استُشهد اليوم الثلاثاء مسنٌّ فلسطينيٌّ بعد إصابته بجراح خطيرة جرَّاء إطلاق قوات الاحتلال الصهيوني النارَ عليه داخل منزله وباسل أبو سرية (35 عامًا) القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في نابلس، وأصيب 2 من رجال المقاومة خلال تصدِّيهم لتلك القوات التي قامت بحملة مداهمة للمنازل شملت اعتقال 6 مواطنين. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن قوات الاحتلال أطلقت النار على المواطن عبد شاكر الوزير- البالغ من العمر 70 عامًا- لدى قيامه بفتح باب منزله بناءً على طلب قوات الاحتلال، التي تنفذ عملية عسكرية في حي "رأس العين" بمدينة نابلس، وقد نُقل الوزير إلى المستشفى وهو في حالة حرجة استُشهد على إثرها بعد ساعات.
كما أصيب مقاومين فلسطينيين خلال تصدِّيهم لقوات الاحتلال الصهيوني التي اقتحمت البلدة القديمة في المدينة فجر اليوم، وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت قذيفة "انيرجا" باتجاه أحد المنازل التي تحصَّنت بداخلها مجموعةٌ من المقاومين من مجموعات "فارس الليل" التابعة لكتائب "شهداء الأقصى"؛ مما أدى إلى إصابة أبو سرية إصابة مباشرة أدت إلى بتر قدميه إضافة إلى حروق في كافة أنحاء جسده واستشهاده لاحقًا، وإصابة 2 من مرافقيه بإصابات حرجة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى.
كانت أكثر من 30 عربة صهيونية- يرافقها عدد من الجرافات العسكرية- قد اقتحمت مدينة نابلس فجر اليوم الثلاثاء في توغل صهيوني جديد، وانتشرت في العديد من أحيائها وفي محيط مستشفى الاتحاد والمستشفى الوطني.
وحاصرت القوات الصهيونية مبنى يعود لعائلة تُدعى "هواش" في شارع كشيكة بحي رأس العين، وأجبرت سكان المنازل المجاورة على الخروج إلى الشارع، واحتجزت عشرات الشبان داخل أحد المنازل وأخضعتهم للتحقيق الميداني، وطالبت سكان المنزل المحاصر بالخروج وتسليم من تسميهم مطلوبين.
وداهمت قوات الاحتلال مبنى "السخل" في شارع القصر، واقتحمت منزل عائلة الشريدة، وقامت بعملية تفتيش قبل أن تختطف الشاب أسامة محمد الشريدة (23 عامًا).
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر شرق نابلس، وداهمت عددًا من المنازل، واختطفت الشابَّين: عاهد بديري ورائد رفاعي، كما اختطفت 3 شبان من سكان بلدة حوارة جنوب شرق نابلس.
وفي سلفيت اختطفت قوات الاحتلال فجر اليوم 5 شبان من أنصار حركة حماس في بلدة حواره شمال سلفيت، وقال شهود عيان: إن من بين المختطفين زيد قاسم وخالد يوسف؛ حيث اقتحم جنود الاحتلال منزليهما واقتادوهما إلى جهة مجهولة.
وتسبَّبت عمليات المداهمة والاختطاف في إرباك البلدة التي تعاني من استمرار الاعتداءات من قِبَل المستوطنين وجنود الاحتلال.. ويتعمَّد جنود الاحتلال القيام بحملة الاعتقالات اليومية في الضفة الغربية مع ساعات الفجر الأولى؛ ما يؤدي إلى حدوث حالات هلع لدى الأطفال.
من ناحية أخرى ألمح رئيس وزراء الكيان الصهيوني إيهود أولمرت أنه سيدرس تسليم أحياء فلسطينية بمدينة القدسالمحتلة في إطار أي تسوية في المستقبل، وتساءل أولمرت في كلمة له أمام الكنيست في ذكرى اغتيال الوزير اليميني المتشدد ريهفام زائيفي على يد مقاومين فلسطينيين عام 2001م: هل كان من الضروري ضم مخيم شعفاط وعرب السواحرة والولجة وقرى أخرى ثم القول إن هذه هي القدس؟!
يأتي هذا في الوقت التي يقوم فيه الكيان الصهيوني بمصادرة المزيد من أراضي ومنازل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ ناهيك عن تجريف الأراضي وهدم المنازل فوق أصحابها!
كان حاييم رامون- نائب رئيس الوزراء الكيان- قد صرَّح أنه ينبغي أن يكون الكيان مستعدًّا لدخول مفاوضات مع الفلسطينيين في المستقبل بشأن تقسيم مدنية القدسالمحتلة وتسليم السلطة على بعض أكثر مواقع المدينة قدسيةً، وأثارت تصريحات رامون بشأن واحدةٍ من أكثر القضايا حساسيةً في الصراع العربي الصهيوني تكهناتٍ بأنه كان يقوم "بجسِّ النبض" نيابةً عن أولمرت.