالِ لَتُطْلِقى
الكَفّ كَفًّا بَاخِلًا
حَاشَا لِمثْلِكِ– كَارِمًا–أن يَبْخَلا
رَدَّ التَحَايَا لِلتحَايَا مُوجِبٌ
شُكْرًا بِرَدّ أَفْضَلا
لَكِن رَدّى كَانَ أَخْذا – لِلْمَدَى مُتواصلًا
***
أَطْمَعْتِ فيك المُدَّعِينَ هَوًى بِلا
صِدْقٍ عَلَى حُبٍّ أكيد دَلَّلا
كَذبُ الخِداع على براءتِكِ
المصدقة انطلى
فَمَنَحْتِهم طِيبَ الإقامَةِ فى الرحاب
وفى الحنايا منزلا
وَجدُوه لِلنهْبِ المُعَمَّى بالأَمانَةِ موئِلَا
فَعَلُوا به مايستحى حَى الأَنَاأن يفعلا
رَدُّوا الجميل إسَاءَةً نَذْليةً وتَسَفُّلا
أكلوكِ أطباقا وفى الأطباقِ
نُكرانُ إِشْباع الجِياع تَبَولا
خرجوا عليكِ عَصائبا كلٌّ لَهُ دَعْوى إلى
تحقيقها بالمُنْكِداتِ تَوسلا
جُنوا ضِباعا حولَ نَهْشِ فريسةٍ
لَذّت مذاقتها فصاحُوا مُنتشينَ
تصايُحا لَبّتهُ غِرْبَانٌ جِيَاعٌ أقبلت
بِمخالبٍ سودٍ حِدادٍ أشرعَتْها
للنَّهاش مَناصلا
ومناقرٍ عُكِفَت خطاطيف اختطافٍ
سَلُّهَا من غرزهَا فى لحم أَوْصَالِ
الفريسةِ للفريسةِ هلهلا
ماذا عسىأن أفعلا؟
وأنا بعجزى واقفٌ
ورخاوة التدليل قيدٌ للتدلل كبَّلا
الذنبُ ذنبُكِ منك عَنْكِ حَمَلْتُه
ندمًا بتأنيب الضمير مُحملًا
فعلىّلا تتوكَّلِى فى رَدِّهم عنك
فحالى لاتكالكِ فى السَّوابِقِ مِن نوازلَ
خَذَّلَا
بَحْرٌ جَرَى مَدًّا بِلَا جَزْرٍ بَرَى
بالمد دونَ الجَزْر قَفْرا مُمْحِلا
عُقمُ التَّرجى لا يُوَلِّدُ من عقيم مأملا
***
فاسْتَمْنِحِينى العُذْرَ إنِّى رَاحلٌ متعجلٌ
لا توقفينى رَاحِلًا مُتَعجلًا
إبطاؤهُ غمٌّ يُريهِ ضُحاكِ
لَيْلا – بِالتشاؤمِ– ألبلا
ابْقِى على ما أنت فيه تَحَمُلًا
لا أستطيعُ لمبتلاهُ تحمُّلًا
أَحْبَبْتِ مَنْ جَارُوا عليكِ محبةً
غَسَلتْ بِعفوكِ ما استَحَال
بِدُونِهِأن يُغْسَلَا
ابقى لَهُم..
ابقى هُنا
تتحمَّلِين بحُبِّهم مَالا يُطاقُ مِن العَنَا
أَما أنا
فَبِحَمْلِ هَمِّك رَاحلٌ
لِمَجَاهِل مِثلى بما تُخْفيهِ مِن
سُودِ البَلا يا جُهّلَا
واللهُ كَافِلُنَا مدى تَشْتِيتِ
شَمْلَيْنا إلى
إن شاءَ بَعْدَ البُعْدأن نتقابلا
فالقربُ مَمْرُورٌ حلا
والبُعدُ ممرورحلا
وَعليك لِلُمرَّينِأن تتقبلِى
وَعَلىّلِلْمُرَّينِ فى الحالينِ
رَغْمَ الرَّغْمِأن أتقبلا