أكد محمد السخاوي أمين تنظيم حزب العمل أن الأمة المسلمة قد أعطاها الله عز وجل فطرة طيبة تستطيع عن طريقها التفريق بين الحق والباطل والتمييز بين الغث والثمين, ولذلك فإننا نرى الشعوب العربية والإسلامية تنتفض ضد الظلم والفساد وتعرف جيدًا من هو العدو ومن هو الصديق رغم محاولات هذا العدو وعملاؤه من الحكام أن يقلبوا الصورة عند الناس. وعبر السخاوي عن استنكاره لتصريحات الرئيس الأمريكي بوش بأن استمرار إيران في تسليح نفسها قد يفجر حربًا عالمية ثالثة, موضحًا أن الحرب العالمية الثالثة إنما بدأها بوش وقواته التي احتلت عددًا من بلاد المسلمين ونهبت خيراتها وعاثت فيها فسادًا وتقتيلاً. نريد صحوة رسمية وشعبية حقيقية لمواجهة أعدائنا.. وندين كل من يدافع عنهم كتب: محمد أبو المجد جاءت هذه التصريحات في الكلمة التي ألقاها أمين التنظيم بحزب العمل في المؤتمر الأسبوعي للحزب بالجامع الأزهر في أول جمعة تحل علينا بعد انقضاء شهر رمضان الكريم, وكان لافتًا للنظر حشد الداخلية لقوات الأمن المركزي والضباط والجنود بأعداد كبيرة على أبواب الأزهر وفي داخله أضعاف المصلين الذين حضروا مؤتمر الحزب. لا يريدون سلامًا وعبر محمد السخاوي عن ثقته في فشل مساعي الصهاينة والأمريكان وعملائهما في عقد مؤتمر "الاستسلام" في الخريف المقبل لأنه لم ولن يستطيع إقناع الشعوب العربية والمسلمة ومنهم الشعب الفلسطيني بأن الكيان الصهيوني والأمريكان يريدون إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، ولكن ما تعرفه هذه الشعوب بفطرتها السليمة أن الصهاينة والأمريكان هم العدو الرئيس للإسلام والمسلمين وأنهم يتحفزون في أية لحظة للانقضاض على مزيد من دول وحواضر الإسلام – وفي مقدمتها سوريا وإيران ثم مصر - ليدمروها ويستبيحوا ثرواتها ويعيثوا فيها فسادًا وتقتيلاً كما فعلوا بالعراق وأفغانستان والسودان والصومال. صحوة حكومية!! وأضاف السخاوي أن أمريكا تمادت في عدائها لنا بشكل مكشوف أكثر من ذي قبل وتجاوزت كل الأعراف والقيم الديبلوماسية وغيرها مما جعلنا نشهد "صحوة مفاجئة" في الصحف القومية التي يملكها النظام المصري ضد التوجهات والسياسات الأمريكية!!, ونتمنى أن تكون تلك الصحوة لوجه الله ثم الوطن وأن تستمر ولا تتراجع شبرًا واحدًا بعد أن ظهر العدو على حقيقته القبيحة أمامنا, موضحًا أن من كانوا يرددون مصطلحات "الشراكة الاستراتيجية" بيننا وبين أمريكا يجب أن ينزووا الآن بعيدًا بعدما شهدنا عداءها الصريح لأمتنا. .. ولكن وانتقد السخاوي تصريح أحد الوزراء المصريين مؤخرًا بأن مصر استفادت من اتفاقية الكويز اقتصاديًا أكثر من الكيان الصهيوني!!, مشيرًا إلى أن الاستفادة لا تكون فقط بالمال, فها هو وطننا قد فُتح على مصراعيه وبشكل غير مسبوق أمام الصهاينة في كل المجالات بعد توقيع تلك الاتفاقية المشئومة التي مهدت لاختراق الأمن القومي المصري من أوسع أبوابه. وأعاد السخاوي تأكيده على أهمية تحسن الأوضاع الداخلية كشرط لتحقيق النصر, وقال: ما زلنا نؤكد أن تحقيق الديمقراطية بمفهومنا الإسلامي وليست الديمقراطية على الطريقة الأمريكية ومحاربة الفساد والاستبداد والتوريث وتحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس وتقليل الفوارق بين الطبقات هو السبيل لتحقيق وحدة داخلية على المستويين المصري والإقليمي يصبح معها الوطن صفًا واحدًا في مواجهة العدو الخارجي بعد أن تخلى وتحلى من الداخل من كل أسباب الانتكاسة والتفكك وهو ما تحاول أمريكا عدم تحقيقه في مجتمعاتنا. بوش والحرب العالمية وانتقد أمين تنظيم حزب العمل تصريحات الرئيس الأمريكي "بوش" بأن استمرار إيران في تسليح نفسها سيشعل حربًا عالمية ثالثة, مؤكدًا أن الحرب العالمية الحقيقية هي التي أشعلتها أمريكا وجيشها الذي انطلق بغطرسة يحتل الدولة بعد الأخرى وينهب ثرواتها ويقتل رجالها وشبابها ويعذب البقية الباقية منهم بأبشع الأساليب وانطلقت القوات الخاصة الأمريكية التابعة لجهاز المخابرات CIA لتقتل كل من يعارض السياسات الأمريكية في أي مكان في العالم, مما خلق موجة من الكراهية غير المسبوقة لأمريكا في معظم أنحاء العالم وجعل احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة وشيكًا لهذه الأسباب!! وأوضح السخاوي أن أمريكا لم تكن لتفعل كل هذه الأمور لولا تأييد الأنظمة الرسمية العربية لها ودعمها بكل السبل, وهي الأنظمة التي لا تزال تدعمها في العراق وأفغانستان ضد المقاومة هناك وتحميها من الانهيار الوشيك. وفي ختام كلمته, شدد السخاوي أننا نريد صحوة حقيقية على المستويين الرسمي والشعبي حتى تستطيع الأمة أن تقف أمام مخططات أعدائها التي أصبحت واضحة ومتسارعة.. وخطرة أكثر مما مضى.