انتخب تحالف المعارضة الصومالية الجديد الذي شكل في العاصمة الإريترية أمس الأول القيادي البارز في المحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد رئيسا له. شريف سيرأس اللجنة التنفيذية المنبثقة عن التحالف، فيما سيرأس شريف آدم رئيس البرلمان السابق رئاسة اللجنة المركزية المكونة من مائة وواحد وتسعين عضوا، والتي تمثل برلمان المعارضة. التحالف الجديد يشكل مظلة للمحاكم الإسلامية وأعضاء البرلمان المنشقين وعدد من ممثلي الجاليات الصومالية في المهجر العاملة على إسقاط الحكومة الحالية في الصومال, ويقطع الطريق على المحاولات التى تبذلها أمريكا لعزل المحاكم ونعتها بالإرهاب. وكان نحو 350 مندوبا يمثلون قادة المحاكم ونوابا وممثلين عن الشتات الصومالي قد قرروا الأربعاء تشكيل حركة سياسية جديدة تهدف إلى تحرير الصومال من "نير" الاحتلال الإثيوبي. ووجه المتحدث باسم الحركة تحذيرا شديدا لإثيوبيا التي تدخلت عسكريا منذ نهاية العام الماضي لدعم الحكومة الانتقالية في مواجهة المحاكم الإسلامية، وطالبها بالانسحاب الفوري من الصومال "وإلا فإنها ستواجه في غضون أسابيع وضعا يستحيل معه الخروج".
مؤتمر المعارضة وجاء مؤتمر أسمرا إثر جولات مؤتمر المصالحة الوطنية الذي رعته الحكومة المؤقتة في مقديشو واستمر من 15 يوليو إلى 30 أغسطس دون التوصل إلى نتائج ملموسة. وكان فشل مؤتمر مقديشو -الذي هدف إلى إعادة السلام إلى الصومال بعد 16 عاما من الحرب الأهلية- ظاهرا منذ انطلاقه حيث قاطعته أبرز حركات المعارضة وبينها الزعماء الإسلاميون وقسم كبير من أعضاء قبيلة الهوية التي تهيمن على مقديشو. وسارعت الحكومة إلى مهاجمة "التحالف من أجل تحرير الصومال" واعتبر ناطق باسم رئيس الحكومة محمد علي جيدي أن المتحالفين هم "مجموعة إرهابية" وأن بعض الشخصيات المشاركة في المؤتمر لها صلات بالإرهاب الدولي. وقد أنهى مؤتمر المعارضة أعماله أمس الجمعة بعد أن مثل نقلة نوعية مؤثرة فى مسار الصراع فى الصومال.
ميدانيا بينما أعلنت الحكومة بمناسبة شهر رمضان رفع حظر التجول الذي فرضته في يونيو الماضي، في محاولة للحد من تصاعد هجمات المقاومة التي تشهدها العاصمة مقديشو بشكل يومي. ولم يوضح وزير الداخلية الصومالي محمد محمود جوليد، الذي أعلن الخبر، ما إن كان حظر التجول الذي كان يسري من السابعة مساء إلى الخامسة صباحا سيعود بعد انقضاء رمضان أم لا. صرح مندوب الحكومة الصومالية في مقاطعة بلدوين علمي ساني لوكالة الأنباء الفرنسية بأن مسلحين ألقوا قنبلة على موكبه الليلة الماضية في سوق بالمقاطعة الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمال غرب مقديشو. وأضاف "نعلم أن هناك العديد من المتمردين في هذه البلدة يريدون قتل مسؤولين حكوميين، نحن نحقق في الحادث وسنقدمهم للعدالة". في غضون ذلك قال شهود عيان إن قوات حكومية صومالية تعرضت لكمين نصبه مسلحون الليلة الماضية شمالي مقديشو، وتلت ذلك اشتباكات لم ترد أي تقارير عن حصيلتها.