تتعرض سوريا وايران لهجمة شرسة ظالمة من جانب الولاياتالمتحدة، وهذه الهجمة تأخذ أشكالا مختلفة وفي ميادين ومجالات عديدة، ولعل أخطر ما في الهجمة التي يتزعمها صهاينة البيت الابيض، هو تأليب وتحريض جهات وقوى في المنطقة ضد طهرانودمشق، وتشكيل محاور وتحالفات ضدهما برعاية واشنطن الى درجة التفكير بتحالف عسكري وشن حرب على هذين البلدين، وهما بلدان اسلاميان يرفضان الهيمنة الامريكية والسياسة والاشتراطات الصهيونية المذلة. ان من حق سوريا وايران على شعوب وقيادات الأمة العربية والاسلامية الوقوف الى جانبهما في مواجهة الحقد الأمريكي، وليس الاصطفاف الى جانب واشنطن وتل ابيب في خططهما الرامية الى ضرب قوة هذين البلدين، فقوتهما هي قوة كل العرب والمسلمين، ودعامة رئيسة لحقوق الشعوب في المنطقة.
وسعت الادارة الامريكية، الى شق صف وحدة الأمة كحلقة من حلقات التآمر على سوريا وايران، وزرعت واشنطن في بعض الساحات قوى عميلة لها ومتحالفة معها لاشغال دمشقوطهران، وراحت تمولها بالمال والاعلام والسلاح واعدادها لأدوار خبيثة في حال شنت الولاياتالمتحدة عدوانا على طهرانودمشق، تماما كما فعلت ضد حزب الله، الذي واجه الحرب العدوانية التي شنت عليه قبل عام بشجاعة منقطعة النظير، وحقق انتصارا على المعتدين، مع أن القوى الحليفة مع العدوان أنكرت هذا النصر وتنكرت له، ومضت قدما في خياناتها وتآمرها على المقاومة، بالاشغال والالهاء واثارة الفتن، غير آبهة لمواقف الشعوب الداعمة لهذه المقاومة التي حققت لها الانتصار الأكيد ضد اسرائيل وداعميها.
سوريا وايران تتعرضان للاتهامات والتجني بشكل مستمر ، وللتحريض الظالم، دون ان تتحرك دول الأمة للدفاع عن هذين البلدين اللذين يرفضان السياسات والاستراتيجيات الامريكية التي تستهدف حقوق وطموحات وتطلعات الأمة العربية والاسلامية.
ان التفرج على ما تتعرض له طهرانودمشق وما يحاك ضدهما يفرض تحركا عربيا واسلاميا جادا وصادقا يرفض الضغوط الممارسة عليهما وكشف وفضح ما تمارسه واشنطن، وما توكله من أدوار لهذه الجهة وتلك، وما نشهده ونلاحظه من صمت عربي واسلامي اتجاه التآمر الذي تتعرض له سوريا وايران، هو مشاركة في هذا التآمر، ولا بد من مواقف واضحة داعمة لهذين البلدين حتى نحمي الأمة من الانقسام والاقتتال والتشرذم.
وهنا، لا بد من التأكيد على أن هناك دولا عربية لها أدوار كبيرة مميزة، ولا يستطيع احد انكارها، ولذلك ، ندعو هذه الدول وفي مقدمتها السعودية ذات الدور والنفوذ الى قيادة تحرك جاد عاجل لرفض السياسات الامريكية، ولجم تلك القوى الظالمة المتآمرة المتحالفة مع واشنطن، وتحديدا في الساحة اللبنانية لوقف تحرشها واتهاماتها وادعاءاتها، والخطوة الاولى لهذا الدور، هو وقف دعم هذه القوى، حتى لا تستغل هذا الدعم لاهداف خبيثة وشريرة ترسمها وتضعها لها الادارة الامريكية، والدور السعودي في هذا الاتجاه يضع حدا لحالة الاستباحة والتقسيم والتشرذم التي تريدها واشنطن وتل ابيب لهذه الأمة، التي حان الوقت لها لأن تعيش باستقلال وشرف وكرامة وحرية بعيدا عن المحاور الظالمة والانقياد المذل.