قامت الثورة المصرية المجيدة في 25 يناير2011على نظام مستبد غاشم انكشفت كل عوراته بعد سقوطه والذي كان من أهم ما يميزة ومعلوم قبل سقوطه هو الانبطاح تحت اقدام الامريكان والصهاينة الذي اعتقد انهم حماة عرشه وعرش ابناءه من بعده، استبشرنا واستبشر المصريون خيرا في نظام وطني جديد لا يخضع للهيمنة الامريكية ولا الصهيونية ولا لأي هيمنة غير الشعب المصري صاحب السيادة الكاملة على ارضه وقراره. ولكن للأسف الشديد ومع انتهاء الزخم الشعبي المصاحب لسقوط راس النظام البائد، ومع مرور الوقت ظهرت فئة من الانتهازيين ومن لم يكن لهم وزن يذكر في معادلة الثورة، بل ومنهم من تم طرده من ميدان الثورة في حينها، ظهر هؤلاء الانتهازيون من كل التوجهات والانتماءات وانضموا الى فلول النظام الساقط ليكونوا ما يسمى "جبهة الانقاذ"، ولا ندري انقاذ ماذا ؟ هل انقاذ ما تبقى من فلول النظام المخلوع؟ أم انقاذ المبادئ التي عاشوا عليها واسترزقوا من اتباعها وهي التبعية التامة والخضوع التام لأمريكا والغرب؟ أم انقاذ مستقبلهم السياسي الضائع؟ أم انقاذ مصالح أمريكا واسرائيل ومن يعملون لحسابهم ؟ .. نستطيع تفهم أهدافهم هذه جميعا إلا أن يكونوا جبهة لإنقاذ مصر !!!. لأنه ببساطة شديدة ، لا يمكن لعاقل أن يرى ويسمع اتفاقهم التام في الاهداف مع فلول النظام المخلوع و ما يقومون به من اعمال حرق وتدمير وتوتير لأجواء الوطن ونصدق أنهم قادمون لإنقاذ الوطن !!!. لا يمكننا أن نرى ونسمع كيف أن بعض رموزهم يصر على وضع دستور يرضي امريكا والأمم المتحدة ومبادئها التي لا تحترم مبادئ واخلاق واعراف المجتمع المصري، دستورا مرفوضا من وجهة نظره لأنه لا يعترف ولا ينص على جرائم الهلوكوست المزعومة ضد اليهود !، دستوا يريده أن يعترف بديانات أرضية ما انزل الله بها من سلطان ولا ينص على حرية بناء معابد بوذا في مصر !، لا يمكننا ان نرى ونسمع ذلك ثم نصدق أنهم جبهة "انقاذ" للوطن !!!. لا يمكننا ان نصدق انهم جبهة لإنقاذ الوطن ويذهب زعمائهم للقاء قادة الحرب الأهلية في لبنان واعتبارهم قدوة لهم في العمل الثوري!!! لا يمكننا ان نصدق انهم جبهة لإنقاذ الوطن ويذهب زعمائهم للقاء اشرس قاتل على وجه الأرض الآن "بشار الأسد" ويعلنون دعمهم وتأييدهم له والسير على دربه في مصر !!!. لا يمكننا ان نصدق انهم جبهة لإنقاذ الوطن وهم يصرون على عدم الحوار ويضعون العراقيل ويختلقون الأزمات تلو الأزمات أمام الحل السياسي للأزمة في البلاد وتوفير الغطاء السياسي للعنف المسلح الذي لا يخفون تاييدهم ودعمهم له. لا يمكننا ان نصدق انهم جبهة لإنقاذ الوطن وهم يصرون على احتكار طائفة من الشعب وهم الاخوة المسيحيين بجانبهم والذين نتفهم دوافعهم لمقاومة التيار الاسلامي، إنهم يلعبون بكارت الفتنة الطائفية بين الحين والآخر من ضمن كروت كثيرة يتم استخدامها في الوقت المناسب.
إن " لاءات" جبهة مايسمى "الانقاذ" التي يشهرونها دائما في وجه المؤسسة الرئاسية، ذكرتني بشريط اليم من الذكريات مع لاءات شارون ونتنياهو امام اي حل للقضايا المطروحة في المسار التفاوضي الفلسطيني الذي ارتضاه فريقا فلسطينيا واحدا، هذا الفريق ارتضى على نفسه ما ارتضته جبهة الانقاذ من التعاون مع الأعداء في الداخل والخارج لعشرات السنين ولم يحصلوا إلا على تلك اللاءات الاسرائيلية، هذه اللاءات اشهرها : لا للمفاوضات على وضع القدس – لا للمفاوضات حول حق العودة للاجئين – لا لوقف الاستيطان في اي جزء من ارض فلسطين، بالاضافة الى الكثير جدا من تلك اللاءات المفروضة على كل حق من حقوق الفلسطينيين. هذا الفريق الفلسطيني سكت وظل يسكت على حروب دموية رهيبة شنها " العدو" شريكه في السلام المزعوم على نصف شعبه الآخر المقاوم والذي طرد الاحتلال من غزة وفاز بالانتخابات الحرة النزيهة التي جرت باشراف دولي وجاءت بزعماء حركة حماس، واذا بالأعداء لما يعتنقه الفريق الاسلامي الجهادي يتجمعون في جبهاتهم الداخلية والخارجية ليجهضوا هذا الحلم الوليد للشعب الفلسطيني ولأنصار المقاومة بالأمة العربية والاسلامية بوجه عام، وتمت محاصرة قطاع غزة وتدميره أكثر من مرة بحروب لا هوادة فيها من جانب المحتل الغاصب وفي حالة من التردي العربي والاسلامي العام والمصري المشارك في حصار غزة قبل ثورات الربيع العربي بشكل خاص. اما لاءات جبهة الانقاذ المصرية فمنها : لا لأي انتخابات تبني مؤسسات الدولة المصرية – لا للحوار مع الرئيس المنتخب انتخابا حرا نزيها – لا شرعية إلا لمن يعطونه هم الشرعية الخاصة بهم – لا حق للشعب المصري في اختيار من يراه مناسبا لقيادته – لا لتشكيل الدوائر الانتخابية إلا لما يرونه مناسبا لهم ومنها تحديد دوائر بعينها بشكل طائفي طبقا للكثافة السكانية المعبرة عن طائفة مؤيدة لهم – لا لخطباء المساجد ولكن نعم لأي شئ وكل شئ للكنائس – لا لأخونة الدولة ولكن نعم لكل من يسب الدين ويسخر من الدين – لا لأي مظهر إسلامي ولكن نعم لكل انحلال وتحرر وزندقه. بنظرة سريعة على ماجرى ويجري على الساحة المصرية نجد الكل يخطب ود امريكا واسرائيل سواء الحكومة أو المعارضة وكأن ثورة لم تقم في مصر على التبعية والانبطاح تحت اقدام اعداء الوطن !. ذكرتني زيارة جون كيري الأخيرة بالزيارات المكوكية الفارغة من أي مضمون لما كان يسمى بالمبعوثببن الأمريكيين للشرق الأوسط لعقود طويلة حتى تم الغاء هذا المنصب تماما.