استقبل المستشار النمساوي ألفريد جوزنباور ممثلي الأقلية المسلمة بالبلاد على مائدة إفطار للاحتفال معهم بشهر رمضان في تقليد يُعَدّ الأول من نوعه منذ قيام الجمهورية الثانية في خمسينيات القرن الماضي، كما أنها المرة الأولى التي يرفع فيها الأذان داخل أروقة مبنى المستشارية النمساوي، حيث صدح الأذان فيه تمهيدًا لبدء الإفطار. وتأتي دعوة المستشار النمساوي وسط أجواء توتر خيمت على البلاد في أعقاب دعوات يمينية متطرفة برفض بناء المساجد بالنمسا، وكذلك في أعقاب إلقاء القبض على شباب مسلمين للاشتباه في ترويجهم لأفكار متطرفة. وحرص جوزنباور على إظهار معرفته بطقوس الشهر الكريم تفصيلاً خلال الكلمة الترحيبية التي ألقاها، وأشار خلالها إلى سحر هذا الشهر الذي يتجمع فيه المسلمون بجميع أنحاء العالم حول موائد الإفطار في جو من البهجة والمودة. وتحرص القيادات النمساوية سنويًّا على مشاركة ممثلي المسلمين يوم إفطار. وقد سبق إلى هذا التقليد ميخائيل هويبل عمدة فيينا الذي يستضيف المسلمين كل عام في شهر رمضان بمقر بلدية العاصمة. كما يدعو الرئيس النمساوي هانز فيشر قيادات الأقلية المسلمة للاحتفال معهم برمضان والأعياد. وفي العام الماضي استضاف رئيس البرلمان النمساوي السابق وفدًا من المسلمين حول مائدة إفطار بمقر البرلمان شهد رفع الأذان لأول مرة بين أروقته. ورغم بعض الحوادث العارضة يحظى مسلمو النمسا بوضع متميز يندر أن يوجد مثله في الدول الأوروبية الأخرى بفضل الاعتراف الرسمي من قبل الدولة بالدين الإسلامي منذ عام 1912 في عهد القيصر "فرانس يوسف" الذي أصدر ما عرف ب"قانون الإسلام". ويعيش بالنمسا نحو 400 ألف مسلم، يشكلون 4% من تعداد السكان الذي يبلغ 8 ملايين نسمة. وفي العاصمة يعيش حوالي 121 ألف مسلم، أي نسبة 7.8% من سكانها. وتوجد أعلى نسبة لمسلمي النمسا في مقاطعة فورالبرج بغرب البلاد، حيث تصل إلى 8.4% من عدد السكان هناك. ويبلغ عدد المساجد بالنمسا حوالي 200 مسجد، منها 70 مسجدًا ومصلى بالعاصمة.