لا أتذكر عدد المرات التي ظهر فيها مرتضى منصور رافعاً حذاءه في يده أمام وجوه المصريين على شاشات التليفزيون في مباريات الكرة، وعدد المرات التي خرج علينا وهو يتفوه بأقبح الألفاظ وأكثرها بذاءة على شاشات التليفزيون التي يعشقها بجنون متوعداً هذا ومهدداً ذاك وكل من يقف في طريق مطامعه سواء لرئاسة ناد، أو لعضوية البرلمان من أجل الحصانة التي كان يتلهف عليها الكثيرون من الخارجين على القانون في عهد المخلوع. ودائماً ما يقوم بتغيير أعدائه طبقاً لطموحاته، ويا ويل من ينافسه فهو فاسد ولص ومرتشي أو متهم بغسيل الأموال، أياً كان هذا المنافس سواء كان الدكتور كمال درويش أو الدكتور إسماعيل سليم في المنافسة على رئاسة نادي الزمالك سابقاً، أو ممدوح عباس في العصر الحالي، أو منافسيه على مقعد البرلمان. فإذا كان الأمر عادياً في ظل نظام المخلوع الفاسد وبطانته- فأين التغيير بعد الثورة؟ وما هي مهمة وزير الإعلام ودوره في هذه الفوضى الإعلامية؟ وأين مجلس الشورى من هذا العبث غير الأخلاقي؟ ولأنه لا يفهم ولا يعي إلا لغة القوة فلم يلتزم الصمت إلا فترة قصيرة فقط عندما كان العسكريون يحكمون البلاد لفترة مؤقتة، وقاموا بالقبض عليه وسجنه لعلاقته بموقعة الجمل، وأدرك تماماً أن هؤلاء لا يعبثون، ولا يسمحون بالعبث وليس لديهم مجال للفوضى أو قلة الأدب فأبتعد آنذاك فقط عن هوايته المفضلة وعشقه الجنوني وهو الظهور في وسائل الإعلام. ومنذ سنوات طويلة لا أتذكر عددها طل علينا هذا الرجل، "مرتضى منصور" عندما طرده الراحل صالح سليم من النادي الأهلي لأنه تجرأ وفكر في دخول انتخابات نادي الأهلي. وألتقطه الراحل نور الدالي في يوم أغبر من أيام التاريخ وأحضره إلى نادي الزمالك ظناً منه أنه يؤدي خدمة جليلة لنادي الزمالك، وكان نادي الزمالك حينئذ في مقدمة الأندية من حيث البطولات وبلا منازع محلياً وإفريقياً على يد الثنائي المحترم الدكتور كمال درويش والدكتور إسماعيل سليم، وبمجرد دخوله انتخابات النادي في سبتمبر عام 1992 بدأت المعارك والمشاحنات العلنية على صفحات الصحف وشاشات التليفزيون، وبدأ النادي في التدهور ولم يلتقط أنفاسه منذ ذلك الحين وحتى وقت قريب. وكان قد أقسم آنذاك في حملته الانتخابية أمام جماهير نادي الزمالك أن يقدم استقالته فوراً أن لم يقم بسجن كل من كمال درويش وإسماعيل سليم، وبالطبع وبعد أن نجح في انتزاع مقعد الرئيس بالأكاذيب لم يبر بأي من وعوده كالمعتاد من أمثاله من ذوي الضجيج بلا طحن. وقد سبق أن أصدرت محكمة جنح العجوزة حكما بتغريمه مبلغ2000 جنيه وإلزامه بان يؤدي إلى الدكتور إسماعيل سليم نائب رئيس نادي الزمالك الأسبق وهو المدعي بالحق المدني مبلغ2000 جنيه علي سبيل التعويض وذلك في الدعوة المقامة من إسماعيل سليم ضده بانتحال صفة مستشار برغم انه مستقيل من وزارة العدل. وكان الدكتور إسماعيل سليم قد قرر في الدعوي أن مرتضي منصور دأب علي أن يقرن اسمه بلقب مستشار بجميع وسائل الإعلام وكذا جميع المستندات الصادرة باسمه ومنها قيامه بالتوقيع علي جميع بطاقات العضوية لأعضاء نادي الزمالك مستخدما لقب مستشار الذي لا يعلم أحد من أين اكتسبه. وفي العالم أجمع هناك جرائم لا يتم السماح لمرتكبيها بتولي أي منصب سياسي أو قيادي فكيف يسمح نظامنا السياسي بمن كذب وانتحل، وربما تهرب من الضرائب بالتقدم لانتخابات مؤسسة رياضية تربوية مثل نادي الزمالك وأحد أكبر ناديين في مصر أو لانتخابات مجلس الشعب- بل وأن تبلغ به الجرأة بان يتقدم لانتخابات رئاسة الجمهورية؟ وكيف يتم السماح لمن تفوه بأقذع الألفاظ بأن يترأس ناد اجتماعي يضم الآلاف من العائلات ؟ ونأمل أن يتبنى مجلس الشورى هذا الأمر بحيث يتم منع أمثاله من الظهور في الفضائيات، ومنعه من تقلد أي منصب قيادي أو شعبي يبغي من خلاله الترويج لأعماله بأي شكل من الأشكال. فالإعلام له ضوابط وله حدود في كل دول العالم، سواء ضوابط أخلاقية أو تربوية، ولا أدرى من هو العبقري الذي سمح بأن تكون الفضائيات تحت رقابة هيئة الاستثمار؟ ويبدو أنه كان مدعوماً من بعض ذوي النفوذ من أعضاء الهيئة القضائية بدليل أنه ظل هارباً من قبضة الشرطة في موقعة الجمل، ولم يتم القبض عليه، ومع ذلك تم الحكم ببراءته غيابياً في واقعة تثير العديد من التساؤلات حتى من الناحية القانونية. ومع ذلك فضمن تصريحاته العجيبة في الهجوم على القضاة الذين يحتمي بهم: "القضاة ليسوا ملائكة، وأحمد شفيق مش حرامي يا أسامة بيه يا صعيدي"!!! ووجه المحامي سليط اللسان في مداخله هاتفيه لبرنامج «الحياة اليوم»، علي قناة «الحياة»، مساء الأربعاء، كلامه للمستشار مصطفي دويدار، المتحدث باسم النيابة العامة، قائلًا: «فُوقّ يا مصطفي، وأنت مين لكي تّطلع علي حكم محكمه النقض، احترموا نفسكم ولازم نقفل الصفحة ديه ولازم نشوف مين قتل اولادنا في موقعه الجمل». ومؤخراً صرح المحامي البذيء قائلاً: وزير الشؤون القانونية المستشار حاتم بجاتو هو مهندس تزوير الانتخابات الرئاسية، وان المستشار احمد سليمان، وزير العدل حصل علي المنصب لموالاته لمؤسسه الرئاسة ولتشويه القضاة، مضيفًا: «إيه القرف اللي بيحصل في البلد ده». وفي إحدى الوقائع المؤسفة التي كان هو أحد أطرافها مع مقدم البرامج الرياضية أحمد شوبير لاعب النادي الأهلي السابق صرح أنه قام بتسجيل مكالمات تليفونية له مع إحدى السيدات، وأعترف بذلك علناً في برنامج تليفزيوني، بل وأخذ يتباهى بذلك ويهدده بها في جريمة أخلاقية لا يقر بها القانون. فكيف يقوم بتسجيل مكالمات تليفونية لآخرين- وهذه جريمة قانونية مكتملة الأركان باعترافه – ولا يتم السماح به إلا بإذن من القاضي المختص؟ والأدهى من ذلك أنه تباهى بأنه قام برفع 67 قضية عليه وفي عدة محاكم مختلفة، لأنه يملك مكاتب محاماة ويعمل لديه عدد من المحامين يكلف كل منهم برفع عدة قضايا في عدد من المحاكم المتباعدة. ولا أدرى مرة أخرى كيف يسمح نظامنا القضائي بهذا الظلم الذي يقوم باستغلال نظام التقاضي؟ والأمر مرفوع لكل من سيادة النائب العام ومجلس الشورى الذي بيده التشريع لمنع هذا العبث بالنظام القضائي ووضع عقوبة مغلظة لمثل هذا التلاعب. ولا ريب أن قصة مرتضى منصور تضم بين أركانها دلائل على فساد قضائي – وفساد إعلامي – لجهاز إعلامي ليس له ضوابط أخلاقية أو ضوابط وطنية. وقال أخيراً عن مقدم برامج (باسم يوسف) هذا الرجل أمه (كانت صديقتي أو صحبتي من 25 سنة) – علناً وعلى الهواء وأمام كل المشاهدين. ثم قال أن الطب الشرعي سيكشف عليك – ويكشف حقيقتك يا أرداف). فهل هناك وسيلة إعلامية لدولة محترمة تسمح بهذا الهراء؟ فكم شخص أتهمه بالشذوذ؟ وهو الشاذ والبذيء في كل تصرفاته وأقواله. وأنا هنا لا أدافع عن مقدم البرامج فهو مهرج وبذيء من نفس العينة ويقوم بتقديم القبح والإسفاف على أنه نوع من الفن، ولأنه أيضاً من نفس نوعيته التي يقول عنها أولاد البلد (تخاف ولا تختشي)، فقد تراجع مذعوراً لأنه واجه نفس الوقاحة التي يتسم هو بها، وألتزم الصمت غير الجميل. ثم مرة أخرى يقول مرتضى منصور أنه قام يرفع 116 قضية على مقدم البرامج باسم يوسف؟؟؟ ومرة أخرى هذه ثغرة خطيرة يتلاعب بها هذا المحامي وأمثاله- ويجب وضع غرامة باهظة لا تقل عن مليون جنية لكل قضية إضافية يرفعها أي شخص بمثل هذا التحايل على القانون لإرباك الخصم والحصول على أحكام عليه بالغش والخداع، والتسبب في إنفاقه الكثير من الأموال لمتابعة مثل هذه القضايا. وكرر مرتضي منصور بذاءاته وخروجه عن المعايير الأخلاقية خلال مداخله هاتفيه علي الهواء مباشره مع سيف زاهر خلال برنامجه الفضائي مؤكدا له أنه سوف يقوم بضربه "بالجزمة" إذا سأله مره أخري عن موقعه الجمل، بسبب سؤال الأخير لمرتضي عن موقفه من موقعه الجمل. واستكمل منصور هجومه علي سيف زاهر بأنه لم يلق بنفسه في أحضان النظام السابق مثلما فعل هو وعمه سمير زاهر رئيس اتحاد الكره السابق. واختتم مرتضي حديثه قائلا لزاهر سوف أكون رئيس الزمالك القادم رغم أنف الجميع. ويجب أن يكف عن رفع الحذاء وأحاديث الضرب بالحذاء، وإلا فإننا يمكن أن نجزم بأن وقائعه في بار الفردوس وملهى الأجلون بالإسكندرية والمنشورة على صفحات الإنترنت حقيقية، فإذا كان الأمر كذلك، فيتحتم عليه أن يصمت للأبد، وعندئذ فإننا نعتقد أن أفضل مكان لذلك الحذاء هو في داخل فمه الذي يقطر بالبذاءة. · كلما تمعنت في موقف وسائل الإعلام المصرية من الرئيس لا أدري لماذا أتذكر مقولة أحد رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو يندب حظه مع وسائل الإعلام الأمريكية قائلاً: "إذا ما قمت بعبور نهر بوتوماك في صباح يوم من الأيام سيراً على سطح المياه، فسوف تظهر صحف المساء وعناوينها الرئيسية تقول "الرئيس عاجز عن السباحة"!- ونهر بوتوماك هو نهر بالقرب من البيت الأبيض.